عدن (نداء حضرموت) خاص
زار رئيس اللجنة التحضيرية للتيار الوطني للتصحيح والبناء، باسم فضل الشعبي، يرافقه عضوي اللجنة، اديب الجيلاني، والشيخ عبدالخالق الغماري، صباح اليوم الخميس، شركة مصافي عدن في مديرية البريقا، والتقوا المدير التنفيذي للشركة المهندس احمد مسعد سعيد، وعدد من قيادة المصفاة، وناقشوا معهم عدد من القضايا المهمة التي تهم الشركة، في اطار الجهود التي تبذلها قيادة التيار الوطني للتصحيح والبناء والرامية الى اعادة تفعيل وتشغيل كافة شركات ومؤسسات الدولة وفي المقدمة شركة مصافي عدن، التي سوف يسهم اعادة تشغيلها بطاقتها المعهودة في تحسن الاوضاع الاقتصادية والخدمية في العاصمة عدن وباقي المدن والمناطق المحررة.
واثناء الزيارة اجابت قيادة المصفاة على عدد من الاسئلة والاستفسارات المتعلقة بتوقف تشغيل المصفاة، والنشاط القائم حاليا، والحلول والمخارج المطروحة لاعادة التشغيل، واهمية تشغيل المصفاة بالنسبة لعدن والبلد بشكل عام، حيث قالت ان هناك توصيات من مجلس النواب صدرت العام 2019 موجهة لرئاسة الوزراء اكدت على ضرورة اعادة تشغيل المصفاة بصورة عاجلة، الا ان رئاسة الوزراء لم تستجب لذلك، ولم تستجب حتى لمطالبنا المستمرة منذ ذلك اليوم وحتى الان.
واوضحت ان المصفاة متوقف عن التكرير بسبب توقف محطة الكهرباء والتي تحتاج لعشرين مليون دولار فقط بحسب تقرير الشركة الصينية، وترفض الحكومة دفع المبلغ في الوقت الذي تصل فيه مديونية الحكومة وعدد من المؤسسات والوزارات التابعة لها للمصافي بنحو ثمان مية مليون دولار مثبتة في مستندات ومحاضر، وقد طالبنا بمنحنا مبلغ من هذه المديونيات لاعادة تشغيل المصفاة الا ان هناك من يرفض، مشيرة الى ان الهدف من ذلك هو تعطيل المصفاة ومنعه من النهوض من جديد.
وطالبت قيادة المصفاة الحكومة بمنح المصفاة تكاليف ما تدفعه على محطات الكهرباء لشهر واحد فقط، والمصفاة مستعد لتموين محطات الكهرباء بالمحروقات بصورة دائمة بعد التشغيل، وسوف يؤدي ذلك الى حل ازمة الكهرباء في عدن والحد الكبير من انقطاعات التيار المستمرة.
وتسألت في سياق حديثها، لماذا تذهب الحكومة لانشاء مصفاة في حضرموت واخر في شبوة وفي محافظات اخرى بطاقات انتاجية لاتتجاوز عشرة الاف برميل في اليوم، في الوقت الذي مصافي عدن تنتج مية وخمسين الف برميل يوميا، وقادرة على تموين السوق في عموم محافظات الجمهورية، وتموين محطات الكهرباء بصورة مستمرة، اليس الهدف من ذلك هو ضرب مصافي عدن واعاقة تشغيلة، وهو يعتبر المؤسسة الاقتصادية الاكبر في البلاد؟
واضافت: كثير من وظائف المصفاة توقفت منذ ما بعد 2015 منها توقفت وظيفة المصفاة كمنطقة حرة، وكان هذا النشاط يدر على الشركة مبالغ مالية كبيرة في السابق، وهناك شركات حاليا مستعدة لتوقيع عقود واتفاقيات معنا لكن الحكومة ترفض اصدار قرار يستعيد المصفاة بموجبه نشاطه كمنطقة حرة، بالاضافة الى ان وظيفة المصفاة في تموين البواخر توقفت ايضا منذ نفس العام 2015، وحاليا تقوم دولة جيبوتي بعملية التموين رغم ان عدن اقرب وتبعد باقل من عشرين ميل من طريق عبور البواخر، وكل مطالباتنا للجهات العليا باعادة نشاط المصفاة في هذا الاطار تقابل بالاهمال، لافتا الى ان هناك من لا يريد الخير لعدن والبلد.
وعن النشاط الحالي للمصفاة، قالت نقوم حاليا بخزن الوقود في خزانات المصفاة للتجار، ولكن هذا امر غير مجد وفي كل شهر نعجز عن دفع مرتبات الموظفين الذين يتجاوز عددهم اربعة الاف موظف، ونضطر الى بيع كميات من الوقود التابع للحكومة المخزن لدينا لمواجهة التزاماتنا المالية الشهرية، ولكن هذا حل مؤقت لا يحل المشكلة، والحل هو اعادة تشغيل المصفاة في اسرع وقت ممكن.
وعن شحنات الوقود الملوثة التي اثير حولها الجدل مؤخرا وقام المصفاة بمعالجتها، قالت: لدينا مختبر متكامل في الشركة لا يوجد له مثيل في البلد او في دول الجوار ومن وظيفة المصفاة هو المعالجات لشحنات الوقود المختلفة، فالمختبر لدينا يقوم بمهمة المستشفى في التعامل مع المريض، هناك شحنات يتم فحصها وتطلع غير مطابقة للموصفات وترفض، وهناك شحنات يتم معالجتها، الشحنة الاخيرة كان فيها اختلاف في الموصفات بصورة بسيطة وتمت معالجتها، نحن نقوم بمعالجة كثير من المشتقات مثلا الغاز نحن من نقوم باضافة الرائحة له حتى يعرف المستهلك في حال تسرب الغاز في المنزل او غيره، نحن ايضا من نقوم باضافة اللون للبنزين، وغيرها من الامور التي لا يعرفها الكثير، ممن يستقوم معلوماتهم من بعض وسائل الاعلام دون تثبت.
وشكرت قيادة المصفاة في ختام حديثها قيادة التيار الوطني للتصحيح والبناء على زيارة الشركة وتلمسهم للصعوبات التي تقف امامها، داعية الى تظافر كافة الجهود الرسمية والاهلية والاعلامية والمدنية لدعم التطلعات الرامية الى اعادة تشغيل المصفاة بصورة دائمة وفي اقرب وقت.
بعدها قام وفد تيار التصحيح برفقة مدير عام الاعلام والعلاقات العامة في المصفاة، الاستاذ ناصر شايف، بزيارة محطة كهرباء المصفاة التي تعد اصغر وحدة في المصفاة ولكنها تعيق تشغيله بسبب عدم اكتمالها، رغم توفر كافة معداتها وتجهيزاتها داخل الشركة، كما زاروا وحدة تحلية مياة البحر المجاورة لمحطة الكهرباء، وتعرفوا على وظيفتها، بالاضافة الى زيارة وحدة التكرير التي يجري صيانتها حاليا، ووحدة صناعة الاسفلت التي استعادت نشاطها مؤخرا، وتوقفت المحطة الاخيرة للزيارة في مختبر المصفاة، حيث التقى الوفد بمديرة المختبر الدكتورة صفاء جمال، وتعرفوا من خلالها على عمل المختبر ونشاطه في فحص ومعالجة كافة انواع الوقود، ومعالجة النفط الخام وفحصه، وكذا فحص المياه ومعالجتها، كما تعرفوا على احدث الاجهزة المتواجدة في المختبر الذي يعد من اهم واقدم المختبرات على مستوى المنطقة.
وقالت الدكتورة صفاء جمال : لدينا مختبر متكامل وطاقم محترف ومميز وعملنا دقيق بشهادات داخلية وخارجية، وما اثير مؤخرا حول شحنة الوقود الملوثة محض افتراء، كون الكثير لا يعرف ما هي وظيفة المختبر وحجم العمل الذي نقوم به في عمليات المعالجات، مشيرة الى ان الشحنة المقدرة بخمسة الاف طن تم معالجتها لان نسبة الاختلاف فيها كان بسيط جدا، بينما تم رفض شحنات اخرى كونها غير مطابقة للمواصفات، ولكن احدا لم يشر لذلك، وهذا يعني ان هناك جهات تستهدف المصفاة بشكل مباشر، لكن هذا لن يؤثر على عملنا ما دمنا ملتزمين وواثقين مما نقوم به.
مطالبة الجهات الحكومية بدعم اعادة تشغيل المصفاة بصورة طبيعية، واعادة وظائفة المعروفة، ليقوم بدورة في خدمة الشعب والبلد، مشيرة باسف الى ان المصفاة كان له تعاقدات مع شركات عالمية كبرى فيما يتعلق بشراء الوقود والخام اما اليوم فانه يتعامل مع تجار محليين، داعية الى سرعة تصحيح هذا الوضع.
وطالب التيار الوطني للتصحيح والبناء، المجلس الرئاسي والحكومة بسرعة رفع الحضر عن تشغيل مصافي عدن، والعمل على وجه السرعة بتقديم الدعم لاستكمال محطة الكهرباء الخاصة بالمصفاة، ودعم المصفاة بالنفط الخام لاستعادة دوره في التكرير لما لذلك من اهمية كبيرة في رفد السوق وتحسين الاوضاع الاقتصادية والخدمية في عدن والمحافظات الاخرى، معتبرا تعطيل المصفاة عمل متعمد وجريمة فساد مكتملة الاركان.