نداء حضرموت – بي بي سي
أدان ديمقراطيون بارزون قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخفيف عقوبة السجن التي يقضيها مستشاره السابق وصديقه روجر ستون.
واتهم المتحدث باسم المرشح الرئاسي جو بايدن ترامب بإساءة استخدام السلطة و”العبث” بقيم الولايات المتحدة.
وجاءت خطوة تخفيف العقوبة وليس العفو، بعد أن رفضت محكمةٌ طلبا تقدّم به ستون لإرجاء تاريخ بدء توقيع عقوبة السجن ومدتها 40 شهرا.
وكان ستون قد أدين بالكذب على الكونغرس، وعرقلة وصول الشهود والتأثير عليهم.
ويُعدّ ستون سادس مساعدٍ لترامب تتم إدانته في اتهامات متصلة بتحقيق أجرته وزارة العدل حول مزاعم بمحاولات روسية لدعم حملة ترامب الانتخابية عام 2016.
وكان من المقرر أن يودع روجر ستون، البالغ من العمر 67 عاما، سجنا اتحاديا في ولاية جورجيا، الثلاثاء المقبل.
وقال البيت الأبيض إن “ستون ضحية محاولة قام بها الخصوم للنيل من الرئاسة”.
على الجانب الآخر، يواجه الرئيس انتقادات سياسية بالعمل على تقويض نظام العدالة عبر التدخل في قضايا جنائية تورّط فيها مستشارون سابقون له من بينهم ستون.
ويعرب ترامب علنا عن استيائه من محاكمات خضع لها رئيس حملته الانتخابية بول مانافورت، وكذلك مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين.
كيف بدا رد الفعل؟
وقال بيل روسو المتحدث باسم حملة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن إن “ترامب لا يستحي وإنما يتعين إيقافه عبر صناديق الاقتراع”.
وأضاف روسو: “مرة أخرى يسيء الرئيس ترامب استخدام سلطاته، عبر إصدار قرار التخفيف، فضلا عن عبثه بالمعايير والقيم التي تجعل من بلدنا منارة لبقية بلدان العالم”.
وأدان آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي خطوة ترامب تخفيف العقوبة على ستون.
وقال شيف “بهذه الخطوة، يعلن ترامب بوضوح أن هناك نظامَين للعدالة في أمريكا: أحدهما خاص بأصدقائه من المجرمين، والثاني لأي شخص آخر”.
وقالت عضوة مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي إليزابيث وارين إن “هذه الخطوة كشفت أن ترامب هو الرئيس الأكثر فسادا في التاريخ”.
ودافع رودي جولياني المحامي الشخصي للرئيس ترامب عن القرار قائلا إن “الحكم الصادر على روجر ستون كان قاسيا بشكل مبالغ فيه”.
أما ستون نفسه فقد قال للصحفيين إنه “وبموجب قرار التخفيف أصبح بإمكانه الاستئناف ضد الحكم الصادر بحقه. وبدا ستون واثقا من قدرته على كشف “قدر هائل من الفساد” في محاكمته.
ماذا قال الرئيس؟
وصدر بيان عن البيت الأبيض جاء فيه أن “روجر ستون ضحية لخدعة عكف اليسار وحلفاؤه على إثارتها في الإعلام لسنوات في مسعى للنيل من رئاسة ترامب”.
وأضاف البيان أن “المدعين في وزارة العدل تحت قيادة المحقق الخاص روبرت مولر وجهّوا اتهامهم لستون بعد أن يئسوا من إثبات وهْم تعاوُن حملة ترامب الانتخابية مع الكرملين”.
كما لفت البيت الأبيض إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي أبلغ شبكة سي إن إن الإخبارية بمداهمته التي وقعت قبيل الفجر لمنزل ستون، مشيرا إلى أن طاقم مصورين تابعين للشبكة كانوا في موقع المداهمة لتصوير عملية الاعتقال.
وجاء في البيان: “يعاني روجر ستون معاناة شديدة. لقد وقع عليه ظُلم شديد، مع آخرين كثيرين في هذه القضية. روجر ستون الآن حر طليق!”.
ويلمح ترامب منذ شهور، عن نيته التدخل من أجل ستون، وكانت المرة الأخيرة التي ألمح فيها إلى ذلك مساء الخميس في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية.
فيم أدين ستون؟
قرار الرئيس تخفيف العقوبة لا يمحو الإدانة الجنائية كما يفعل قرار العفو.
وكان ستون قد أدين بالكذب على لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بشأن محاولاته الاتصال بموقع ويكيليكس الذي نشر رسائل بريد إليكتروني مسيئة خاصة بـهيلاري كلينتون المنافسة الديمقراطية لترامب في انتخابات عام 2016.
وخلص مسؤولو الاستخبارات الأمريكية إلى أن الرسائل سُرقت على أيدي قراصنة روس.
وكان ستون قد أقرّ أثناء حملة عام 2016 الانتخابية بأنه كان على اتصال بمؤسس ويكيليكس جوليان أسانج.
كما ألمح ستون إلى أنه يعرف أن موقع ويكيليكس قادر على نشر أكثر من 19 ألف من رسائل البريد الإليكتروني المقرصنة من خوادم اللجنة الوطنية الديمقراطية.
وجاء مدة العقوبة التي وقعت على ستون أقل من العقوبة التي طالب بها الادعاء العام وهي السجن ما بين سبع وتسع سنوات.
ولكن وزير العدل وليام بار، أوصى في خطوة مثيرة للجدل بعد تغريدة لترامب، بأن تكون العقوبة أكثر تسامحا.
ودفع هذا التدخل من جانب بار كل أعضاء فريق الادعاء في قضية ستون إلى التنحي عن القضية.
من هو روجر ستون؟
ظل ستون يعمل مع الجمهوريين منذ حقبة السبعينيات، وقد دقّ وشمًا على ظهره لريتشارد نيكسون.
وفي التسعينيات، عمل ستون ضمن مجموعة ضغط لصالح أعمال ترامب التجارية، وبعدها ساعد ترامب في محاولة فاشلة للوصول إلى البيت الأبيض في سباق الانتخابات الرئاسية عام 2000.
ونشرت شبكة نتفليكس فيلما وثائقيا عن روجر ستون، يشير إلى دور تشجيعي اضطلع به في ترشح ترامب للرئاسة مجددا.