نداء حضرموت – بي بي سي
تلقت السلطات الصينية بلاغا عن حالة مرضية يشتبه إصابتها بمرض الطاعون الدَّبْلي.
وليس معروفا حتى الآن كيف أصيب المريض، بيد أن البلاد أعلنت حالة تأهب، تحسبا للإبلاغ عن المزيد من حالات الإصابة.
ويعد الطاعون واحدا من أكثر الأمراض فتكا في تاريخ البشرية، بيد أنه يمكن علاجه الآن بالمضادات الحيوية.
ما هو الطاعون الدَّبْلي؟
يُعد الطاعون مرضا معديا قد يفضي إلى الوفاة، وتحدث الإصابة به بسبب بكتيريا تسمى “يرسينية” تعيش في بعض الحيوانات، لاسيما القوارض، والبراغيث.
والطاعون الدَّبْلي هو النوع الأكثر شيوعا للمرض الذي يمكن أن يصيب الإنسان، وتأتي تسميته بهذا الاسم من الأعراض التي يسببها، مثل تورم مؤلم في العقد اللمفاوية أو “دّبْل” في الفخذ أو الإبط.
وشهدت الفترة بين عام 2010 إلى عام 2015 الإبلاغ عن 3248 حالة إصابة في شتى أرجاء العالم، فضلا عن تسجيل 584 حالة وفاة.
وأُطلق أيضا علي المرض، في الماضي، “الموت الأسود”، في إشارة إلى موت أجزاء في الجسم، مثل أصابع اليد وأصابع القدم، بسبب المرض.
ماذا يحدث؟
يشعر المصاب عادة بالطاعون الدبلي بإعياء بعد يومين إلى ستة أيام من الإصابة.
وتشمل الأعراض، بخلاف تورم العقد الليمفاوية، التي يمكن أن تكون كبيرة مثل حجم بيضة دجاجة، حدوث حمى وقشعريرة وصداع وآلام في العضلات وإجهاد.
ويمكن أن يؤثر الطاعون أيضا على الرئتين، مما يسبب السعال وألم الصدر وصعوبة التنفس.
كما يمكن أن تدخل البكتيريا أيضا مجرى الدم وتسبب ما يعرف باسم “تسمم الدم” أو “الإنتان”، الذي قد يؤدي إلى تلف الأنسجة وفشل الأعضاء والوفاة.
كيف تحدث العدوى؟
يُصاب الشخص عن طريق:
- لدغات براغيث مصابة.
- لمس حيوانات مصابة مثل الجرذان والفئران.
- استنشاق قطرات من جهاز تنفسي مصاب، تنتشر عن طريق أشخاص أو حيوانات مصابة.
كما يمكن أن تحدث إصابة للقطط والكلاب المنزلية بسبب لدغات براغيث أو أكل قوارض مصابة.
وتنتقل العدوى إلى الجسم أيضا عبر قطع الجلد، إذا كان الشخص على اتصال وثيق بدم حيوان مصاب.
ويمنع التحذير الحالي، الذي فرضته السلطات الصينية، صيد وأكل الحيوانات التي يمكن أن تكون ناقلة للطاعون.
كما يمكن أن تنقل جثة مصاب، توفي بسبب إصابته بالطاعون، عدوى المرض لأشخاص على اتصال وثيق به، مثل أولئك الذين يعدون الجثمان لدفنه.
هل يوجد علاج للمرض؟
يمثل العلاج الفوري بالمضادات الحيوية أمرا بالغ الأهمية، إذ يكون المرض قاتلا في حالة تركه دون علاج.
كما ينقذ التشخيص المبكر للإصابة، باستخدام الاختبارات المعملية للدم وعينات أخرى من الجسم، أرواح المصابين على الأرجح.
هل يمكن أن يتفشى من جديد أو يصبح وباء عالميا؟
لا يزال الطاعون موجودا في مناطق كثيرة من العالم، إذ شهدت السنوات الأخيرة موجات تفشي في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومدغشقر.
وعلى الرغم من أن الطاعون كان سببا في تفشي الأمراض على نطاق واسع في العصور الوسطى، إلا أن أي تفش في الوقت الراهن سيكون محدودا لحسن الحظ.
ويقول ماثيو درايدن، استشاري علم الأحياء الدقيقة بجامعة ساوثهامبتون ببريطانيا: “من الجيد رصد ذلك والإبلاغ عنه في وقت مبكر، بما يفضي إلى العزل والعلاج ومنع الانتشار”.
ويضيف: “تحدث الإصابة بالطاعون الدبلي نتيجة نوع من البكتيريا، وعلى عكس مرض كوفيد-19، يمكن علاج الطاعون بسهولة بالمضادات الحيوية. لذا، وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو مزعجا، فهو مرض معد آخر ينشأ في الشرق، إلا أنه يبدو أن هناك حالة واحدة حتى الآن يمكن علاجها بسهولة”.