اراء وكتاب

صابر بن مقنع يكتب…الأكاديمي”الاستثنائي” والقيمة المضافة

الصورة النمطية التي تشكلت في ذهني منذ الصغر ان الاكاديمي شخص مختلف عن بقية البشر. وحين نسعد بيوم للقاء به يراودني الخوف من هذا اللقاء ونكون في حالة استنفار واحاول قدر الامكان ان استعد بجمل وكلمات لهذه المواجهة حتى ننقل صورة مشرفة اننا لسنا اقل مقاما من الآخر.
وعليه تنتابني الرعشة والقلق قبيل لقاءه بلحظات ظنا مني انه مختلف ولديه قدرات خارقة لتقديم الكثير والكثير لهذا المجتمع الطيب. وكل المعطيات التي ارتسمت في ذهني منذ الصغر تؤكد اننا مقبلين على مستقبل واعد انتظارا منا ان الاضافات النوعية التي ستقدم من هذا الاستثنائي “الاكاديمي” اضافات لا شك بأنها ستفعل فعها بأتجاه التسابق الحضاري.

لكن مع مرور الايام والسنين اكتشفت كل ما يحدث واقعا يختلف وما ارتسم في ذهني منذ الصغر، وان هذا الاستثنائي غير قادر على احداث قيمة مضافة للمجتمع. ايضا غير قادر على لملمت نفسه هو، فأقتنعت حقيقة انه لا يستطيع تجاوز ذلك. اذا هو مدرس فقط .. فقط .. فقط. وهذا لا يعذ انتقاص من شخصه ولا من شخص المدرس. ولكنها الحقيقة.

فعندما يقتنع الانسان بأنه وصل .. هنا المشكلة. الاقتناع بالوصول الى المحطة الاخيرة تعني توقف عجلة الابداع عند الانسان حتى لو اعتقد ان وصوله الى المحطة الاخير جعله “استثنائي”.

ومع ذلك لا انكر ان شخصيات اكاديمية واخرى تعرفت عليها وتركت اثرا طيبا في نفسي واستفزتني واعانتني لأنهل من عالم المعرفة والثفافة. اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
. المفكر سعيد سالم الجريري
. أ.د. عبدالله سعيد بن جسار المري
. أ.د. خالد يسلم بلخشر المري
. أ. صالح حسين الفردي
. د. صلاح بن مدشل القعيطي
هؤلاء شعرت بأستثنائيتهم وتركوا اثرا كبيرا في نفسي واحتلوا مكانة خاصة في قلبي لا يعلم هذه المكانة الا الله سبحانه وتعالى.

القوقل والاستثنائيون:
في يوم ما كنت العب بالكي بورد فدخلت محرك البحث قوقل فأذا بي افاجئ بأسم غريب انه “مالك بن نبي” فبحثت عنه فأذا بمجموعة كتب ترتص امامي. ففتحت احداهن بعنوان ” شروط النهضة” فتصفحته حتى استكملته.
فدخلت على كتاب آخر بعنوان “مشكلات الافكار في العالم الاسلامي” لنفس الكاتب فقرأته.
هنا استطيع ان اقول وبكل ثقة انه اكاديمي “استثنائي” وذلك بحجم المنتج المعرفي الذي قدمه ليس لأمته بل للبشرية جمعا وهنا نقول انه قدم قيمة مضافة للمجتمع.
ثم تحركت باحثا عن الجديد الذي يقنعني بأستثنائي آخر فوجت اسما آخر انه ” نعوم تشومسكي” ايضا آخر “مصطفى المرابط” علي شريعتي وكتابه ” خيانة المثقفين” ايضا كتابه “بناء الذات الثورية” ايضا محمد عابد الجابري ومصفوفته “بنية العقل العربي .. تكوين العقل العربي”
فرانسيس فوكوياما .. فردريك باستيا .. أوشو .. ادوارد سعيد .. علي الوردي .. هبه رؤوف عزت استاذة الفسلفة السياسية وكتابها الرائع “نحو عمران جديد” اريك هوفر وكتابه “المؤمن الصادق” وآخرون هم كثر. هؤلاء نستطيع ان نقول انهم استثنائيون ولا ننسى الفرنسي غستاف لبون.
انتهى الحديث ولم ينتهي البحث عن حالة الاستثناء لآخرون اضافوا للبشرية الكثير.

صابر بن مقنع
2020/5/11م

انقر للتعليق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إلى الأعلى