أكدت مصادر يمنية مطلعة أن الوضع في محافظة البيضاء قابل للانفجار في أي لحظة إثر التوتر المتصاعد بين الحوثيين وقبائل المحافظة التي تداعت لطلب القصاص من عناصر تابعة للحوثيين في المحافظة أقدمت على اقتحام منزل في مديرية “الطفة” وقتل امرأة، وهو ما اعتبرته القبائل انتهاكا للأعراف والقيم.
وتشهد محافظة البيضاء الاستراتيجية التي تشترك في حدود مع ثماني محافظات أخرى، حالة من التحشيد العسكري المتبادل بين رجال القبائل بقيادة الشيخ القبلي والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر العواضي من جهة، وبين الميليشيات الحوثية من جهة أخرى، في ظل أنباء عن فشل جهود الوساطة.
وأعلن العواضي في وقت سابق عن فشل وساطة عمانية لرأب الصدع والتوصل إلى حل قبلي لإنهاء التوتر الذي تصاعد بعد دعوة أطلقها العواضي لقبائل البيضاء للاحتشاد تحت ما يسمى “النكف القبلي”، حتى يستجيب الحوثيون لمطالب أولياء دم جهاد الأصبحي التي تم قتلها في منزلها بمنطقة “الطفة” من قبل مسلحين حوثيين، وتتضمن المطالب تسليم المتورطين باقتحام المنزل وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من أبناء قبيلة القتيلة.
وبحسب مصادر قبلية مطلعة في محافظة البيضاء، فقد لاقت دعوة العواضي استجابة واسعة من قبائل محافظات البيضاء ومأرب وشبوة التي تداعى بعضها إلى مديرية ردمان معقل الشيخ العواضي، في الوقت الذي ما زال الحوثيون يرسلون لجان الوساطة المختلفة للمنطقة بالتوازي مع استقدام ميليشيات مسلحة من صنعاء وذمار في محاولة لكسب المزيد من الوقت واستكمال الاستعدادات لمواجهة محتملة.
وحث السفير البريطاني في اليمن مايكل آرون الطرفين على ضبط النفس. وقال في تغريدة على تويتر “نتابع بقلق التطورات في محافظة البيضاء إثر مقتل الفتاة جهاد الأصبحي.
ندعو الحوثيين وقبائل البيضاء إلى ضبط النفس ووقف التحشيد المسلح”. ويرفض ياسر العواضي، بحسب تسجيلات مسربة له، تدخّل الحكومة والتحالف العربي في الخلاف بينه وبين الحوثيين، معتبرا أن هذا الخلاف له أبعاد قبلية واجتماعية ولا يحتمل التدخل السياسي.
وشرع الحوثيون في تصعيد خطابهم الإعلامي تجاه أزمة البيضاء، بعد فشل جهود الوساطة واتجاه الأمور نحو المواجهة المسلحة، من خلال مطالبة العواضي بتسليم من وصفهم نائب وزير خارجية الحوثي حسين العزي في تغريدة على تويتر بالعناصر الإرهابية، وهو أمر دأب عليه الحوثيون لإضفاء الشرعية على أي عملية تجاه خصومهم السياسيين بعد وصمهم بدعم الإرهاب.
وتخشى الجماعة الحوثية من خروج المواجهات المحتملة مع قبائل البيضاء عن السيطرة، في ظل تنامي مؤشرات على تصاعد حالة الغضب الشعبي من الممارسات الحوثية في المحافظة وتزايد الانتهاكات التي يقوم بها عناصر الميليشيات ومشرفيهم والتي تنوعت ما بين القتل بدم بارد والاختطافات وتفجير المنازل وصولا إلى انتهاك الحرمات.