بين وعود وعهود، ظلت أسرة محمد عبدالرحمن الحميقاني، لأكثر من 4 أعوام ترقب الزمن، لإطلاق سراح ابنها من سجون الحوثي حتى مقتله الصادم.
وأبلغ الحوثيون أسرة الأسير اليمني الحميقاني بمقتل ابنهم، في إحدى زنازين الموت، في صنعاء، وذلك تحت التعذيب الوحشي، الذي فاقم من حالته الصحية اليومين الماضيين.
تعذيب مليشيات الحوثي الجنود الأسرى حتى الموت، لا يختلف عن تعذيب المدنيين المختطفين الذين يلفظون أنفاسهم شهريا؛ وكان آخرهم عزيز الدهمشي (40 عاما) الذي قتل بعد تدهور حالته الصحية في أحد المعتقلات.
وحاولت مليشيات الحوثي، وفق مصدر حقوقي لـ”العين الإخبارية”، إبلاغ أسرة الدهمشي بعد أن نقلته إلى مركز صحي لعلاجه، وهو في حالة سيئة، تظهر عليه آثار التعذيب الوحشي في زنازين الموت الحوثية.
وينضم “عزيز” و”محمد” لأكثر من 521 حالة قتل للمختطفين والأسرى في معتقلات مليشيات الحوثي وذلك منذ اجتياحها صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
ويلفظ عادة الأسرى أنفاسهم نتيجة الإهمال المتعمد، أو نوبات قلبية، بعد حرمانهم من وصول العلاج اللازم إليهم في الوقت المناسب، أو تسبب التعذيب لهم بفشل كلوي وشلل كلي أو نصفي.
وعمدت المليشيات الحوثية في الآونة الأخيرة إلى الإفراج عن المعتقلين، بعد تدهور حالتهم بسبب إعطائهم حقنا سامة تؤدي إلى مقتلهم بعد إطلاق سراحهم بأيام، كما حدث مع المختطف المدني عزيز الدهمشي قبل أيام، وفقا للمصدر.
ضغط شعبي
وتعيد جريمة قتل “الدهمشي” و”الحميقاني” في معتقلات الحوثي تحت التعذيب – بحسب يمنيّين- ملف الأسرى والمختطفين للأضواء، لتعود معها صور التعذيب والأشلاء والدماء والغرف المظلمة والحبال المعلقة على الأسقف، لتذكر اليمنيين بأنهم أمام أبشع جماعة عرفها التاريخ.
كما دفع تزايد مقتل المختطفين والأسرى إلى إطلاق ناشطين وإعلاميين حملة ضغط شعبية تحت وسمي: “الحوثي يقتل المختطفين”، “مطلبنا تصنيف الحوثي إرهابي”، وذلك تنديدا بجرائم التصفية الحوثية للمختطفين والأسرى في سجونهم وتعرضهم لشتى أنواع التعذيب.
وقال رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة أصيل السقلدي لـ”العين الإخبارية”، إنه “ليسوا أسرى الحرب وحدهم من يخطف الإرهاب الحوثي أرواحهم في سجونه، وإنما تعدى ذلك، وقادته همجيته وغريزته الدموية إلى قتل المختطفين المدنيين في المعتقلات السرية”.
المسؤول الإعلامي بمركز ألوية العمالقة أوضح أن “مليشيات الحوثي تختطف المدنيين بلا أي مبرر، وتقتلهم دون ذنب في تجاوز لحقوق الأسرى والمحتجزين في الإسلام وفي القانون الدولي الإنساني، والتي تهدف جميعها إلى صيانة النفس البشرية وكرامتها”.
من جهته، قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب إن “الحوثية لم تقدم لليمن غير الخراب والفوضى والحرب من نشأتها الأولى ومستمرة في مراكمة إرهابها منذ اختطفت العاصمة صنعاء وحولتها إلى رهينة وغنائم”.
وأكد لـ”العين الإخبارية” أن “مليشيات الحوثي تغرق صنعاء بالمعتقلات وتمارس التعذيب وتتلاحق جرائمها وقتلت أكثر من 400 مختطف في سجونها، ناهيك عن الإعدامات الميدانية”.
أرقام مفزعة
كشف ائتلاف حقوقي يمني في تقرير حديث عن أرقام مفزعة لجرائم مليشيات الحوثي داخل السجون والتي طالت أكثر من 16 ألف و804 مدني مختطف.
ووفقا للشبكة اليمنية للحقوق والحريات (غير حكومية) فإنه لا يزال 4 آلاف، وأكثر من 200 مختطف مدني، في سجون مليشيات الحوثي، من بينهم ألف و317 مدنيا مخفيون قسراً، يشملون 84 امرأة، و76 طفلاً.
ووثقت المنظمة إخضاع مليشيات الحوثي لأكثر من 4 آلاف معتقل ومختطف ومخفي قسريا للتعذيب النفسي والجسدي، واتخاذهم دروعا بشرية، وتصفيتهم داخل السجون.
وتنص اتفاقية جنيف الثالثة، على حق المعاملة الإنسانية في جميع الأحوال دون تمييز، وعدم إهمال الأسير أو تعريضه للخطر، وإعادة الأسرى إذا ساءت حالتهم الصحية بسبب مرض خطير أو بسبب الجوع والمرض.