كشف تقرير لـ”إذاعة صوت أمريكا” بالنسخة الفارسية، النقاب عن تجنيد إيران لمقاتلين أفغان سابقين للقتال بجانب مليشيات الحوثي في اليمن.
ونقلت الإذاعة عن اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين السابقين في أفغانستان قولهم، إن “الكوماندوز الأفغاني يقاتل حاليا من أجل إيران في اليمن”.
وقال الجنرال هيبة الله عليزاي، القائد السابق للجيش الأفغاني للإذاعة الأمريكية “إن النظام الإيراني يستغل ضعف جنود الجيش الأفغاني السابق الذين يعيشون الآن في إيران ويرسلهم إلى اليمن لتعزيز صفوف الحوثيين”.
وبين الجنرال عليزاي “عندما يتوجه جنود أفغان سابقون إلى مكاتب الهجرة في إيران لتجديد تأشيراتهم، يُطلب منهم الذهاب إلى اليمن لدعم الحوثيين”.
ومن جانبه، ذكر محمد فريد أحمدي، القائد السابق لقوات الكوماندوز التابعة للجيش الوطني الأفغاني، أن القوات الأفغانية السابقة تقاتل حاليا في “مجموعات صغيرة” في عدة “مناطق حساسة” من العالم، بينها اليمن وإيران.
واضطر المئات من الجنود في الجيش الأفغاني السابق إلى الهروب للدول المجاورة من بينها إيران بعد استيلاء حركة طالبان على الحكم منتصف أغسطس/ آب 2021، وذلك بعد ملاحقة الحركة للجنود السابقين.
وبحسب تقرير أمريكي حديث، فر نحو 3000 من قوات الأمن الأفغانية، بما في ذلك عدد من كبار الضباط والقوات الخاصة التي دربتها الولايات المتحدة إلى إيران بعد استيلاء طالبان على السلطة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش العام 2016 إن إيران تستخدم اللاجئين الأفغان كجنود في بعض حروبها بالوكالة خارج إيران دعما لحفائها.
وأكثر قوات تكبدت خسائر بشرية هي فيلق “فاطميون” الأفغاني التي أسسه وموله قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني عام 2014، والذي لقي مصرعه في غارة أمريكية في 3 يناير/كانون الثاني 2020.
نخبة أفغانستان بيد إيران
وفي 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، كشفت تقرير لهيئة الإذاعة الألمانية بالنسخة الفارسية، عن أن العديد من الخبراء يرون أن جنود القوات الخاصة للجيش الأفغاني طوعًا أو بالإكراه قد ينقلون معلوماتهم القيمة عن الجيش الأمريكي إلى الحكومة الإيرانية.
وحذر مايكل ماكول، عضو الكونجرس الأمريكي، من أن هؤلاء الأشخاص قد يقدمون لطهران معلومات مهمة حول التدريب والاستخبارات العسكرية الأمريكية.
هذا العضو في الحزب الجمهوري هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، يوضح تقرير مؤلف من 115 صفحة، جمعه ماكول ونُشر في 17 أغسطس/آب الماضي، مدى عدم استعداد وزارة الخارجية الأمريكية للانهيار السريع للحكومة الأفغانية في أغسطس/آب 2021.
ويتهم ماكول الحكومة الأمريكية بعدم إعطاء الأولوية لنخبة الكوماندوز الأفغان لدخول الولايات المتحدة رغم المخاطر الأمنية.
وتقول الولايات المتحدة إنها أجلت ما يقرب من 130 ألف شخص من أفغانستان في الأيام الأخيرة من انسحابها، لكن عشرات الآلاف من الأفغان الذين دعموا الجيش الأمريكي طوال عقدين بقوا في أفغانستان.
ومنذ حوالي شهرين، أعلنت إيران إجراء إحصاء إلزامي للمهاجرين الأفغان وتسجيل معلوماتهم، وهو ما أصبح أيضًا مصدر قلق للجنود الأفغان السابقين في إيران.
وكان عبد الله حميدي جنديًا سابقًا في الجيش الأفغاني هاجر إلى إيران منذ حوالي عام، وهو الآن عامل بناء يقول: “خلال التعداد، طلبوا مني وظيفتي وبطاقة الهوية والوثائق، وكان معي مستنداتي وأعطيت نسخة لمكتب الضما،. لقد أعطوني ورقة يجب أن يشهدها شخص ما “الإيراني ضمنني”.
وإيران تدعم مليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، وتخوض البلاد حربًا أهلية منذ أكثر من سبع سنوات.