محليات

تحذيرات دولية من تجدد جرائم «الحوثي» ضد الأطفال

بعد مرور شهر على انتهاء سريان الهدنة في اليمن دون تمديدها جراء المواقف المتعنتة لميليشيات «الحوثي» الإرهابية، أعربت منظمات إنسانية دولية، عن مخاوفها إزاء تصاعد الممارسات العدوانية التي ترتكبها العصابة الانقلابية بحق المدنيين، في مناطق مختلفة من البلاد، خصوصاً ضد الأطفال والنساء.
وأفادت تقديرات كشفت عنها هذه المنظمات، بأن الفشل في تجديد التهدئة أو إحيائها، أدى إلى تصاعد كبير في الخسائر البشرية، التي سُجِلت خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وذلك بالتزامن مع مواصلة الميليشيات «الحوثية» الإجرامية، وضع العراقيل التي تعترض طريق جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج، لإرساء الهدنة من جديد.
وفي بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، حذرت منظمة «أنقذوا الأطفال»، التي تُعنى بحماية الطفولة في مختلف أنحاء العالم، من أن الفشل في تمديد التهدئة، أدى إلى تجدد معاناة الصغار في اليمن، بعدما كان هذا البلد قد نَعِمَ بفترة هدوء نسبي نادرة وغير مسبوقة، على مدار الشهور الستة التي طُبِقَت الهدنة خلالها بوساطة أممية.
فبحسب بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تقلصت الخسائر البشرية في صفوف المدنيين اليمنيين خلال تلك الفترة بنسبة 50 في المئة تقريباً، كما تراجعت معدلات النزوح بنسبة مماثلة أيضاً، وأتيحت الفرصة لأكثر من 8000 يمني، للسفر إلى الخارج للحصول على الرعاية الطبية اللازمة لهم، أو استكمال تعليمهم، أو ممارسة أنشطتهم الاقتصادية والتجارية، وذلك بفضل التشغيل الجزئي لمطار صنعاء الدولي. بجانب ذلك، أفضى السماح بوصول كميات من المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، إلى تخفيف أزمة الوقود التي يعانيها اليمنيون في كثير من مناطق البلاد.
ولكن «أنقذوا الأطفال» أكدت في بيانها، أنها سجلت مقتل وإصابة عشرات الأطفال اليمنيين خلال أكتوبر الماضي، أي منذ انهيار الهدنة على صخرة المواقف «الحوثية» المتصلبة، وذلك بعد شهر خلا تماماً من تسجيل أي خسائر بشرية بين الأطفال، بفضل ذلك الوقف المؤقت للمعارك، الذي كان قد بدأ تطبيقه في الثاني من إبريل الماضي.
وكانت الشهور السابقة لبدء سريان الهدنة، قد شهدت تصاعداً كبيراً في أعمال العنف في اليمن، وهو ما أودى حينذاك بحياة 600 شخص، من بينهم 45 طفلاً، لقوا حتفهم خلال يناير الماضي وحده.
وفي البيان الأخير، شددت راما حنسراج، المسؤولة عن أنشطة منظمة «أنقذوا الأطفال» في اليمن، على أنه «كان من المشجع أن نشهد تراجعاً في أعداد الضحايا من الأطفال بشكل كبير خلال الهدنة، ولكننا نرى الآن بأنفسنا؛ كيف يقود فشل أطراف النزاع في تسويته إلى تجدد معاناة الأطفال».
وفي دعوة واضحة إلى اتخاذ موقف دولي أكثر حزماً حيال الممارسات العدوانية «الحوثية»، حذرت حنسراج، من أن غياب آليات المساءلة، «تقود إلى تواصل الهجمات والاعتداءات التي توقع ضحايا بين الأطفال، وذلك بشكل متواصل ومثير للقلق»، مؤكدة أن «الإفلات من العقاب، يشكل جزءاً من أسباب استمرار الصراع» في اليمن.
وأشارت المسؤولة عن أنشطة «أنقذوا الأطفال» في اليمن، إلى أن الجهود المبذولة لوضع حد لهذه المشكلة، لا تتسم بطابع مبدئي فحسب، وإنما «تمثل ضرورة أخلاقية وسياسية»، وترتبط كذلك بـ «حماية ملايين اليمنيين، وتوفير الأمن لهم».
وكانت المنظمة الإغاثية التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها، قد أصدرت قبل شهور، تقريراً حمل عنوان «لا مكانَ آمناً»، كشف عن أن الأطفال وأُسَرِهم، هم من يدفعون الثمن الأكثر فداحة للحرب الوحشية الدائرة في اليمن، منذ وقوع الانقلاب «الحوثي» الدموي على الحكومة الشرعية في خريف عام 2014.
وأشار ذلك التقرير، إلى أن الصراع حَوَلَّ اليمن إلى «جحيم على الأرض» بالنسبة للأطفال، الذين يعانون جراءه، من الجوع والمرض، ويتعرضون للهجمات المميتة، في المنازل والأسواق وبداخل المستشفيات، وعلى مقاعد الدراسة وحتى في أماكن اللعب كذلك.

إلى الأعلى