محليات

ملاحقة “المطلوبين أمنيا”.. مسرحية هزلية للإخوان في تعز

لنحو يومين شُلت الحياة في حي “الروضة” السكني بقلب تعز اليمنية؛ إثر معركة جديدة أشعلها تنظيم الإخوان الإرهابي لخدمة أجنداته الخاصة.

معركة فجرها “إخوان اليمن” تحت غطاء ملاحقة “المطلوبين أمنيا”، وشاركت فيها وحدات أمنية موالية للتنظيم سرعان ما تمددت لأحياء سكنية عديدة، ما تسبب بإغلاق نحو 5 مدارس تعليمية، وخلف أكثر من 8 ضحايا بينهم مدنيون.

التحركات التي أزعجت سكان تعز، وقضت مضاجع الآمنين، لا يرى فيها مراقبون للشأن اليمني، سوى إحدى مسرحيات الإخوان الهزلية، لإطالة أمد معاناة مدينة تعز؛ كبرى المدن كثافة سكانية في البلد المنكوب بمليشيات الإخوان والحوثيين.

وتهدف التحركات -بحسب مصادر مطلعة- إلى هروب إخواني إلى الأمام، من أجل الوقوف في طريق إصلاحات المجلس الرئاسي، لإنهاء “أخونة” مؤسسات الدولة اليمنية.

وتهدف التحركات -بحسب مصادر مطلعة- إلى هروب إخواني إلى الأمام، من أجل الوقوف في طريق إصلاحات المجلس الرئاسي، لإنهاء “أخونة” مؤسسات الدولة اليمنية.

وقالت مصادر يمنية لـ”العين الإخبارية”، إن مجلس القيادة الرئاسي يسعى تحت ضغط شعبي وإعلامي كثيف لإجراء إصلاحات في الوضع العسكري والأمني في مدينة تعز، ما أفزع إخوان اليمن من إزاحتهم من المشهد.

مطاردة وحماية
وذكرت المصادر أن ذلك دفع قيادات الإخوان لافتعال معارك وهمية والترويج لإنجازات أمنية على نطاق واسع، منها التخلص من زعيم إحدى العصابات المسلحة ويدعى “صهيب المخلافي”، فيما لازالت تفاوض شقيقه وهو أشهر مطلوب أمني ومعاونيه.

الشقيق المطارد غزوان المخلافي، واحد من أكثر من 110 مطلوب أمني بينهم 43 مدرجين بالقائمة السوداء، وصدر بحقهم ضبط قهري من قبل القضاء اليمني، لكن السلطات الأمنية تعجز عن ضبطهم بسبب حصانة حزب الإصلاح الإخواني لهم، وفقا لوثائق حصلت عليها “العين الإخبارية”.

في السياق، أحبط محافظ تعز نبيل شمسان، مخططا إخوانيا كان يستهدف تعيين مشرف أعلى لمحافظ تعز، وذلك بعد إصداره توجيهاً، تلقته “العين الإخبارية”، بوقف وكيل أول المحافظة الإخواني عبد القوي المخلافي.

جاء ذلك عقب استقبال وكيل أول المحافظة لقيادي إخواني قام بادعاء أنه مكلف من الرئاسة اليمنية، لتقييم الأوضاع عسكريا وأمنيا، في محافظة تعز بتسهيلات إخوانية، قبل أن يتدخل المحافظ في إحباط عبث “حزب الإصلاح” بالمحافظة الاستراتيجية.

معارك استنزاف و”كباش فداء”
لا تتوقف معارك إخوان اليمن عند خداع مجلس القيادة الرئاسي، من خلال التحكم بالمشهد على الأرض ولكنها تسعى لنصب فخاخ لرفقاء السلاح من أجل جرهم لمعارك عبثية تستهدف استنزاف قدراتهم.
وبحسب مصدر أمني لـ”العين الإخبارية”، فإن معارك الإخوان ضد “المطلوبين أمنيا” استهدفت جر القوات الخاصة (فرع تعز) غير الخاضعة للإخوان إلى معركة استنزاف وإفراغ بلدة “الحجرية” من قوتها الحية لإبقائها ساحة لعناصر القاعدة وداعش ومليشيات القيادي الإخواني أمجد خالد.

ويرى خبراء يمنيون أن المعارك الجانبية للإخوان، تسعى لصرف أنظار الرأي العام واستنزاف رفقاء السلاح وللهروب من الضغط الشعبي والسياسي على المجلس الرئاسي، الساعي لإنهاء وجود الإخوان بمؤسسات الدولة في المحافظة.

وقال الكاتب اليمني صادق القاضي إن مشكلة مدينة تعز في القيادة، فهي وكر للجريمة، وراعية للفساد والإرهاب فيما زعماء العصابات المسلحة “صهيب وغزوان مجرد منتجات آنية، يمكن التخلص منها بسهولة”.

وفي منشور على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أضاف القاضي: “الوكر سيظل ينتج المزيد والمزيد من الأفاعي والضباع”، إشارة لقيادات الإخوان التي تحاول تقديم كباش فداء من أجل إبقاء سطوتها في مدينة تعز.

صورة مشوهة
ما قاله الكاتب القاضي، أكده المحلل السياسي والإعلامي أدونيس الدخيني بالقول إن “الحملة الأمنية لم تكن سوى فصل من فصول تنظيم الإخوان لمحاولة تحسين الصورة المشوهة للتنظيم الإرهابي المسيطرة على قرار المؤسسات الأمنية والعسكرية الاستخباراتية بتعز”.

المحلل السياسي اليمني، قرأ في التحركات الإخوان الأخيرة “محاولة لكبح أي توجه لمجلس القيادة الرئاسي من أجل إجراء تغير شامل في المؤسسات الحكومية بالمحافظة مع تصاعد حدة الغضب الشعبي من تدهور الوضع الأمني في المدينة”.

وأضاف الدخيني في تصريح لـ”العين الإخبارية”، أن “السكان يدركون أن العصابات المسلحة التي تنشر الفوضى في كافة أرجاء مدينة تعز هي من أفراد القوات الإخوانية وتابعة ومدعومة من القيادات العسكرية والأمنية في حزب الإصلاح”.
وأشار إلى أن حزب الإصلاح سبق واستخدم المطلوبين أمنيا والعصابات المسلحة في معركة تحييد خصومه بالمدينة والريف بتعز، مثل كتائب “أبو العباس” و”اللواء 35 مدرع” وكل القيادات العسكرية الوطنية.

ولفت الدخيني إلى “العصابات المسلحة لا زالت هي اليد الطولى للإخوان في تعز، وحتى في المعارك البينية، التي تخوضها هذه العصابات يخرج الإخوان لمدهم بالتعزيزات القتالية، من المؤون والذخائر لنشر الفوضى والخراب”.

وحول خروج تعز من الفوضى، نوه الدخيني إلى ذلك غير ممكن “دون إجراء تغيير شامل في المؤسسات العسكرية والأمنية والاستخباراتية والمحلية، وإعادة بناء هذه المؤسسات على أسس وطنية، لأن كل القيادات المتصدرة المشهد عسكرياً وأمنياً هي ذاتها من تدير الفوضى بالمدينة”.

ويستخدم الإخوان المطلوبين أمنيا والعصابات المسلحة كنوع من أنواع فرض الطوارئ العامة؛ إذ يستخدم هذه الذريعة، عند أي توجه لإسقاط سلطاته سلطاتهم، وذلك لمواجهة الحملات الأمنية، أو للتصدي للشارع والخصوم وارتكاب أي جرائم.

وتحتل تعز الريادة بين المدن اليمنية سياسيا وفكريا واقتصاديا، فهي العاصمة الثقافية للبلاد، وتضم القاعدة الأكبر للأحزاب اليسارية، وشكلت بفعل تكوينها الطبيعي والبشري محل أطماع التنظيمات الإرهابية على رأسها الحوثي والإخوان.

إلى الأعلى