اخبار عربية ودولية

ريشي سوناك.. أول رئيس من أصل هندي يقود بريطانيا

أصبح ريشي سوناك، الاثنين، رئيسا للوزراء في بريطانيا، ليكون أول مواطن من أصل هندي يصل إلى هذا المنصب.

وهذه هي المرة الثانية التي يتنافس فيها سوناك على منصب رئيس حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، بعدما تنافس في الصيف الماضي مع ليز تراس على شغل المنصب وبالتالي رئاسة الحكومة، إثر استقالة بوريس جونسون الذي حاصرته فضائح الحفلات إبان جائحة كورونا.

وفي المرة الأولى، فشل ريشي سوناك في السباق نحو زعامة الحزب، لكن إخفاق ليز تراس في تنفيذ خطتها الاقتصادية التي وعدت بها والاضطرابات التي أحدتثها في الأسواق، دفعتها إلى الاستقالة، ما جدد آمال سوناك في الوصول إلى الحكم مجددا.

وأصبح سوناك (42 عاما) أول بريطاني من عائلات المهاجرين الهنود يسكن في “10داونينغ ستريت”، ويدير حكومة بريطانيا التي احتلت بلاده في زمن “الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس” نحو 100 سنة، من منتصف القرن 19 حتى 1947.

من هو ريشي سوناك؟

ولد في عام 1980 في مدينة ساوثهامبتون في إنجلترا، وهو الابن الأكبر بين ثلاثة أبناء لوالديه القادمين من منطقة البنجاب في الهند.

وكان والده طبيب أسرة ووالدته تدير صيدلية، حيث كان يساعدها.

ودرس سوناك الابن في مدرسة عامة في إنجلترا، وكان أول طالب من أصل هندي يتولى تحرير صحيفة المدرسة.

وقال إن تجربته في تلك المدرسة أدت إلى إحداث تحول فكري وضعه على مسار مختلف.

ودرس سوناك السياسة والفلسفة والاقتصاد في جامعة أوكسفورد، حيث حصل على درجة البكالوريوس، وبعدها حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة. وهناك التقى بزوجته المستقبلية أكشاتا مورثي.

وبدأ سوناك حياته المهنية في بنك “غولدمان ساكس” كمحلل مالي، وبعدها انتقل إلى العمل في صناديق التحوط في عام 2006، عندما انضم إلى صندوق “تي سي آي”، المعروف بمتانة وضه المالي، وبعد 3 سنوات غادر هذا العمل ليعمل على تأسيس صندوق تحوط جديد.

بداية السياسة

وبعدها، بدأ الاقتصادي الشاب يبدي اهتماما بالسياسة.

وفي عام 2014، اختير سوناك ممثلا لحزب المحافظين في انتخابات البرلمان البريطاني عن دائرة ريتشموند في مقاطعة يوركشاير، وذلك قبل عام من الانتخابات العامة.

وبعيد دخوله مجلس العموم البريطاني، بدأ معركته السياسية الأولى وهي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي عرفت بـ”البريكست”.

وأيد سوناك مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، معتبرا أن بلاده ستكون أكثر حرية وازدهارا بالخروج من التكتل.

وفاز فريقه في هذه المعركة، وفي عام 2018 عُيّن في الحكومة بمنصب صغير هو وزير الإسكان، ومع تراجع قوة تيريزا ماي في رئاسة الحكومة البريطانية، انضم سوناك إلى سياسيين آخرين في حزب المحافظين، حيث كتب الثلاثة مقالا في صحيفة “تلغراف” تدعم تولي جونسون لرئاسة الحزب والحكومة، بوصفه “منقذ المحافظين”.

الصعود الكبير

وأثمر هذا الدعم لجونسون، إذ عيّنه الأخير في منصب كبير في وزارة المالية في يوليو 2019، وأصبح الساعد الأيمن لوزير المال حينها ساجد جاويد.

وأدى خروج وزير المالية من منصبه في عام 2020، إلى صعود ريشي سوناك الأكبر على الساحة السياسية، إذ أصبح وزيرا للمالية في فبراير 2020، قبيل حدوث جائحة كورونا.

وخلال أزمة الوباء، نال سوناك الثناء، بسبب خططه لدعم بقاء الشركات والوظائف واقفة على قدميها خلال 18 شهرا من الإغلاق.

وحينها، صار اسم سوناك مألوفا لدى الجمهور البريطاني، وكان ينظر إليه كثير من أعضاء حزب المحافظين على أنه خليفة جونسون، لكن لعنة الحفلات وسط الإغلاق طالته.

مسار النخبة

يأتي نجاح ريشي سوناك تتويجاً لصعوده السريع داخل حزب المحافظين. بعد خمس سنوات من انتخابه نائباً عن يوركشاير (شمال إنجلترا) في عام 2015، تبوأ منصب وزير المالية، قبيل ظهور كوفيد.

ثم حظي هذا المؤيد الكبير لبريكست بشعبية عبر توزيع مليارات الجنيهات الاسترلينية كمساعدات عامة خلال الوباء.

لكن ثروته التي جمعها خلال مسيرته المهنية في عالم المال ومن خلال زواجه من أكشاتا مورتي، ابنة الملياردير الهندي، أثارت أحياناً الضيق، في الوقت الذي كان فيه البريطانيون يشدون أحزمتهم. وعلى سبيل المثال الفيديو الذي يجري تداوله بانتظام وهو يقر ضاحكاً عندما كان شاباً بأن لا أصدقاء لديه من الطبقة العاملة.

في السنوات الأخيرة، أثارت ملابسه الباهظة والبالغة الأناقة وأسلوب حياته في فيلا فخمة في دائرته الانتخابية، الانتقاد.

أمام هذه الانتقادات، يروي هذا المعجب بسلسلة أفلام “ستار وورز” عن طيب خاطر قصة عائلته، وهي قصة نجاح كما يحلو للمحافظين أن يسموها.

وُلد ريشي سوناك في 12 مايو 1980 في ساوثهامبتون، على الساحل الجنوبي لإنجلترا، وهو الأبن الأكبر بين ثلاثة لطبيب عام وصيدلانية. هاجر أجداده المولودون في الهند أو من أصل هندي، من شرق إفريقيا إلى المملكة المتحدة في ستينات القرن الفائت.

قال خلال حملته الأخيرة “هاجرت عائلتي إلى هنا قبل 60 عامًا. (أمي) كانت تدير الصيدلية المحلية في ساوثهامبتون. هناك نشأت، في المتجر، وانا أوصل الأدوية. عملت نادلاً في مطعم هندي يقع في نهاية الشارع”.

وأضاف “أنا هنا بفضل العمل الجاد والتضحية وحب والديِّ”.

لكن سرعان ما انضم سوناك للنخبة من خلال الالتحاق بكلية وينشستر، وهي مدرسة داخلية مرموقة للبنين. ثم درس العلوم السياسية والفلسفة والاقتصاد في جامعة أكسفورد الشهيرة بإنكلترا وجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية.

قبل دخوله المعترك السياسي، عمل في عالم المال، ولا سيما في غولدمان ساكس، وأسس شركته الاستثمارية الخاصة.

إلى الأعلى