باتت مسلسل الاغتيالات عادة شبه يومية في صنعاء، تستهدف قيادات مليشيات الحوثي وغيرهم.
ويعكس تكرار حوادث الاغتيال على نحو لافت، حدة صراعات الحوثيين الداخلية، حتى أصبحت قيادات المليشيات الانقلابية نفسها عاجزة لا تتحرك بدون قوة من حراسة التأمين الخاصة التي تعمل تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني.
ولم يعد قيادات الصف الأول للحوثي وحدهم هم أهداف عمليات الاغتيال، التي طالت أيضا شخصيات ليس لها أدوار أمنية وعسكرية بل، وحتى المدنيين الأبرياء.
ويصف خبراء يمنيون تحدثت معهم “العين الإخبارية”، الاغتيالات في صنعاء بأنها ليست بريئة، ولا عابرة، وأنها تعطي دلالات واضحة ورسائل صريحة عن صراعات داخلية حوثية وعن تصفيات الحوثي لخصومه.
جريمة تلو جريمة
مساء يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لم يكن الدبلوماسي اليمني البارز اللواء درهم نعمان يتوقع أن يأتي له الحوثيون، من أقرب الناس إليه ليسدد في جسده عدة طلقات.
فالرجل الذي كان مقربا من الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وكان آخر منصب له سفير اليمن في إثيوبيا، تعددت الروايات بشأن مقتله، من بينها أنها تمت عبر أحد أصدقائه، ما يشير إلى بصمات الحوثي الذي تمرس على هذا النوع من الاغتيالات، خاصة وأن الرجل يقيم بصنعاء.
وبعد ساعات فقط من اغتيال نعمان، وقعت جريمة أخرى، باغتيال قيادي حوثي يدعى عبدالكريم المراني.
وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري اغتيلت الشابة اليمنية فاطمة محمد عبدالله الجبري طعنا من قبل عصابة مسلحة في بلدة المهندسين بمديرية الطيال خولان بريف صنعاء.