نصف نضالي منقوش علئ منصة شهداء ردفان والنصف الاخر معلق علئ اشجار ساحة العروض،وضالع
الصمود، ومنحوت علئ جبل شمسان..
طبعاً هناك مدن جنوبية اخرى تحتفي بالنضال وتلوح له بالمناديل والرايات، ولكن ردفان يتنفس النضال ويلبسه ويحمله منذ طفولته..
ان كتابتي الثورية واعمالي النضالية في ردفان كانت حفلة العاب نارية على ارض من الرماد الساخن، في ” ردفان” في ساحة الشهداء كان الردفانيون يجلسون كالعصافير علئ اعمدة المنصة وسطوح المنازل ويضيئون الليل بعيونهم التي تختزن كل طفولة الدنياء وطيبتة..
هذا الذي حدث لي ولكلماتي في ردفان شيء لم يحدث في الحلم ولا في الاساطير شيء يشرفني ويسعدني ويبكيني. اناء ابكي دائماً حين يتحول النضال الى معبد والجنوبيون الى مصليين، ابكي دائماً حين لا يجد الجنوبيون مكاناً يجلسون فيه فيجلسون على ارض ردفان المروءات ،ابكي دائماً حين تختلط حدود مرافقيني بحدود الردفانيون فلا اكاد اعرف رفاقي من الردفانيون، ابكي لان مدينة جنوبية مدينة واحدة علئ الاقل لاتزال بخير وردفان بالف خير لانة يفتح للنضال ذراعية كما تفتح شجرة التين الكبيرة ذراعيها لافواج العصافير الربيعية..
ردفان يلبس للنضال اجمل ما عندة من الثياب ويذهب للقاء النضال كما يذهب العاشقون الى موعد غرام..
ردفان بالف خير لانة ربط قدرة بالنضال وبالكلمة الحرة وكلماتي الوطنية التي كتبتها هناك حولها ردفان بحاسيتة النضالية الئ طيور بحرية تخترق زرقة السماء دون تاشيرة ودون جواز سفر حتى صارت كل كلمة تتناسل كما تتناسل الارنب وتصل الئ لسان كل جنوبي من المهرة الى باب المندب،
اي طاقة علئ السفر والرحيل تمتلكة تلك الكلمات لم اكن اتصور قدرتها الهائلة على الحركة والتوالد والاخصاب ،لم اكن اتخيل ان كلمة كتبتها في ردفان بقلم رصاص على ورقة منسية قادرة على تنوير مدينة وبلاد باكملها..
اشعر بالزهو والكبرياء حين ارى حروفي التي نثرتها في رياح ردفان قبل خمسة عشر سنة تورق وتزهر على ضفاف كل روابي الجنوب،
هذا الذي حدث لي ولكتابتي النضالية في ردفان شيء لا يصدق، وهو شهادة حاسمة علئ نقاء النضال الردفاني، فالردفاني يرث النضال كما يرث لون عينيه وطول قامته ويحمله منذ مولده ويحمله كما يحمل اسمه وبطاقته الشخصية..