محليات

قوة الطوارئ”.. مليشيات إخوانية لتفخيخ التوافق

أثارت مؤخرا قوة إخوانية سبق ووجه المجلس الرئاسي بوقف تشكيلها الكثير من الجدل لدى اليمنيين باعتبارها مليشيات لتفخيخ الإجماع والتوافق في سدة حكم البلد.

ودفع حزب الإصلاح، ذراع الإخوان السياسية، بمليشيات جديدة لواجهة المشهد في البلاد تحت اسم “قوات الطوارئ” بزعم أنها تخضع لوزارة الداخلية اليمنية وقد ظهرت بعد 4 أشهر من توجيه رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بإيقاف تأسيسها، ما يعد عقبة جديدة في طريق توافق هذا المجلس الحاكم للبلاد.

وقوات الطوارئ، وفقا لمصادر عسكرية وأمنية، هي تشكيل جديد شيّد في تعز والضالع ومأرب وحضرموت وتم تسليحه وترقيمه بشكل سريع في محافظة تعز ضمن مساعي الإخوان لتشكيل مليشيات مزدوجة عسكرية وأمنية جديدة تتولى تنفيذ مهام خاصة.

وكشفت المصادر لـ”العين الإخبارية”، عن أن هذه القوة الجديدة دُربت في مقر “الشرطة العسكرية” بالجبهة الشرقية لتعز وقد تم استقطاب أفرادها منذ مايو/أيار الماضي في معسكرات خاصة في مديريات الحجرية ومدينة تعز.

وبحسب المصادر فإن مليشيات الإخوان اعتمدت لدى تدريب هذه القوة لكل متدرب يوميا مبلغا رمزيا من 20 ألف ريال نحو (18 دولار أمريكي) خلافا للرواتب الشهرية فيما جرى إعداد كتيبة عسكرية كاملة من هذه القوة.

وأكدت المصادر أن قيادات تنظيم الإخوان في تعز ما زالت تدفع بمجندين جدد لزيادة عدد أفراد قوات الطوارئ التي تم تشكيلها مؤخرا كقوة أمنية عسكرية تتكون من عناصر متطرفة وذلك عبر مندوبي التنظيم.

واستعرض الإخوان مؤخرا الكتيبة الأولى من مليشيات الطوارئ وذلك جنبا إلى جنب مع عرض عسكري لقوات موالية للإخوان، لكنها تخضع لوزارتي الدفاع والداخلية، وذلك تمهيدا لدمجها بالقوة فضلا عن إعلان صريح بدخول هذه القوة خط معركة التنظيم الإرهابي.

حجم القوة.. مزدوجة المهام
وقدرت المصادر تخصيص الإخوان لواء متكاملا لمليشيات الطوارئ في تعز فقط وذلك بقوام 3 آلاف فرد جميعهم من العناصر المؤدلجة والمتطرفة التابعة للجناح العسكري للإخوان.

وأوضحت أن مندوبي الجناح العسكري للإخوان هم من استقطاب عناصر هذه المليشيات قبل أن تُكلف قيادات إخوان اليمن العليا الضابط الإخواني محمد سالم الخولاني بتشييد فرع هذه القوة بمدينة تعز.

كما عيّنت الخولاني أركان حرب لهذه المليشيات الجديدة على المستوى المركزي في الجمهورية اليمنية كمكافأة له نظير خدماته للتنظيم منذ عمله في قيادة الشرطة العسكرية سابقا في مدينة تعز.

وتأتي مليشيات الطوارئ ضمن مساعي الإخوان في تشكيل قوة مزدوجة المهام عسكرية – أمنية جديدة بشكل رسمي في إطار وزارتي الدفاع والداخلية بتسهيلات من وزير الداخلية وقيادات إخوانية نافذة داخل الشرعية.

كما تمثل خنجرا إخوانيا لتسميم توافق اليمن وتنفيذ أعمال إرهابية واستهداف الخصوم السياسيين والعسكريين في مناطق عديدة كون هذه المليشيات يتم تدريبها على مختلف أنواع الأسلحة وعلى مهام هندسية تتعلق بالتفخيخ والعمليات الإرهابية .

أقنعة الإرهاب
ويرى خبراء يمنيون أن القوة الإخوانية الجديدة التي وجه رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة المعترف بها دوليا في يونيو/حزيران الماضي بوقف تشكيلها والتجنيد لها شيدت بتسهيلات من وزير الداخلية الموالي للإخوان.

ولم يثر ذلك أي مفاجأة بالنسبة للمحلل السياسي عادل البرطي لا سيما بعد تصريحات وزير الداخلية الموالي للإخوان إبراهيم حيدان وإشادته بالقوات الأمنية بتعز والتي يعلم الكل هشاشتها والانفلات الأمني الذي تعيشه.

وقال في تصريح لـ”العين الإخبارية”، إن “ما صرح به حيدان هو رش رماد على الأعين ليمرر مخالفات جسيمة قام بها مع إخوان تعز في الرفض والاستهزاء بأوامر رئاسية واضحة قاضية بإيقاف مهزلة التجنيد والترقيم لخريجي الفكر الإرهابي تحت مظلة الأمن”.

وأكد أن الكتيبة التي ظهر أفرادها يرتدون الأقنعة بزعم أنها قوة الطوارئ هي في الحقيقة وجوه إرهابية تتستر بالأقنعة لإخفاء أعمال النهب التي تمارسه بتعز.

وكشف عن أن هذه القوة “تم اختيار أفرادها بعناية شديدة وجلهم من المرتبطين ارتباطا كليا بالفكر الضال والإخواني وتعاليم الإرهاب حتى إن من تم تعيينه لقيادتها هو الإرهابي محمد سالم الخولاني أحد المقربين من الزنداني والذراع الثانية للزنداني بعد عدنان رزيق”.

وفي ختام تصريحاته لـ”العين الإخبارية”، أكد أن تعز ستبقى “وكرا للإرهاب يهدد المناطق المحررة في الجنوب ويعمل على شل حركة الدولة ما لم تتدخل الرئاسة بحزم للمخططات الإخوانية المدعومة إقليميا وطالما ظلت تعز تحت وصاية التنظيم الإرهابي فاقرأوا على الدنيا السلام”.

إلى الأعلى