منذ أن فر من عدن، تحول القيادي الإخواني اليمني أمجد خالد لذراع طولى للتنظيم الإرهابي في تجنيد أبناء محافظات الجنوب قبل إخفائهم قسريا.
وعلمت “العين الإخبارية” من مصادر خاصة أن ما يسمى قائد لواء النقل الموالي للإخوان، أمجد خالد، بات يعتقل الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية في سجون سرية تقع داخل وقرب معسكر غير قانوني جنوبي محافظة تعز.
وأكدت المصادر أن القيادي الإخواني لجأ عبر أذرعه وقيادات التنظيم لاستدراج الكثيرين من أبناء المحافظات الجنوبية بما فيها عدن ولحج والضالع وشبوة وحضرموت إلى معسكرات تابعة للواء الرابع مشاة جبلي في مديريتي الشمايتين والمقاطرة الواقعتين على بوابة عدن الشمالية.
وكانت “العين الإخبارية” تلقت تفاصيل أولية قبل أشهر عن أقبية الموت الجديدة التي شيدتها الإخوان في مدينة التربة الحيوية الواقعة على الخط الرابط بين تعز وعدن قبل أن تؤكد ذلك عدة بلاغات من أسر من أبناء المحافظات الجنوبية ومحافظة تعز عن اختفاء أبنائها فجأة مؤخرا.
تنفيذ عمليات إرهابية
المصادر تشير أيضا إلى أن أمجد خالد قدم أموالا طائلة عند استدراج أبناء هذه المحافظات من أجل دفعهم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد خصوم الإخوان في المناطق المحررة، لا سيما العاصمة عدن لكن العشرات رفضوا تنفيذ ذلك، ما دفعه لاعتقالهم في معسكر سري وإخفائهم قسريا.
ليس هذا فحسب، وإنما تمادى الرجل في محاولة تجنيد أبناء تعز البسطاء وبالقوة وإخفائهم قسريا في السجن السري الذي يقع في بلدة “العفاء” الواقعة أطراف مدينة التربة الاستراتيجية المطلة على لحج.
وأكدت المصادر أن المعسكر يتبع ما يسمى قائد مليشيات طور الباحة المدعو أبوبكر الجبولي، ويقع عملياتيا في إطار مسرح عمليات محور تعز العسكري، لكن قيادات الإخوان سخرته ليكون منصة لمخططات أمجد خالد صوب المحافظات الجنوبية.
وهناك سجن آخر في مقر قيادة اللواء الرابع مشاة جبلي في سائلة المقاطرة، إلا أن المعتقل الأكبر، وفقا للمصادر، يقع في معسكر “العفاء الأصابح” الذي يضم عشرات المخفيين قسريا بلا أي تهم موجهة إليهم سوى رفض الانخراط في المخططات الإرهابية لأمجد خالد.
وبحسب المصادر فإن المعسكر يقع في منطقة آهلة بالسكان وقد استأجر الإخوان عديدا من المباني في المنطقة لإيواء عناصرهم وبعض المباني حولت إلى سجون سرية، في إشارة لجريمة أخرى باتخاذ آلاف المدنيين دروعا بشرية إلى جانب السجون غير القانونية.
وطبقا للمصادر فإن بعض المعتقلين ممن لهم عدة أشهر في السجن السري في “العفاء” تدهورت حالتهم الصحية لا سيما بعد رفض الإخوان السماح لهم بإبلاغ عائلاتهم عن وضعهم أو تلقي العلاجات الطبية.
ويتخذ أمجد خالد من مدينة التربة معقلا لإدارة أعماله وأنشطته الإرهابية لزعزعة أمن واستقرار عدن والمحافظات الجنوبية المحررة، وقد برز ذلك جليا مـن خلال تزايد أعمال التفجير والاغتيالات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة ضد القيادات الجنوبية الذي أزهقت دماء مئات الضحايا من المدنيين الأبرياء.
وتتهم السلطات في عدن، أمجد خالد وضباطا تابعين له بتدبير العمليات الإرهابية التي استهدفت محافظ عدن أحمد حامد لملس ومطار عدن في أكتوبر/تشرين الأول 2021، إلى جانب عملية اغتيال اللواء ثابت جواس قائد قاعدة العند في عملية إرهابية نفذت بالتنسيق مع الحوثيين.
وقد اختار القيادي الإخواني أمجد خالد مدينة التربة للوجود بالقرب من الجنوب منذ هزيمته في عدن 2019 لشن هجمات إرهابية انتقامية يتم التخطيط لها عادة بالتنسيق مع قيادات إخوانية كبرى من بينهم علي محسن الأحمر كبير العقول المدبرة لعمليات عدن، وفقا لذات المصادر.
أحدث عملية اعتقال
تلقت “العين الإخبارية” صورة من بلاغ تقدم به مواطن إلى القضاء اليمني تكشف اعتقال الإخوان لنجله في معسكر “العفاء” في التربة ومنعه من زيارته، وذلك في أحدث عملية اعتقال لأحد أبناء المناطق المحررة.
وذكر المواطن اليمني “محمد مهيوب محمد أحمد الصوفي” في بلاغ تقدم به إلى النيابة في مديرية “الشمايتين” جنوبي تعز أنه تم اختطاف ابنه “عزيز” صباح يوم الجمعة 23 سبتمبر/أيلول 2022 لدى وجوده في بيت أحد أصدقائه.
ووفقا للبلاغ فإن القيادي الميداني والإخواني “محرم الأديمي” أقدم مع مسلحين آخرين على اختطاف “عزيز محمد مهيوب” ليتبين بعد 4 أيام أنه معتقل ومخفي قسريا في معسكر اللواء الرابع مشاة جبلي في بلدة “العفاء أصابح”، وهو ذات السجن الذي يقبع به أبناء المحافظات الجنوبية.
وأكد المواطن أنه “تم منعه من الدخول إلى معسكر العفاء لزيارة نجله ومقابلته ومعرفة أسباب اختطافه وحجزه”، في إشارة إلى التشديدات الأمنية التي تحيط بالسجن السري خشية انكشاف مخطط الإخوان والقيادي البارز في صفوفهم أمجد خالد.
وجريمة الإخفاء القسري تمثل انتهاكا صارخًا لحقوق الانسان وجرائم ضـد الإنسـانية لا ينبغي أن تمر دون عقاب ولا تسقط بالتقادم، لأنها جرائم ارتكبت بقصد جنائي مكتمل الأركان، وفقا لخبراء القانون.
كما تستدعي تدخلا سريعا من مجلس القيادة الرئاسي ومن المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية للوقوف أمام هذه الجريمة لإطلاق سراح الضحايا ومحاسبة مرتكبيها من القيادات الإخوانية.