كتب/ د. عمر باجردانة
شهدت السنوات الأخيرة تصاعد للوعي فيما يتعلق بحقوق حضرموت وضرورة إعطاؤها حقها ومكانتها التي تستحقها وقد تشرب هذا الوعي لكل فرد في المجتمع الصغير قبل الكبير وبات الكل يدرك أن حضرموت لم ولن تكون رقماً هامشيا في أي صفقة من صفقات السياسة المتقلبة ، وان سنوات التهميش و الإقصاء والحرمان التي مرت بها حضرموت منذ الاستقلال إلى يومنا هذا ، استطاعت أن تنمي وتطور مدارك الوعي والحس الحضرمي للإنسان البسيط قبل المتعلم أو المثقف والنخبوي فضلا” عن تطور وسائل التعبير المتعددة التي اتاحت الفرصة لكل إنسان أن يعبر عن رأيه وموقفه بشفافية ودون تحفظ ، واوجدت كتلة حرجة وصعبة وألتفاف غير مسبوق حول مشروعية حقوق حضرموت ومكانتها السياسية والتاريخية، وما يجب أن تكون عليه و فيه دون وصاية أو إملاء من أحد.
وبلاشك تعاظم هذا الشعور وتعزز هذا الالتفاف بعد تشكيل النخبة الحضرمية ونجاحها في تحقيق أبرز الملاحم وأشهرها في العصر الحديث في معركتها مع الإرهاب ، وإحكام سيطرتها على مدن ساحل حضرموت واستتاب الأمن والاستقرار .
أن حضرموت اليوم هي أقوى من أي وقت مضى ولن يستطيع أحد استلابها أو تهميشها أو الأنتقاص من مكانتها ولديها القدرة على الدفاع عن نفسها وفرض كلمتها متى ما لزم الأمر ، وقادرة على تفنيد كل أساليب التظليل والتزييف والوقوف ضد كل من يقف ضد تطلعاتها حتى وان كانوا من بني جلدتها.
أن التمترس خلف حضرموت وحقوقها اليوم في مثل هذه الظروف الحساسة والحرجة من بعض القوى التي بدأت تفقد مصالحها نتيجة التطورات السياسية والعسكرية التي تمر بها المنطقة ومحاولة لفت انتباه الشارع وصرفه عن معركته الأساسية والمصيرية المتمثلة في دحر وخروج قوات المنطقة العسكرية الاولى وإحلال النخبة الحضرمية ، وان الدعوات المتصاعدة لعقد اللقاءات والمؤتمرات والمشاورات تحت يافطة حضرموت من تلك القوى أنما هي محاولة بائسة وفاشلة لخلط الاوراق وأرباك المشهد وتظليل الرأي العام ولن تجدي نفعا” فحضرموت اليوم لديها من الوعي والكوادر والشباب من الجيل الجديد ما يجعلهم قادرين على رسم ملامح المستقبل والخروج من حضرموت الأسطورة لإيجاد حضرموت الواقع ، بعيدا عن كل أدوات الصراع التي يتم تدويرها وإنتاجها كلما بدأت ملامح النصر والخلاص تلوح في الأفق.
كما أننا لا ننسى إننا كحضارمة لدينا تجربة قريبة امتدت من 2015م إلى يومنا هذا وهي تجربة حضرمية خالصة لا تشوبها شائبة وبالرغم من ذلك ذهبت هذه التجربة في محب الريح وتبخرت أحلام الحضارم الذين كانوا ينشدون دولة فأصبحوا يطالبون بأن يستمر التيار الكهربائي ساعتين بساعتين .
أن المنطق المغلوط والحكم المسبق بأن كل من هو جنوبي هو عدو حضرموت بالضرورة والعكس محاولة فاشلة ومنطق عقيم لمحاولة إثبات وإظهار بأن المجتمع يعاني من حالة انقسام وانشطار في الوعي والموقف .
الاختلاف سنة الحياة ومهما كثرت المشاريع وتوسعت تظل هناك مساحة تجمع الجميع من منطلق القواسم المشتركة والمصالح المتبادلة .