قبل حرب العام 1994م الظالمة التي اعلنها الهالك عفاش من ميدان السبعين ضد جنوبنا الحبيب، رافق ذلك الاعلان فتاوى تكفيرية من قبل من يسمون أنفسهم بعلماء اليمن من احفاد الاسود العنسي ومسيلمة الكذاب وأبرهة الاشرم الفتوى التي اباحت الارض والانسان للجيش القبلي اليمني مسنود بأكثر من 15 ألف من المجاهدين الذين تم احضارهم عنوة لهذه المهمة وكلف باحضارهم من افغانستان رجل الارهاب العتيد عبدالمجيد الزنداني.
كانت القوات المسلحة الجنوبية بكافة تشكيلاتها واصنافها مع مطلع شهر أغسطس من كل عام تحضر لاجراء الاحتفالية الفرائحية الاعتيادية بقدوم اليوم المميز والغالي على قلوب الجنوبيون بهمم عالية ونشاط وحيوية منقطعة النظير بذكرى 1 سبتمبر من كل عام.. الذكرى السنوية لتأسيس الجيش الجنوبي.
ومن ابرز الاعمال التي يقومون بها بحسب شهادات خبراء عسكريين جنوبيين سابقين في القوات المسلحة الجنوبية عاشوا ذلك الزمن يقولون “كنا نستقبل هذه المناسبة بالعروض العسكرية وتخرج الدفع الجديدة من الكلية العسكرية ومنح الرتب العسكرية للخريجين وتكريم المبرزين والمتفوقين علمياً”.
تدمير ممنهج
لا يخفى على احد من الجنوبيين التدمير الممنهج وعميق الاثر للمؤسسة العسكرية الجنوبية التي تعرضت لها من قبل نظام الاحتلال اليمني البغيض على مدار 30 عاماً، الذي طال بنيتها التحتية والمؤسسية وكل مكوناتها البشرية والمادية، وافراغ الجيش في مختلف القطاعات والتخصصات من كفاءاته القيادية والمهنية بالتسريح القسري والتقاعد الاجباري والاختطافات والتصفيات الجسدية والاغتيالات التي بلغت ( 830) منذ1990م إلى 2014م من القيادات السياسية والعسكرية التي تم اغتيالهم من قبل الاحتلال اليمني، بالإضافة إلى 213 ضابط جنوبي تم اخفائهم ومازال مصيرهم مجهول لم يستطيع أهاليهم معرفة مصيرهم حتى 2006م تلقي بعض أهالي المخفيين معلومات تم تسريبها من عناصر استخبارتية في منظومة الاحتلال اليمني التي أكدت بأنه تم تعذيبهم داخل زنازين وسجون الاحتلال حتى الموت، ظناً منهم بعد نجاحهم في جعل هذه المؤسسة خارج الخدمة سيطيل من عمر احتلالهم واستعمارهم للجنوب ونهب ثرواته ومقدراته وطمس تاريخه وقهر وتركيع وتجويع شعبه.
وقد طال هذا التدمير الممنهج كامل المؤسسة العسكرية التي يقدر قوامها بالاتي:
أ- قوام الجيش الجنوبي للملاك البشري (80,000 – 100.000) ضابط وجندي بالإضافة إلى 60,000 من القوات الشعبية والاحتياط العام.
ب- قوام رئاسة هيئة الأركان العامة، 18 دائرة بمختلف أنواعها وتخصصاتها كليتين عسكريتين، و12 مدرسة تخصصية لمختلف صنوف القوات المسلحة، و 8 ورش مركزية للصيانة و216 فرعية، ولواء للنقل العام يملك أكثر من الفين وخمسمائة وسيلة من وسائل النقل الخفيف والمتوسط والثقيل، و3 مستشفيات مركزية و164 مركز صحي، و300- 500 منشأة عسكرية، ومصنع متكامل للذخائر والعتاد العسكري، و16 مزرعة إنتاجية بكافة ممتلكاتها، و150,000 متر مربع من الأراضي البيضاء، و16 منشأة بين فندق ونادي ومنتزه ومتحف.
ج- قوام الوحدات العسكرية وأسلحة القتال:
تتكون من 40لواء نظامي مشاة – ميكا – دبابات – مدفعية – صواريخ – قوى جوية ودفاع جوي – بحرية.. الخ موزعة كما يلي:
أ) – القوى البرية وتتكون من 16 لواء مشاة، وأربعة ألوية مشاة ميكانيكية، ولواء إنزال مظلي، وثلاثة ألوية دبابات عشر كتائب إسناد مستقلة مكونة من 550 دبابة حديثة، وثلاثة ألوية مدفعية مكونه من 480 مدفع وراجمة صواريخ، ولواء صواريخ سكود مكون من 21 منصة إطلاق صواريخ ثابت ومتحرك، و3 ألوية للمليشيا الشعبية، و3 ألوية احتياط عام.
ب) القوى الجوية والدفاع الجوي، تتكون من 3 ألوية طيران قتال بقوام 92 طائرة ميج – سوخوي، و3 ألوية طيران هيلكوبتر قتال نقل استطلاع بقوام 48 طائرة، ولواء للنقل والشحن الجوي بقوام 12 طائرة منها اثنتين عملاقة، ولواء رادار، و3 ألوية دفاع جوي عشر كتائب مستقلة، و5 مطارات عسكرية، و2 قواعد جوية.
ج) القوى البحرية والدفاع الساحلي:
يتكون من 6 ألوية بحرية يدخل في قوامها 12زورق من قاذفات الصواريخ والطوربيدات و15 زورق دوريات خفر سواحل واستطلاع، و7 سفن إسناد و8سفن إنزال ونقل، إضافة إلى قاعدتين بحريتين.
مقاوم من رحم المعاناة
المعاناة جعلت من الشعب الجنوبي التواق للحرية الذي ظل مقاوماً منذ 1994م، لذلك الواقع الظلامي الاستبدادي تحتم على احرار الجنوب تشكيل مقاومة من مناطق ومدن الجنوب المختلفة بقيادة قائد المقاومة الجنوبية انذاك الرئيس عيدروس الزبيدي الذي شعر بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه وعمد على فتح معسكرات تدريبية لتدريب وتأهيل كتائب المقاومة باشراف نخبة من القيادات العسكرية المخضرمة، هذه الكتائب هي اللبنة الاولى لتأسيس القوات المسلحة الجنوبية من جديد.
وبعزيمة قوية وإرادة صلبة أصبحت القوات المسلحة الجنوبية قوة فعلية منظمة ومتماسكة قادرة على حماية الشعب والوطن وردع أي عدوان على الجنوب واثبتت تفوقها وجدارتها بما تحقق من نجاحات وانتصارات عظيمة على المليشيات الحوثية والاخوانية واذرعها القاعدية والداعشية في كل من عدن ولحج وابين وشبوه وحضرموت وغيرها من المدن والمناطق الجنوبية ولا نبالغ اذا ماقلنا انها صارت الرقم الاصعب الذي لا يمكن تجاهله او تجاوزه، ونحن على ثقة بالله وبذكاء وحنكة وبسالة الرئيس الزبيدي وبعدالة قضيتنا وتلاحم واصطفاف شعبنا الجنوبي.
أن القوات المسلحة الجنوبية اليوم تؤكد بما لا يدع مجالاً لشك بعودة ذلك الجيش العظيم، فكل المعطيات والوقائع تشير إلى أن هناك جيش جنوبي قادم سيظهر للملى، جيش يحمل على عاتقه حماية الوطن والمواطن وارساء روح الوطنية، وكل ما من شأنه الإسهام في خلق روح المحبة والسلام.
الكثير يعول على القوات الجنوبية بكل تشكيلاتها داخلياً وخارجياً فهي لم تحمي وطنها فحسب بل أنها شكلت السد والحاجز الذي تصدى لكل المؤامرات التي هدفت إلى إسقاط العروبة بالمشروع الفارسي الكبير وكذا الدور الذي أشاد به الجميع في مكافحة الإرهاب والمخدرات التي عصفت بالعالم اجمع.
والمتتبع للأحداث المتسارعة في الجنوب يدرك جيداً مدى قوة وصلابة وانضباط هذه القوات رغم الظروف الصعبة والامكانيات التي تكاد تكون أقل من القليل الا ان شهامة هؤلاء الأفراد والتضحية والفداء المغروسة في وجدانهم استطاعت تجاوز كل الصعوبات وتحقيق مالم تستطع جيوش نظامية كبرى من تحقيقه.
في ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي بات الجميع يعرف أنه سيعود حتماً وان الضباط والافراد على الأرض وكل منتسبي المقاومة والقوات المسلحة الجنوبية تمكنوا من استعادة معظم الأرض الجنوبية وان الآتي سيكون بشرى لكل الجنوبيين والانتصارات ستتلاحق بفضل تضحيات وصمود ابطال قواتنا المسلحة الجنوبية المنقطع النظير.
أننا ماضون نحو استعادة دولتنا الجنوبية نستعيد دولة النظام والقانون يخضع لها كل كبير وصغير وكل تاجر وفقير وكل شيخ ومسئول الكل سواسية كأسنان المشط دولة عدل ومساواة.. دولة حق وإيمان دولة امن وأمان دولة رخاء وسلام يدا بيد نشعل شمعة الحرية والاستقلال من ظلام العبودية والاستعمار.