شن رئيس وفد الميليشيات الحوثية المشارك في المفاوضات العسكرية التي ترعاها الأمم المتحدة (الخميس) هجوما حادا على المبعوث هانس غروندبرغ متهما إياه بـ«الانحياز» إلى جانب الحكومة اليمنية، وذلك على خلفية إدانته لتصعيد الميليشيات العسكري الأخير والواسع غرب تعز.
الهجوم الحوثي الذي جاء على لسان رئيس وفد الميليشيات العسكري يحيى الرزامي، بعد عودته من العاصمة الأردنية عمّان إلى مطار صنعاء، رافقه الإعلان عن إصرار الجماعة الانقلابية على الإبقاء على حصار تعز وعدم فتح الطرقات، ورهن ذلك بالحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية جديدة من بينها صرف الرواتب.
وقال القيادي الحوثي الرزامي إن جماعته تتمسك «بضرورة إنجاز وتنفيذ الملف الإنساني قبل أي مفاوضات عسكرية» على حد زعمه، إذ ترى الميليشيات إنهاء الحصار على تعز أو تخفيفه، بحسب بنود الهدنة السارية نوعا من الأعمال العسكرية وليس الإنسانية.
وزعم القيادي الحوثي في مؤتمر صحافي عقده في مطار صنعاء أن أولوية ميليشياته «إنجاز الملف الإنساني المتمثل في صرف المرتبات ورفع القيود عن المطارات والموانئ (…) بشكل كامل قبل الخوض في أي نقاشات أو اتفاقات أخرى في الملف العسكري حتى يتم البت في معالجة الملف الإنساني».
وأضاف أن جماعته أبلغت الوسطاء «بأن الهدنة دون مرتبات لا فائدة منها، ولا يمكن التغاضي عن المرتبات؛ كونها حقا شرعيا ومطلبا أساسيا». رغم أنها ليست من ضمن بنود الهدنة القائمة.
وزعم القيادي الحوثي أن ممثلي الجماعة العسكريين أجروا «عدداً من اللقاءات الاستثنائية غير الرسمية مع الوسطاء الأمميين دون تحقيق أي نتائج إيجابية»، متهما ممثلي الحكومة الشرعية بعدم تنفيذ التفاهمات المبرمة، وفق زعمه.
وكان ممثلو الحكومة اليمنية أعلنوا تعليق مشاركتهم في اللجنة العسكرية المشتركة في العاصمة الأردنية عمان برعاية مكتب المبعوث الأممي حتى إشعار آخر على خلفية الهجوم الحوثي الواسع غرب تعز، والذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات، ويشكل – بحسب الحكومة – انتهاكا صارخا للهدنة.
واتهم القيادي الحوثي من وصفهم بـ«الوسطاء الأمميين» بأن لديهم مواقف سلبية، مستنكرا بيان غروندبرغ الذي ندد فيه بالهجوم غرب تعز، واصفا إياه بأنه «كان واضحا فيه بانحيازه للأطراف الأخرى».
وزعم ممثل الميليشيات الحوثية أن وفد جماعته المفاوض «بعث مخاطبات متكررة ورسائل وجهها إلى المبعوث الأممي ومستشاره العسكري بخصوص استحداثات عسكرية وأعمال عدائية في جبل هان بمنطقة الضباب بمحافظة تعز».
كما ادعى الرزامي أن زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي متمسك «بصرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ»، وهي قضايا تراوغ الجماعة الانقلابية حولها للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية، كما تقول الحكومة الشرعية.
وكان المبعوث الأممي غروندبرغ أدان الهجوم الذي قال إنه «انطلق من مناطق سيطرة الحوثيين ليلة الأحد في منطقة الضباب بتعز، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود».
وشدد المبعوث، عبر بيان، على أن الهجوم «يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين بشكل خطير». داعيا «الأطراف لاغتنام الفرصة التي تتيحها الهدنة لإظهار الالتزام الكامل بإنهاء النزاع الذي طال أمده في اليمن ومعاناة شعبه».
وحض غروندبرغ على الانخراط مع مكتبه «لمواصلة المناقشات من أجل الوفاء بالالتزامات التي تعهدوا بها بموجب الهدنة». وقال: «سأواصل جهودي للعمل مع الأطراف لتمهيد الطريق للتوصل إلى تسوية سياسية وسلمية شاملة للنزاع».
وأوضح المبعوث الأممي أنه اختتم الأربعاء زيارته التي التقى خلالها وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك ومسؤولين سعوديين وممثلين يمنيين، وأن المناقشات ركزت على التطورات الراهنة والهدنة، ولا سيما عن تعز وفتح الطرق لتخفيف الأوضاع الإنسانية، وفق ما جاء في بيان على «تويتر».
يشار إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن يأمل من خلال جهوده أن يمرر اتفاقا يتيح توسيع الهدنة الهشة القائمة مع تضمينها بنودا جديدة تتعلق بآلية لصرف الرواتب وإضافة وجهات جديدة من مطار صنعاء وإليه، مع السماح بتدفق كميات أكثر من الوقود إلى ميناء الحديدة، إلا أن ذلك لا يزال تحقيقه رهنا بموافقة الميليشيات الحوثية على تخفيف حصار تعز، وهو الحد الأدنى الذي تطلبه الحكومة اليمنية للشروع في نقاش الملفات الأخرى.