نداء حضرموت – العين
أعدمت عناصر مسلحة تابعة للحوثيين قاضيا رفيعا بصنعاء، في واقعة سببت صدمة للشارع اليمني بعد تعرضه لتحريض ممنهج قبل أن يتم خطفه وتصفيته.
وقالت مصادر يمنية، لـ”العين الإخبارية”، إن عناصر مسلحة تابعة لقيادي في الصف الأول لمليشيات الحوثي أقدمت على إعدام وتصفية عضو المحكمة العليا القاضي محمد حمران في قلب صنعاء، وذلك بعد نحو يوم ونصف على اختطافه.
وكان القاضي محمد أحمد صالح حمران تعرض مساء الثلاثاء لعملية اختطاف من قبل عناصر حوثية من أمام منزله في حي “الأصبحي” جنوب صنعاء، حيث تعرض للاعتداء والضرب بأعقاب البنادق قبل أن يتم تقييده وعصب عينيه واقتياده إلى جهة مجهولة.
وبحسب المصادر فإن العناصر المسلحة وبإيعاز من القيادي النافذ محمد علي الحوثي قامت بتصفية القاضي حمران وإعدامه ليل الأربعاء/الخميس بعد يوم ونصف من اختطافه وتعذيبه وذلك على خلفية صراع بين القيادات الحوثية على أراض وعقارات.
يأتي ذلك بعد نحو أسبوع من تحريض ممنهج تبنته قناة الهوية الحوثية على الرجل بزعم مشاركته في “الفساد”، فضلا عن تحريض مباشر قاده القيادي محمد علي الحوثي النافذ الأكبر في السلطة القضائية والذي شيد “المنظومة العدلية”، كسلطة موازية.
ويعد حمران (63 عاما) من القضاة المشهود لهم بالنزاهة والأمانة، وينحدر من السدة في محافظة إب، وقد تدرج في مناصب قضائية عدة، منها رئيس لمحكمة استئناف صنعاء والجوف وفي مارس/أذار 2012 تم ترقيته إلى “قاضي محكمة عليا” باليمن.
وتعرض الرجل طيلة بقائه في صنعاء لسلسلة مضايقات من قبل مليشيات الحوثي وحرمانه من راتبه قبل أن تسعى للتحريض ضده والتآمر عليه وقتله في إطار سباق واسع النطاق بين القيادات الحوثية على العقارات.
وأثار تصفية حمران صدمة في الشارع اليمني الذي ندد بالجريمة الذي اعتبرها جزءا من سلسلة تصفيات وتوحش مليشيات الحوثي ضد مختلف فئات الشعب اليمني لا سيما القضاء في المناطق الخاضعة للانقلاب.
وعقب اختطافه توافد العشرات من محافظة إب إلى صنعاء للتظاهر في منطقة السبعين، تنديدا بالجريمة فيما اتهم نادي قضاء اليمن قيادات مليشيات الحوثي بالتقاعس خلف ضبط الجناة والتضيق على أعضاء السلطة القضائية.
وكانت مليشيات الحوثي أعدمت بالرصاص الحي القاضي أحمد العنسي رئيس محكمة بني الحارث بصنعاء ونجله عقب عام من انقلابها الكارثي، فيما كانت آخر جرائمهم ضد القضاء الاعتداء المسلح على رئيس محكمة الحشا القاضي شمس الدين المليكي في آخر أسابيع أغسطس/آب الماضي.