نداء حضرموت – المشهد العربي
مع تلقي قوى الاحتلال اليمني ضربات مؤلمة يد الجنوب وقواته المسلحة، خرجت فصائل الإرهاب من جحورها معلنة ما تشبه الحرب ليس فقط على الجنوب لكن أيضا ضد الإمارات والسعودية.
ففي الوقت الذي تلقى فيه حزب الإصلاح هزائم مدوية، ظهر تنظيم القاعدة في مرحلة مهمة، مبديا دفاعه الكامل عن الفصيل الإخواني.
التنظيم أطلق إصدارا مرئيا عبر جناحه الدعائي، جدّد من خلاله التأكيد على معاداته للجنوب وللتحالف العربي، وكذا أظهر تودده إلى حزب الإصلاح الإخواني والعمل على إحداث المزيد من التقارب بينهما.
خطاب القاعدة اليوم تضمن التركيز على الأحداث الأخيرة في محافظة شبوة، وأظهر جانبا كبيرا من التقارب مع المليشيات الإخوانية بزعم أنها فصيل مظلوم.
تنظيم القاعدة في إصداره، حرض المليشيات الإخوانية على إثارة المزيد من الصدامات المسلحة التي تثير الكثير من الفوضى على الأرض، وهو ما يعتبر مقدمة لوضع أمني مرتبك.
في الوقت نفسه، أظهر الإصدار الأخير لتنظيم القاعدة قدرا كبيرا من العداء الموجه ضد القوات الجنوبية، في محاولة لصرف الأنظار عن أنها تقاتل من أجل تحرير وطنها من الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يمثلا مطلبا شعبيا رئيسيا.
تنظيم القاعدة لم يفوت الفرصة أمام محاولة الدفع نحو صناعة حرب أهلية تلتهم الأخضر واليابسة وتحرض الحجر والبشر.
تماهي أجندة تنظيم القاعدة مع تنظيم الإخوان اتضح كثيرا جدا في أجندة التقارب مع المليشيات الحوثية، حتى وإن حاول التنظيم إظهار حالة من العداء تجاهها لكنها تظل حالة غير واقعية وغير حقيقية من الأساس.
استحضار تهديدات القاعدة في هذا التوقيت هي رسالة من قوى الإرهاب وتحديدا تنظيم الإخوان الذي يعتبر الأب الشرعي لكل فصائل التطرف.
ويبدو أن مفاد الرسالة هي تهديد واضح وصريح يوجه للجنوب عبر استهداف أمنه واستقراره، وكذا استهداف التحالف العربي على الأرض، وهذا كله دفاعا عن تنظيم الإخوان وأجندته المشبوهة.