محليات

شبوة وأبين.. انتصارات ساحقة تهدم اعقد المنظومات الاخوانية

من إخماد تمرد شبوة إلى سهام الشرق في أبين، انتصارات ساحقة توجت بهدم أحد أعقد المنظومات الإخوانية التي شيدتها طيلة 8 أعوام بغطاء الدولة.

انتصارات ما كان لها أن تحدث لولا حكمة محافظ شبوة عوض ابن الوزير العولقي الشهير بـ”السلطان” والذي أخرج المحافظة النفطية من دائرة التجاذبات والانقسامات التي فجرها الإخوان قبل أن يقض مضاجعهم عسكريا وأمنيا بعد فشل كل الحلول كمفتاح عهد جديد لتغير خارطة اليمن.
بالنظر إلى ما حمله تمرد شبوة الإخواني من دلالات على خارطة القوة على الأرض، حصلت “العين الإخبارية” معلومات من مصادرها الخاصة عن الترسانة العسكرية والأمنية التي شيدها ودفع بها الإخوان لتنفيذ الانقلاب الفاشل في مدينة عتق قبل أن تتدخل قوات العمالقة في حسم المعركة ودحر الإخوان خارج المحافظة.
القصة الكاملة لتمرد الإخوان في شبوة؟
وبحسب المعلومات التي تفضح مؤامرة انقلاب حزب الإصلاح للمرة الأولى فقد كان مخطط الإخوان يقضي بإشعال فتنة داخلية في مدينة عتق عبر ذراعهم الطولى أمنيا عبدربه لعكب ومعه 4 قوات قتالية إلى جانب تطويقها عسكريا عبر 5 ألوية عسكرية ووحدات أخرى من الخارج من أجل تحقيق انتصار خاطف وفي وقت قياسي.

وأوكل الإخوان للقوات الخاصة ولواء الإنشاءات وقوات النجدة أمن الطرق واللواء 21 ميكا القتالي مهمة الانتفاضة المسلحة من الداخل، حيث نشرت بالفعل العناصر القناصة على المباني المرتفعة واقتحمت مستشفى هيئة شبوة العام ومستشفى عافية، وفقا للمعلومات.

بالتزامن من ذلك طوق الإخوان عبر حزام محكم مدينة عتق عبر 4 من ألوية محور بيحان العسكري الذي سبق وسلمت مديريات بيحان وعسيلان وعين للحوثيين، فضلا عن اللواء الثاني جبلي بقيادة الإخواني المتمرد مشفر القميشي الذي كان متمركزا في مديرية عزان وانتقل لمحاصرة عاصمة المحافظة.

ليس هذا فحسب، فطبقا للمعلومات التي حصلت عليها “العين الإخبارية”، فإن حزب الإصلاح الإخواني دفع بـ181 دورية عسكرية وآلية مدججة بالأسلحة منها 150 دورية قدمت كتعزيزات من مأرب و31 دورية وآلية قدمت من أبين بقيادة الإخواني لبيب العبد.

كما دفع الإخوان بوحدات الدفاع الساحلي للتمركز في المدخل الشرقي لمدينة عتق، فضلا عن عناصر أيدلوجية من الجناح العسكري لحزب الإصلاح وقدمت من معاقل الإخوان في مختلف المحافظات على رأسها تعز ومأرب.

وتشير المعلومات إلى أن حزب الإصلاح اعتمد كذلك على المنطقة العسكرية الأولى والقيادي العسكري الإخواني يحيى أبو عوجاء في وادي حضرموت في تقديم الدعم العسكري لقواته في شبوة التي فجرت تمرد عسكري للإطاحة بمحافظ شبوة عوض ابن الوزير الذي يتزعم قبائل العوالق ويعد سلطانها الأكبر.

تلك المعلومات التي حصلت عليها “العين الإخبارية” من مصادرها الخاصة تكشف نجاح “السلطان” ومعه قوة دفاع شبوة مسنودة بقوة نوعية للعمالقة في التصدي لأكبر قوة وترسانة عسكرية وأمنية ومليشيات شيدها حزب الإصلاح على نفقة الدولة منذ اختطافه قرار لشرعية السياسي 2015.

كما تكشف وفق مراقبين حجم المؤامرة الإخوانية الكبرى والفتنة المدروسة التي خطط لها لفرض سياسة الأمر الواقع في شبوة والإطاحة بالسلطة المحلية الشرعية المتمثلة بالمحافظ عوض الوزير الذي رفض مقايضة حزب الإصلاح على حساب أمن واستقرار المحافظة.

تأمين “أبين” ثمار انتصار شبوة

سرعان ما انتقلت انتصارات شبوة إلى أبين المجاورة، المحافظة التي عانت منذ عقود ويلات الإرهاب وخاضت حروبا منقطعة النظير ضد تنظيم القاعدة وذلك بعد أن توجت عملية “سهام الشرق” باتفاق لتعزيز السلم الأهلي في المحافظة والتوحد لمحاربة الإرهاب والحوثي وحلفائه.
وقالت مصادر عسكرية لـ”العين الإخبارية”، إن قوات العمالقة رعت اتفاقا بين مختلف القوات القتالية في أبين، لحقن الدماء وأثمر بانتشار قوات جنوبية في شقرة وخبر المراقشة ومديرية أحور الساحلية كمرحلة أولى.

ونص الاتفاق على بقاء القوات الأمنية والعسكرية التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية في مقراتها ومواقعها ومن المتوقع أن تنتشر القوات الجنوبية للانتقالي في المرحلة الثانية في باقي المديريات الوسطى في أبين.
وبحسب المصادر فإن القوات الجنوبية وشرطة أبين نفذت عملية عسكرية ضد وكر للقاعدة في بلدة “خبر المراقشة” ضمن إحدى الضربات المشتركة للتنظيم الإرهابي.

وعن ثمار العملية، تحدثت المصادر عن سقوط مؤامرة حوثية – إخوانية كانت تستهدف اجتياح المليشيات لأبين عبر خط إمداد عسكري فتحه الحوثيون قبل أيام عبر بلدة “الحلحل” في جبهة لودر في المحافظة المتصلة بمديرية مكيرس في البيضاء الخاضعة للانقلابيين.

وجاء إفشال المشروع الحوثي – الإخواني في أبين كإحدى ثمار انتصارات شبوة الساحقة التي تلقي فيها حزب الإصلاح، ذراع الإخوان السياسية، أكبر ضربة عسكرية وأمنية للمرة الأولى منذ سنوات بعد هدم أقوى منظومة له عسكريا وأمنيا ظل يشيدها طيلة 8 أعوام.

درس شبواني للإخوان..انتزاع أوراق القوة
أرجع خبراء عسكريون ما حققته المرحلة الأولى من “سهام الشرق” الخاطف في أبين إلى الدرس العسكري الذي وجهه محافظ شبوة ومعهم قوات العمالقة لتنظيم الإخوان في إسقاط أهم معاقله اقتصاديا وعسكريا وأمنيا كمفتتح نحو استئصال آفة إرهابهم داخل منظومة الشرعية.

وهذا ما أكده الخبير العسكري اليمني المقدم وضاح العوبلي بالقول “إن ما بعد شبوة لن يكون كما قبله، سيما وأن ما جرى في شبوة كان بمثابة درس بليغ لمرحلة مقبلة مختلفة تماماً عما كانت عليه سابقاً”.

ويعتقد الخبير في الشؤون العسكرية في اليمن في تصريح خاص لـ”العين الإخبارية”، أن شبوة وبعد العمليات الأخيرة أصبحت مؤهلة للخروج من دائرة التجاذبات والانقسامات السياسية التي شهدتها طوال الأعوام الماضية بفعل الإخوان.

كما أن “ما جرى في شبوة مؤخراً جاء كضرورة فرضتها التوترات التي سادت المحافظة منذ أغسطس/آب 2019″، إشارة لصراع الفتنة الذي فجره الإخوان قبليا وعسكريا وأمنيا تحت مسميات مختلفة خلال حكمهم للمحافظة.

ويرى العوبلي أن إخماد تمرد الإخوان في شبوة “انتزع أوراق القوة التي كان الإخوان يتباهون بها وجعلوا منها عوامل للتعطيل” في المحافظات المحررة.

وبعد إخماد تمرد شبوة، أصبح “هناك فرصة كبيرة اليوم لتفعيل جبهة مواجهة قوية وتتمتع بقدر عال من التوافق والانسجام والتناغم ضد مليشيات الحوثي، وهو ما انعدم سابقاً نتيجة توجه الإخوان لصنع بؤر التوترات والصراعات البينية، واستعداء جميع الحلفاء المحليين وفي دول التحالف العربي الذين وصفهم الإخوان بنفس الأوصاف التي يرددها الحوثيون”، وفقا للخبير العسكري.

إلى الأعلى