خلال ندوة ثقافية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب بالعاصمة عدن..
نداء حضرموت – عـلاء عـادل حـنش:
نظمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب عصر اليوم الثلاثاء 23 أغسطس / آب 2022م، ندوة ثقافية عن فقيد الكلمة الحرة والصحافة الجنوبية الأستاذ هشام محمد باشراحيل تحت عنوان (الأستاذ هشام باشراحيل.. صحوة شعب وميلاد ثورة) في مقر الاتحاد بمديرية خور مكسر في العاصمة الجنوبية عدن.
وبدأ الندوة الأستاذ الشاعر شوقي شفيق، بالترحيب بالحاضرين، مُتحدثًا عن أهمية الندوة، وأهمية الراحل هشام باشراحيل في عالم الصحافة في العاصمة عدن والجنوب بشكل عام.
وأشار شوقي إلى الأدوار النضالية التي قدمها الراحل باشراحيل لا سيما في الجانب الصحافي.
بعدها، تحدث باسهاب ممثل الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في إثيوبيا والاتحاد الافريقي السفير قاسم عسكر جبران عن الراحل باشراحيل قائلًا: “ينحدر هشام محمد علي باشراحيل من أسرة حضرمية وعدنية عريقة وعميقة الجذور اغصانها في السماء، وموطن هويتها الجنوب العربي ومنبع افكارها الفضاء الواسع، وهشام باشراحيل انعكاس لهذه الأسرة الأصيلة التي كانت منارة للعلم والمعرفة، وشكلت منصة وطنية عظيمة، اظهرت علو الإنسان على كل أرض الجنوب العربي.. فمنذ 1958م وهذه الأسرة لمع اسمها في سماء المنطقة من خلال انشاء صحيفة الأيام التي تأسست بنفس العام وكانت الصحيفة في كل المراحل المختلفة منها العصية والصعبة والهزيمة ومنها لحظة الابتهاج والتألق والنصر صامدة”.
وأضاف: “كان الشهيد المناضل الوطني البارز هشام باشراحيل العمود الرئيس بعد والده الفقيد محمد باشراحيل لهذه الأسرة الذي واصل مع اخوه تمام باشراحيل دينمو الصحيفة والنجم الذي تحجبه السحب وصانع اسرار هذه الأسرة والصحيفة”، مشيرًا إلى انه: “رغم معاناة الأسرة لبعض المشاكل التي تعرضت لها بعد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م إلا أن الأسرة والصحيفة ظلت عنوان دائم للشعب بالجنوب”.
إنصاف أسرة باشراحيل وصحيفة الايام
وأكد على ضرورة إنصاف أسرة باشراحيل وصحيفة الايام معنويا ومادیا وجبر الضرر مما عانته الأسرة والصحيفة من المحن، التي ادت الى تشريدها خارج الوطن وضياع ممتلكاتها وتفريق أهلها، ورغم كل ذلك كانت الأسرة والصحيفة مع الوعد والموعد مع الجنوب وشعب الجنوب في كل المراحل التي عاشها سلبا وايجابا لأن هذه الأسرة دوما الى جانب هذا الشعب بالسراء والضراء وضلت شامخة منتصبة في كل الظروف والاحوال التي عصفت ومازالت بهذا الشعب الابي تقف في صفه”.
وتابع: “لا يمكن فصل هشام باشراحيل عن أسرة باشراحيل وصحیفة الأيام فكلاهما لا يتجزأ فهما مرتبطان ببعضهم البعض من خلال الشكل والمنظر العام لهذه الشخصية الوطنية والأسرة والصحيفة مما يجعل المرء ان يقول انهم خلقوا ليكملوا بعضا وخاصة عندما يتتبع السيرة العامة للشهيد الفقيد هشام باشراحيل والأسرة والصحيفة”.
حصار قوات الأمن بصنعاء
وشرح عسكر تفاصيل اللقاء الذي التقى به بالراحل، وأول تعرف به، وذلك في حادثة حصار قوات الأمن لنظام علي عبدالله صالح منزله بصنعاء، والاعتداء على المنزل والأسرة والصحيفة بالسلاح واطلاق النار من مختلف الأسلحة واخذ حارس الصحيفة احمد عمر المرقشي رهينة، وكانت هذه الحادثة المروعة أول حادثة من هذا النوع الوحشي والهمجي ضد هشام وتمام باشراحيل والصحيفة والأسرة، وظلت هذه الأسرة والصحيفة تحت الحصار لأشهر طويلة، وبعد تضامن واسع النطاق استطاع هشام وتمام باشراحيل والأسرة والصحيفة الرحيل من صنعاء وهو الرحيل الثالث او الرابع لهم، هذا الحادث المروع مكنهم من العودة الى مسقط راسهم عدن الحبيبة عاصمة دولة الجنوب”.
منتدى الايام الجنوبي
وأكمل: “عند العودة الى عدن تحول منزل هشام وتمام باشراحيل الى منتدى للجنوبيين حتى ان بعض القيادات الاولى للحراك الجنوبي تمترست في هذا المنتدى وكان هذا المنزل ملجأ وحماية لهم وايصال رسائلهم للخارج والداخل، كما كان مقر للاجتماعات لمناقشة قضية شعب الجنوب وللقاءات مع الاجانب الصحفيين والزوار والمسؤولين ولم ينحصر هذا على الاستقبال فقط بل كانوا يترجمون ما تريده القيادات الجنوبية للأجانب نظرا لما تتمتع بهذه الأسرة من ثقافة عامة وعدد من اللغات وكان محمد هشام باشراحيل واحدا من هؤلاء المترجمين بموجب توجيهات الشهيد هشام باشراحيل حتى انهم كانوا يوجهونا بالحديث الذي يمكن ايصاله الى هؤلاء الاجانب عن قضية شعب الجنوب بحكم معرفتهم بما يريدونه هؤلاء الاجانب، ولا اخفي أنني كنت أتأكد من مواقف واهداف وارادة وصلابة وثبات وقناعة العديد من القيادات الجنوبية بقضية شعب الجنوب من داخل منتدى الايام الجنوبي، الذي كان اول متنفس لحديث جميع القيادات الجنوبية بالبحث عن مستقبل قضية شعب الجنوب، وكانت الايام اول صحيفة تنشر عن الاحتلال اليمني للجنوب”.
وأكد أن: “الشهيد هشام باشراحيل واسرته الكريمة واسرة الايام ككل لم يسلموا من التهديد والوعيد من عدة اطراف وخاصة المعادين لقضية شعب الجنوب وبعض المسترزقين والعملاء من اجهزة المخابرات والجيش التابع لنظام الاحتلال اليمني الذي تكلل بالحصار العام والشامل لمقر ومنزل هشام وتمام واسرة باشراحيل بالكامل استخدمت في هذ الحصار المدافع المحمولة على الكتف والقنابل والأسلحة المختلفة لترويع الأسرة والاطفال والنساء والضيوف المتواجدين بالمقر”.
واختتم حديثه بالقول: “حمل الشهيد هشام باشراحيل وتمام باشراحيل قضية شعب الجنوب ورفعها عاليا الى الفضاء العالي وعلى سطح المحيط الاقليمي والدولي وكانوا نبراسا لهذه القضية، حاملين مشعلها من اجل انتصار هذه القضية العادلة والمشروعة وكان الشهيد هشام على هذا المنوال حتى يوم وفاته حيث تحول يوم تشييعه الى مظاهرة صاخبة والى مواجهة عنيفة مع اجهزة نظام الاحتلال اليمني القمعي راح فيها ضحايا عديدة من المواطنين جرحى وآخرين اودعوا إلى السجون.. إن ذكرى الشهيد هشام باشراحيل ستظل خالدة الى الابد نظير ما قدمه من تضحية من اجل انتصار شعب الجنوب وقضيته العادلة والمشروعة”.
الصمود أمام عنجهية علي عبدالله صالح
بدوره، تحدث الدكتور هشام السقاف عن بدايات صحيفة الأيام ومرورها بأهم المنعطفات، والأدوار التي قدمها الراحل هشام باشراحيل.
وأشاد بصمود الراحل هشام أمام علي عبدالله صالح وعنجهيته، وممارسته السيئة ضد الراحل والصحيفة.
وشرح السقاف بالتفصيل أهم المواقف البطولية للراحل هشام باشراحيل.
وأشار إلى أن الحصار الذي حصل على منزل الراحل في صنعاء وحد الجنوبيين، حيث توجه كثير من أبناء الجنوب إلى صنعاء للوقوف إلى جانب هشام والأيام، منوهًا بأن قوات علي عبدالله صالح قصفت منزل الراحل وفيه (21) طفل وامرأة.
إرث هشام باشراحيل
فيما شكر نائب رئيس تحرير صحيفة (الأيام) الأستاذ باشراحيل هشام باشراحيل اتحاد أدباء وكتاب الجنوب على إقامة الندوة.
وتحدث باشراحيل عن الإرث الذي تركه هشام باشراحيل، مؤكدًا أن إرث الراحل هو النظرة المتساوية نحو كل الجنوبيين بعيدًا عن النظرة المناطقية، والعنصرية.
وأكد أن الأدباء يعدون موجهين للأمة، ولهم دور كبير في ترسيخ الفكر النير، مطالبًا الأدباء بتخليد إرث هشام باشراحيل من ناحية منظور الراحل في المساواة بين المواطنين الجنوبيين.
وزارة إعلام في صحيفة
من جانبه، شكر الصحفي والكاتب صلاح السقلدي اتحاد أدباء وكتاب الجنوب على هذه اللفتة الكريمة تجاه هشام باشراحيل كأقل واجب نقدمه تجاه الراحل والصحيفة.
وقال: “رغم القمع الذي تعرض له الراحل هشام وتعرضت له صحيفة الأيام إلا أنهما شكلا نموذجًا رائعًا من الصمود والثبات بوجه الظلم الذي طالهما وطال جموع الشعب الجنوبي وبالذات ما بعد حرب صيف 1994م”.
وأضاف: “كانت (الأيام) وزارة إعلام في صحيفة أو لنقل صحيفة في وزارة مثلت الجنوب أمام امبراطورية هائلة من الإمكانيات للطرف الاخر (نظام صنعاء) والذي يمتلك مئات الصحف والمواقع والفضائيات والصحافيين اليمنيين وكثير من الصحف والصحافيين العرب المستأجرين”.
وتابع: “الأيام لم تهتم فقط بالجانب السياسي، بل كانت بحق عين الشعب في تسليط الأضواء على جوانب كثيرة ثقافيًا، وفكريًا، وإعلاميًا، ورياضيًا، وظلت وما تزال إرشيف ومؤسسة توثيق شاملة، وعين رقيب على كل المجالات”.
وأكد أن الأيام كانت وما تزال عابرة لحدود الجهوية والطائفية والمناطقية، مُشيرًا إلى أن: “الأيام شكلت وعيًا حقوقيًا بوجه حملة النهب والتعسف والاقصاء”.
مواقف وادوار بطولية
وفي ختام الندوة الثقافية التي حضرها رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، وعدد من القيادات والمسؤولين وأعضاء الأمانة العامة، والصحافيون والأكاديميون والكتاب والأدباء الجنوبيين، وعدد من المهتمين بتاريخ الصحافة الجنوبية عامة، وتاريخ الفقيد هشام باشراحيل خاصة، تحدث عميد الأسر الجنوبيين أحمد عمر المرقشي عن مسيرة الراحل هشام باشراحيل منذ بداية معرفته به في عام 1995م.
وشرح المرقشي تفاصيل كثيرة عاشها مع الراحل هشام باشراحيل، ومواقفه، وادواره البطولية.
وأكد أن المظلمة التي حصلت له (المرقشي) كانت السبيل لمعرفة الراحل هشام باشراحيل عن قرب.
وأشار إلى عدة مواقف منها مقاله الذي رفض الراحل نشره إلا بساحة الشهداء بالحبيلين، وإعلانه فيها.
وتحدث عن يوم 7 / 7 وما دار فيه بينه وبين الراحل هشام باشراحيل، وعدد من القيادات الجنوبية، وموقف علي عبدالله صالح العنجهي ضد الراحل.
مداخلات
وشهدت الندوة مداخلات أشادت في مجملها بمواقف الراحل هشام باشراحيل، ومسيرته، ومواقفه الوطنية، مُطالبين بضرورة إقامة ندوات تهتم بتاريخ الجنوب من كافة النواحي.