استطلاع /مريم بارحمة
تشخيص الطبيب مهم لاستخدام الدواء المناسب، ويتم التشخيص وفقا للسجل الطبي للمريض، والفحوصات المختبرية التي يعملها، وعلى أساس كل ذلك يتم إعطاء العلاج والدواء المناسب للمريض، لكن بعض المرضى قد يستخدم الأدوية
بدون استشارة الطبيب المختص أو بطريقة مختلفة عن التي وصفها الطبيب، فكل دواء له أعراض ومخاطر جانبية والطبيب يعرف ذلك عندما يصف الدواء، فبعض الأدوية قد لا تكون آمنه؛ مما يؤدي إلى نتائج عكسية وخطيرة على صحة المريض وتسبب له اضرار جسيمة ومشاكل صحية وقد تؤدي للوفاة. في الوقت الذي يؤكد فيه بعض الصيادلة أن جميع الأدوية أصبحت تصرف بالصيدليات بدون وصفات طبية.
في هذا الاستطلاع نبحث مع مختصين في المجال الصحي أسباب سوء استخدام الأدوية بدون وصفات طبيبة من قبل المرضى؟ وإلى اي حد يمكن الاعتماد على الصيدلي في اختيار الوصفات الطبية المناسبة لنوع المرض؟ وهل هناك أضرار على المرضى؟ وهل توجد ضوابط وقوانين تجرم على الصيادلة صرف الأدوية بدون وصفات طبيبة؟ وهل توجد بعض الأدوية التي يمنع اعطاءها للمريض بدون وصفات طبيبة ؟ وما أعراض سوء استخدام الأدوية والمسكنات والمضادات الحيوية؟ او الافراط في استخدامها على المريض؟ وما أضرارها؟ وكيف يمكن الحد من سوء استخدام الأدوية.. وتوعية المرضى من سوء استخدام الأدوية؟ انتشر في الفترة الاخيرة استخدام المنشطات الجنسية بدون استشارة الطبيب ما الأسباب؟ وما اضرارها؟ وكيف يمكن الحد من هذه الظاهرة؟
-ارتفاع أجرة المعاينة واختصار الوقت.
البداية كانت دكتورة زكية عمر محمد أحمد، دكتورة صيدلانية بمعهد الأحقاف العالي للعلوم الطبية عدن، تحدثت عن أسباب سوء استخدام الأدوية بدون وصفات طبيبة من قبل المرضى قائلة :” انه بسبب عدم مقدرة الناس على استشارة الطبيب؛ وذلك لارتفاع اجرة المعاينة الطبية وقد يكون بسبب اختصار الوقت وأخذ الدواء حسب خبرة من حوله أو ممن استخدموا الدواء من قبله وأكدوا للمريض عن فعاليته”.
-قلة الوعي بالمخاطر.
بينما ترجع الدكتورة الصيدلانية فاطمة عبدالكريم الأسباب إلى ارتفاع اسعار كشف المرضى وقلة الوعي بالمخاطر المترتبة على الاستخدام العشوائي للأدوية
-مخاطر كبيرة.
وحول الاعتماد على الصيدلي في اختيار الوصفات الطبية المناسبة لنوع المرض والأضرار على المرضى، تقول د. فاطمة :” الصيدلي خبير دواء وليس طبيب مرخص لتشخيص الأمراض، فهناك مخاطر كبير تترتب على سوء تشخيص المرض واستخدام العلاج غير المناسب قد تصل للموت”.
-صلاحيات الصيدلي
فيما تضيف د. زكية:” يمكن الاعتماد على الصيدلي بشكل أساسي في اختيار الوصفات الطبية لبعض الحالات المرضية الشائعة وللعلم أن هناك ادوية تُعرف باسم (over the counter drugs ) (OTC) تصرف من قبل الصيدلي دون الحاجة للرجوع للطبيب، بحكم معرفة الصيدلاني بها وبآليه عملها وبتأثيراتها العلاجية، ولكن لا يمكن للصيدلاني أن يصف أو يصرف أدوية لعلاج الأمراض المزمنة كالضغط والسكر دون الرجوع للطبيب المختص”.
-الضوابط والقوانين غير مفعلة.
وبالنسبة للضوابط والقوانين التي تجرم على الصيادلة صرف الأدوية بدون وصفات طبيبة، تؤكد د زكية عمر: بوجود العديد من الضوابط التي تجرم الصيادلة أولها الضبط المهني والأخلاقي، ومن ثم هناك ضوابط مفروضة من الهيئة العامة والرقابة الدوائية، ولكن للأسف غير مفعله بالشكل المطلوب، اذ ان بعض الصيادلة قد يستغل مهنته للكسب فقط دون مراعاة اخلاقيات وضوابط المهنة”.
-ضعف الرقابة.
بينما ترجع د. فاطمة عدم تطبيق الضوابط والقوانين إلى ضعف الرقابة”.
-أدوية بوصفات طبية
وتوضح د. زكية قائلة:” بأنه يوجد العديد من الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفات طبية مختومة وبتواريخ حديثة أهمها الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبي كالمهدئات والمنومات ومضادات القلق والاكتئاب”.
-التأثير السلبي للأدوية.
وعن اعراض سوء استخدام الأدوية والمسكنات والمضادات الحيوية؟ او الافراط في استخدامها على المريض وأضرارها تشير د. زكية عمر، إلى وجود عدة أضرار قد تصاحب سوء استخدام الأدوية منها:
قد تتداخل الأدوية مع بعضها ويتحول تأثيرها من نافع إلى ضار، أو قد يكون التداخل بأن يلغي أحد الأدوية تأثير الدواء الآخر تماما … وقد يؤثر سوء استخدام الأدوية سلبًا على المرأة الحامل أو المرضع. كما أن سوء استخدام الأدوية قد يضر كبار السن الذين يعانون من الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها …
بينما استخدام بعض الأدوية قد يؤدي إلى الادمان والاعتماد النفسي والجسدي عليها مثل المهدئات والمنومات … كذلك استخدام بعض المضادات الحيوية قد يتيح المجال للبكتيريا أن تكون مقاومة وتصبح أقوي وأشرس”.
-تداخلات دوائية خطيرة.
وتؤكد د. فاطمة قائلة :” أن أضرار تعاطي الأدوية بدون وصفة طبية تحدث تداخلات دوائية خطيره قد لا يعلم بها المريض ولا الصيدلي، بسبب عدم اخذ التاريخ المرضي للمريض.”، مضيفة :” كذلك الأدوية النفسية التي أصبح استخدامها منتشر بين الشباب يترتب عليها الإدمان والانحطاط الاخلاقي والحس الاجرامي والانتحار في اغلب الأحيان”، مضيفة :”التحسس والتسمم وهناك أضرار خطيرة قد تسبب بترقيد المريض أو وفاته”.
-التوعية والمراقبة.
وللحد من سوء استخدام الأدوية وتوعية المرضى تقترح د. زكية، ان يتم بواسطة الصيادلة أو الاطباء، ويجب عليهم توعية المريض بخطورة سوء استخدام الأدوية وأثرها السلبي على صحته وسلامته، ومراقبة الصيادلة، والتأكد من صرفهم للأدوية بعد شرح طريقة الاستخدام والآثار الجانبية والمشاكل التي قد تصاحب التكاسل عن استخدام الأدوية أو الافراط في استخدامها، مضيفة :” يمكن توعية المريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام، والندوات التوعوية”.
– تقديم النصائح.
بينما ترى د. فاطمة بأن الحل يكمن بالرفض من قبل الصيدلي بصرف الأدوية بشكل عشوائي واعطاء النصيحة بمخاطر الدواء وتداخلاته مع الأدوية والغذاء.
-قلة الثقافة الجنسية.
وبالنسبة لأهم أسباب انتشار استخدام المنشطات الجنسية بدون استشارة الطبيب واضرارها، تؤكد د. زكية أن المفهوم الخاطئ لدى الناس عن المنشطات الجنسية، بسبب عدم معرفة معظم الناس عن المعلومات الخاصة بها، ومتى يجب أن يستخدموها بسبب الجهل أو قلة الثقافة الجنسية لدى مجتمعنا”، وتردف قائلة :” أضرار سوء استخدام الأدوية كثيرة وأشهرها أنها مع مرور الوقت تصبح غير فعالة، وقد تسبب العديد من المشاكل الجنسية منها ضعف الانتصاب أو القذف المبكر وقد يصاحبها مضاعفات خطيرة خاصة لدى المصابين بالأمراض المزمنة”.
-أضرار التعاطي.
وعن الحلول والمعالجات للحد من مشكلة انتشار تعاطي المنشطات الجنسية بدون وصفات طبية، تقول د. فاطمة:” أنه من الصعب الحد من هذه ظاهرة تعاطي المنشطات الجنسية التي يترتب عليها الكثير من الاضرار منها الاعتماد الكلي على المنشطات، والضعف الجنسي الدائم، وانعدام الثقة عند المتعاطيين، بحيث يفتقر مجتمعنا المتحفظ جدا لهذا النوع من الثقافة الجنسية، والشعور بالخجل من اخذ الاستشارة بمثل هذا المجالات” .
-توعية بالمنشطات الجنسية.
في حين ترى الدكتورة زكية أن الحلول والمعالجات تكمن بنشر الثقافة الجنسية الصحيحة وتوعية المجتمع بالمعلومات المتعلقة بالمنشطات الجنسية.