أستغلت المليشيات الحوثية الهدنة الأممة لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب والمصالح، فإلى جانب إرتكابها سلسلة من الخروقات العسكرية عبر أعمال عدائية في أكثر من جبهة، فأنها ركزت أكثر على عمليات السطو والنهب إلى جانب العمل على تأزيم الوضع المعيشي، إذ عملت على تخزين كميات كبيرة من الوقود واحتكاره لبيعه لاحقًا في السوق السوداء، وتأمين مخزونها النفطي استعدادا لمرحلة جديدة من التصعيد وارتكاب الأعمال العدائية.
فعلى الرغم من أنّ الهدنة شملت وصول عدد كبير من السفن المحملة بالوقود بما في ذلك الغاز، إلا أنّ مليشيا الحوثي عملت على تفاقم أزمة الغاز وحرمان المواطنين من الحصول على احتياجاتهم مع تنشيط ملحوظ في حركة السوق السوداء.
و وعمدت المليشيات الحوثية إلى استثمار الزيادة في الاستهلاك لا سيما في رمضان لبيع أكبر كمية ممكنة سواء من الغاز المستورد أو المحلي عبر السوق السوداء، وبدلًا من البيع إلى المواطنين مباشرة بموجب الهويات الشخصية، عملت المليشيات على حصر بيع الغاز المستورد للمواطنين عبر عقال الحارات، ومن ثم يتم تحديد كمية محدودة للغاية مقارنة بحجم احتياجات السوق ما يغذي من الأزمة الإنسانية.