اخبار عربية ودولية

مكافحة الإرهاب.. ملف شائك في مشاورات الرياض

نداء حضرموت – العين

تطرح المشاورات اليمنية التي تجري في الرياض ملف الإرهاب كمحور شائك يتربص ببلد أنهكته حرب مليشيات الحوثي وشلت قدراته الأمنية.

وقبل يوم من انطلاق جلسات المشاورات اليمنية-اليمنية بالرياض، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، استيقظ اليمنيون على فاجعة جديدة، عقب اغتيال الضابط البارز في الحزام الأمني النقيب أكرم المشرقي في العاصمة المؤقتة عدن.

اغتيال المشرقي في كمين إرهابي مسلح استهدفه أمام منزله في عدن، كان الأخير، لكنه أحدث حلقة في سلسلة عمليات إرهابية أخرى، وسبقه بأسبوع اغتيال قائد قاعدة العند العسكرية اللواء ركن ثابت جواس، أحد أكبر القادة العسكرين في اليمن، في جريمة هزت أطراف البلاد.

وتشهد مناطق الحكومة المعترف بها دوليا تناميا خطيرا للتنظيمات الإرهابية، بالتنسيق مع مليشيات الحوثي في حين ترتبط عملية مكافحة الإرهاب بشكل وثيق بوضع، ووحدة أجهزة الأمن والاستخبارات اليمنية.

هذا الوضع لم يغب عن أجندة مشاورات الرياض، التي اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منها؛ بل تصدر أولوياتها، فكان المحور الأمني ومكافحة الإرهاب أحد أهم 3 محاور من المحاور الـ6 الرئيسية بجانب السياسة والاقتصاد.

ومع افتتاح المشاورات اليمنية اليمنية، اليوم الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، والمقرر استمرارها حتى الـ7 من أبريل/نيسان المقبل، يترقب اليمنيون أن تثمر نتائج ملموسة في المشهد الأمني، والحرب ضد الإرهاب كجبهة رئيسية لا تقل أهمية عن جبهات القتال ضد الحوثيين.

وكان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أعلن تعليق عملياته في البلاد بعد ساعات من مناشدة مجلس التعاون الخليجي لإفساح المجال لإنجاح المشاورات اليمنية في الرياض.

واستجابة تعكس موقف التحالف العربي ومدى حرصه على دعم المشاورات اليمنية – اليمنية في الرياض، لإيجاد خارطة للسلام وإنهاء الحرب، رغم تصعيد مليشيات الحوثي ورفضها للحل السياسي ورغم مخاطر الإرهاب وتهديداته.

حرب الإرهاب.. جبهة أخرى للتحالف
طيلة الأعوام الماضية أولى التحالف العربي بقيادة السعودية أهمية قصوى لمكافحة الإرهاب، بما فيه رعايته لاتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي 2019 والذي تضمن شقا أمنيا خاصا.

كما خاض منذ 2015 معارك طاحنة مع تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب، وعمل بالتوازي على بناء وتدريب وحدات أمنية ضاربة في مكافحة الإرهاب، أبرزها “النخبة الحضرمية”، و”قوات الحزام الأمني”، وقوات “دفاع شبوة” التي دخلت خط المعركة في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وحرر التحالف العربي ضمن عمليات مكافحة الإرهاب في أبريل/ نيسان 2016 مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، في عملية خطفت أنظار العالم وحرمت تنظيم القاعدة الإرهابي من استغلال أهم الحواضر على بحر العرب في شن عملياته، فيما كانت آخر عملية مكافحة للإرهاب تحرير معسكر من التنظيم الإرهابي في بلدة “خورة” في شبوة قبل يومين.

ووفقا لمتحدث القوات الجنوبية المقدم محمد النقيب فإن القوات الجنوبية وبدعم سخي من قوات التحالف العربي حققت في السنوات الماضية نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب وكان ذلك بفعل الالتفاف الشعبي والقبلي الذي قدم تضحيات جسيمة في سبيل كشف خلايا القاعدة وداعش.

وتعد القوات الجنوبية شريكا استراتيجيا للتحالف العربي بقيادة السعودية في هذه المعركة، ويمثلها في مشاورات الرياض المجلس الانتقالي انطلاقا من بحثه الدائم عن تعزيز استراتيجيات التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة الدولية.

وأعرب المتحدث العسكري في تصريحات سابقة لـ”العين الإخبارية” عن أسفه لعودة الإرهاب إلى مناطق في أبين كانت قد طهرتها القوات الجنوبية قبل أغسطس/ آب 2019، بدعم من التحالف العربي، وقدمت تضحيات كبيرة خلال عمليات نوعية ضد أوكار القاعدة.

وبشأن دور الحوثي والقاعدة، أكد المسؤول العسكري أن “الحوثيين يديرون بالفعل الإرهاب جنوبا ونملك أدلة مثبتة أحدثها اعترافات منفذي العمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا موكب محافظ عدن ووزير الزراعة اليمني، وبوابة مطار عدن الدولي العام الماضي”.

وأشار إلى أن العناصر الإرهابية تستخدم بمثابة ذراع طولى للإرهاب من قبل مليشيات الحوثي وأداة فوضى من قبل تنظيم الإخوان للعمل على عدم استقرار الجنوب.

أمل في مشاورات الرياض
الصحفي والإعلامي محمود العتمي الذي نجا بأعجوبة من عملية انتحارية إرهابية وحشية العام الماضي، فقد فيها زوجته، رشا الحرازي، أعرب عن أمله أن تخرج مشاورات الرياض بنتائج مثمرة وملموسة تعزز من عمليات مكافحة الإرهاب باعتبار العمليات الإرهاب صارت حربا متقدمة للحوثيين.

وجدد العتمي في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، تحميل مليشيات الحوثي مسؤولية إلصاق عبوة ناسفة في سيارته قبل تفجيرها مع زوجته التي لفظت أنفاسها وجنينها على الفور، في فاجعة هزت اليمن حينها.

ولم تبارح مخيلة محمود صورة تمزق زوجته إلى أشلاء وجنينها، بينما قذف به التفجير لعديد الأمتار بعد أن مزقت الشظايا أنحاء متفرقة من جسمه، وأدت إلى بقائه لشهور تحت العناية الطبية بدعم ورعاية إماراتية.

وكان العتمي قال في تصريحات سابقة لـ”العين الإخبارية” إن مليشيات الحوثي حاولت إسكاته بشتى الوسائل على خلفيه نشاطه الإعلامي وحين عجزت لجأت لتنفيذ عملية انتحارية بعد جمع “معلومات دقيقة عن مكان سكنه في عدن، وعن أرقام لوحة سيارته وسير تحركاته وحتى التجسس على مكالماته الهاتفية”.

ويقول خبراء يمينون إن تحديات مكافحة الإرهاب تكمن في انقسام الأجهزة الأمنية في المعسكر المناهض للحوثيين، ومن شأن دمج وهيكلة القوات الأمنية تحت وزارة الداخلية اليمنية أن يضع حدا للعمليات الإرهابية التي تترصد الأمنيين والعسكرين والصحفيين والمدنيين.

إلى الأعلى