بقلم /صلاح السقلدي
بما لن تنجح الدعوة التي أطلقها مجلس التعاون الخليجي، يوم أمس، لجمع فُـرقاء الحرب باليمن فوق طاولة مفاوضات واحدة بالرياض، لعدة أسباب منها:
تمّنع الحوثيين وتوجس حزب الإصلاح من إعادة إنتاج اتفاق الرياض بنسخة مطورة، ولكن حتى الأطراف الجنوبية الفاعلة وأبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي لم تُـبد أي تعليق على هذه الدعوة حتى اللحظة.
وهذا يشي بأن ثمة شكوكا وريبة تتملك الانتقالي من هكذا دعوة غامضة لن تكون القضية الجنوبية فيها موضوعا رئيسيا وربما لن تناقش أبدا بمراحل المفاوضات الأولى وستكون نقطة ثانوية بالهامش.
وهذا يتضح من عناوين التصريحات السعودية وبيانات الأمم المتحدة وإحاطتها.
وكما حدث مع هذه القضية -أعني قضية الجنوب- بالمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ومخرجات حوار صنعاء.
كما أن التحالف لم يتشاور مع الانتقالي بموضوع غاية بالأهمية وهو عن كيفية وقف الحرب وضمانات ذلك، برغم أنه أي الانتقالي -بمعية المقاومة الجنوبية- لاعب فاعل بالجبهات العسكرية وهما مَــن صنعا نصرا عسكريا حقيقيا قياسا بباقي القوى المناهضة للحركة الحوثية.
ولهذا نرى الانتقالي في حيرة من أمره حيال هذه الدعوة، فهو لا يريد الوقوف بوجه الرغبة السعودية -أو بالأصح لا يجرؤ أن يصطدم بها أو يعطل مزاجها- ولا بوسعه الإعلان عن عدم المشاركة خشية من إيجاد ذريعة لخصوم القضية الجنوبية لإقصائها من المشاركة بالتسوية السياسية النهائية، وإقصائه معها.