بقلم – نجيب صديق
موعد اللقاء التشاوري، أو سمِّه كما تريد، الذي أعلنه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الشيخ نائف حجرف، وحدد موعده كما تبين 29 مارس2022، حيث بادرت شيوخ المنابر السياسية في البلاد بالترحيب وأنشدوا فيه مالم يقله مالك في الخمر، وأصدروا بيانات الترحيب والمشاركة دون النظر إلى (كلمة السر فيه)، لا أتصور أن يعقد في موعده المحدد وإن كان الأمل يحدوني في انعقاده بموعده المحدد للخروج من أزمة بلادنا.. أزمة الحرب التي طالت أمدها.
لقد هاجم الحوثيون هذه الدعوة للقاء التشاوري وأصدروا بيان اعتراضهم على مقر ومكان اللقاء التشاوري ودليل هذا الاعتراض هو قيامهم بالهجوم على أراضي المملكة بالطائرات المسيرة، مخترقين بذلك تلك الدعوة التي أعلنها مجلس التعاون الخليجي.
وهذا ما يؤكد ما قولنا إن الموعد ربما لا يتناسب مع مجريات الموقف السياسي للحوثيين.
يتضح أن لا توجد نية حقيقية للسلام، وواضح أيضاً أنه لا مجال للحل السياسي النهائي، ومن هنا يعتقد الكثيرون منا أن دعاة السلام في الركن الهامشي للحل السياسي، وأن آلة الحرب هي اللغة المسيطرة على كل مفاصل الحل.
يتضح أيضاً أن موقف العالم أجمع كما تبين لا يشكل ضغطا حقيقيا على إيجاد حل سياسي واضح المعالم.
ومن منبر الحكايات أن نقول بصراحة إن من الصعب أن تغمض عينيك لترى وسائل الحل قد استقرت على عناوين للخروج من نفق الأزمة والحرب.
ولقد تعلمنا أن السلام والاستقرار هو الانتصار الحقيقي لدفن سنوات الحرب، ومهما كان ثمن الحرب الذي فقدنا خلالها الأمن والأمان والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، فقد أجبرتنا الأيام على أن نطلق صيحاتنا وألمنا الذي عشناه ليسمعه كل من به صمم.. وأن فرص السلام تحتاج إلى رجال سلام.
يا هؤلاء.. دائما ما ينسخ لنا الكربون مواعيد لقاءات ومشاورات لم تخرج لنا يوماً إلى رؤية تدفعنا نحو الخروج من الهاوية.. هاوية الحروب والأزمات، وهذا ما يضاعف أحزان الناس ومعاناتهم، وأن تكرار الفشل في إيجاد حلول أمام هذه الأزمات والحروب يجعلنا نأمل من نجاح الدعوة التي أطلقها مجلس تعاون الخليج، فيما إذا عقد مؤتمر التشاور في موعده فلعل كلمة تسجل موقفا للسلام في بلدنا.