بقلم / ياسر الأعسم
شهر رمضان الفضيل على الأبواب والناس يسيرون في الشارع يكلمون أنفسهم، فقد أذلتهم فاتورة الحياة، بينما القيادة و “عيالهم” يعيشون في الرياض وأبو ظبي بالمجان.
لم نضحِ حتى ننحني، وبعد أن كان حلمنا دولة أصبحنا نحتفل بكيس تمر ونشكرهم على لفتتهم الكريمة.
سيطرنا على الأرض وباسم تحالف الظرورة ركبنا قطارهم على مقعد (سفري) دون ضمانات، وعندما احترقت أوراقهم و “زبطوهم”، دفعنا نحن الحساب من كرامتنا وأحلامنا.
مسحوا السطر وصعدوا المنصة كالعادة وقالوا يا شعبنا العظيم، فكانت لحظة ثورية تمخضت عن ميلاد المجلس الانتقالي وفرحنا بالمشروع الجديد و(طربقنا) دكاكين النضال القديمة وراودتنا أحلام كبيرة بحياة كريمة، ولكن عقليتهم المتسلطة جعلتنا نلف في الدائرة نفسها.
ذهبوا إلى الرياض بمشروع استعادة الدولة وعادوا بعقد شراكة وحدثونا عن انتصارهم السياسي، وقلنا بعدكم فـ (12) حقيبة وزارية وحصة الـ (50 %) ربما تحقق العدالة وسيجد أب أو أخ أو ابن في الأسرة وظيفة محترمة وستستقر حياتنا، فأصبح وزراؤنا موظفين بالشرعية ومقاومتنا تحرس (معين) الذي وظف النازحين وأتى بتعز كلها إلى عدن.
وحضر (لملس) على هرم سلطة عدن واستقبلناه بهزة وزفة وزمجر في البداية وبقرار واحد غير (8) مأمورين وأقال (عراشة) النفط و(مجيب )الكهرباء، وانتظرنا أن يربط بقية الفاسدين بالكامبة لكن ذيول الفساد ظلت تتحرك.
شكلوا لجنة اقتصادية لمراقبة سوق الصرافة وكشف الانحراف في السياسة النقدية وأطاحوا بالسمسار صاحب (الفوطة الشرني) من المركزي، فأمست اللجنة منفذ جبايات وشركة صرافة والمناضلون تجار عملة، وبعد أن كان سمسارا واحدا أصبحوا زمرة سماسرة.
لا نريدهم أن يجعلوا حياتنا جنة، فقد بتنا ندرك حدودهم، ولكننا نكره الاستخفاف بعقولنا، والمصيبة أن كثيرًا منهم فاسدون ونسمعهم يصرحون بأن الجنوب يتعرض لمؤامرة، ولكنه قادم رغم أنف الحاقدين.
أن تبهرر الشرعية في وجوهنا ويعاقبنا تحالفهم وتعصدنا وتخبزنا سياسة (معين)، فهذه أفعال ندينها ولكن نستطيع فهم دوافعها، ولكننا نجد صعوبة في استيعاب مواقف الذين فوضناهم، فلا هم انتزعوا حقنا ولا تركوا الناس تثور.
قد نرى تصرفات (معين) عنصرية، ولكنه أهون من “أصحابنا” الذين تقف على أبوابهم شهرًا وتنتظر توصية صغيرة على سيرة ذاتية من عشر صفحات، فترتعش أيديهم ويتهتهون ويقذفوا رذاذ (سعابيبهم) في وجهك وتصيبهم نوبة سكر، حتى أنك تشفق عليهم من الذبحة، مع أن الوظيفة ليست هبة ولكنها حق من حصتنا، وبرغم أنهم أتوا على حسابنا ومعاناتنا ولكن سلطتهم تمنح أبناءهم وعوائلهم الحق بالتوظيف فقط، وتخرج من عندهم تبصق في صورتهم، فالذين يعجزون عن منحك وظيفة لن يستعيدوا وطنًا.