ياسر محمد الأعسم
لا نتحدى أحدًا، ولكن لن تجرجرنا عواطفنا أو يحرس الخوف أفواهنا، فنرى في الخيبة أملا، أو نكون ضحية مواقف هشة، ومحاولة بعضهم تفصيل الجنوب على مقاسهم.
* إن كان للحرب على عدن حسنة، فهي أن محنتها ألّفت بين قلوبنا، وولد من الدم والألم رجال كالجبال، عشقوا التضحية وقهروا المستحيل، وحين أذّنت مساجدنا بالنصر، اعتقدنا أن الكابوس انتهى، ولكننا أصبحنا نعيش كابوسنا الخاص.
* بدأت الحرب وكان فخامة الرئيس ورئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزير الخارجية جنوبيين، وقيادة المقاومة من الصمدي وعلي ناصر هادي والبكري وجعفر والعيسي والأدريسي والكاف والراوي وأبو مشعل والميسري والزبيدي والمحضار والصبيحي والشنفرة والحالمي والنسي وشلال وأبو اليمامة والعمودي وجوّاس والمحرمي وهيثم والسيد وغيرهم كثيرون كانوا جميعهم جنوبيين، وكان كل واحد منهم رأسًا، وأثبتوا في المواقف الصعبة جدارتهم بالقيادة، ومنهم من قضى نحبه أو تمت تصفيته، ومنهم من قرروا إقالته، وكثيرين انسحبوا بصمت، وبعضهم أخرجهم الصراع على عدن من الحسبة، وبعد أكثر من سبع سنوات من التحرير يكاد يكون الجنوب بلا كبير، وما كسبناه بالحرب خسرناه بالسياسة.
* أتوا في فرحة التحرير وجعلوا من البلطجي مناضلا والبنشري قائدا و(المرنجج) مسؤولا، منبرنا الإعلامي والذين كانوا يحلفون بشرف صنعاء أمسوا وزراء ومحافظين، بينما الشرفاء في بيوتهم وأبناء المدينة الذين انتصروا وأدهش صمودهم العالم على الأرصفة ويحلمون بالهجرة أو في السجون.
* نعيش في جنوب لم نعد نعرفه ولا يعرفنا، يفتشون في ملامحنا ونبرة صوتنا عن علامة مميزة، وبعض القادة والعسكر أصبحوا في عدن دولة يسرقون ويبسطون ويبطشون ويقتلون ولا يسألهم أو يحاسبهم أحد، بينما البسطاء يبحثون عن العدالة ولا يملكون خبز أطفالهم وقيمة أكفانهم.
* إذا كان للجنوب كبير، ما أذلونا وما أزهقت أرواحنا بلطجة عسكري سكران أو(مُحَبِّب)، فالقائد (عيدروس) بهيلمانه والمحافظ (لملس) بلجنته الأمنية يعجزون عن مسهم أو تغييرهم، ومدير الأمن لا يستطيع تحريك جندي أو تشغيل مركز شرطة.
* تحتاج قيادات المجلس لمراجعة مواقفهم وحساباتهم قبل أن تجعلنا الفوضى والظلم نلعن اليوم الذي فيه..