بقلم /د. أشجان الفضلي
اليوم سنبارك لكل نساء العالم على كل التقدم وتحقيق الطموحات على المستوى الشخصي أو الوطني أو الإنساني وسنفرح لأجلهن على كل الحقوق التي حصلن عليها من خلال الدساتير التي تم تغييرها لأجل النساء سواء في الوطن العربي أو خارجه.
أتساءل: من يقتل الطموح في داخلي؟ هل هي أسرتي بكل أنواع العنف الموجه ضدي أم هو مجتمعي بعاداته وتقاليده أم أن هناك أيادي خفية تحول بيني وبين طموحي وإبداعي.
منذ سنوات والعالم يحتفل بالثامن من مارس ويذكر إنجازات ويخطط لطموحات قادمة والمرأة في أرض الجنوب العربي تعاني من استمرار النزاع المسلح الذي دمر سبل العيش وحد من توفر الحصول على الفرص في مختلف المجالات، حيث تعتبر المرأة هي الحلقة الأضعف فهي تعاني من العنف الأسري والعنف المجتمعي والعنف الوظيفي الذي بدوره يؤثر سلبا على تفاعلها الاجتماعي ويفقدها الشعور والرغبة في الإبداع ويقتل طموحها في أن تكون في مراكز القرار لتعمل يدا بيد مع أخيها الرجل في استكمال عملية التحرير وتأسيس الدولة الجنوبية المنشودة.
أقر المؤتمر الرابع للمرأة منذ ما يزيد عن عشرين عامًا (بجين 1995) بضرورة مشاركة المرأة في عملية صنع القرار وتولي المناصب السياسية واليوم في القرن الواحد والعشرين في بلادي ما زال التربويون والحقوقيون يطالبون بإعادة الفتيات إلى المقاعد الدراسية ويطالب موظفو الحماية وحقوق الإنسان بتوقف العنف بكل أشكاله ضد المرأة أي أننا نقبع في زمن مختلف يسير بوتيرة مختلفة عن الوتيرة التي تعيش فيها النساء في دول العالم المستقر.
لماذا كل هذا العنف والتهميش والقتل والتجويع والتشرد؟ لماذا ما زلنا نعاني من حرب الخدمات فأنا في حيرة من أمري؟ هل ألهث خلف لقمة العيش أم أسترق لحظات لأكتب شعرا أو استرسل في كتابة بحث علمي، ولماذا أكتب بحثا وهو لن يغير من واقع مجتمعي في شيء فهناك قلة ممن يهتمون بالتغيير المجتمعي الحقيقي وقلة ممن يرغب في رفع مستوى هذا الشعب المغلوب على أمره.
كيف لي أن أكون طموحة في إطار مجال عملي في الجامعة وأغلب عمداء الكليات من الرجال، بل أغلب رؤساء الأقسام رجال، هل علي الرحيل إلى أرض تحتويني؟ بالطبع لا فأرضي تحبني وأحبها، فترابها وجبالها وشواطئها وصحراؤها تعرفني وتشعر بي، فلن يتمكن أحد من الوصول إلى أعماقي والتحكم بعقلي ونبض قلبي ولن أتوقف عن الطموح لأجل بناء وإعمار دولة جنوبية عربية حرة.