اراء وكتاب

تقنية التزييف العميق ( Deepfake ) واستخداماتها السيئة

بقلم / المهندس أحمد باشراحيل

تقنية التزييف العميق ( Deepfake ) هي تقنية تقوم على صنع فيديوهات مزيفة عبر برنامج حاسوبي من خلال الذكاء الاصطناعي.


تعمل هذه التقنية على دمج عدد من الصور ومقاطع الفيديو لشخصية ما من أجل انتاج فديو جديد.


وما أنتشر اليوم من مقاطع فاضحة لشخصية سياسية حضرمية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي
ماهي إلا أحد الحيل التي من صنع تقنية التزييف العميق Deepfake ، وهذه المحاولة قد تكون الأولى
في بلادنا لأحد الشخصيات السياسية ، إلا انها لم تكن الأولى ولا الأخيرة في العالم الرقمي.


في العام الماضي ادهشت هذه التقنية مشاهدي التلفزيون الكوري على قناة MBN الاخباري ، عندما قام
التلفزيون الكوري بعرض النشرة الإخبارية لقراءة الصحف ويقدمها المذيع ( كيم جو ها ) على الهواء
مباشرة ، وحينها كان مقدم النشرة لم يكون متواجد على الشاشة في الواقع بل كانت تلك الصورة التي
شاهدها الناس هي نسخة مزيفة تم إنشاؤها بواسطة تقنية ( Deepfake ) .


قام التلفزيون الكوري بإبلاغ المشاهدين مسبقاً بأنهم سيستخدمون هذه التقنية ، وهذا ما أثار ردود فعل متباينة بعد ما شاهدة الناس لهذه الحركة الغريبة ، وأعتبرها البعض بالخطيرة حيث بأنها تقوم بانتهاك خصوصية الفرد وتجعله يقوم بأفعال لم يقم بها إطلاقاً.
وبعد انتشار تقنية التزييف العميق جعلت جميع من شاهدوها يتخيلون مقاطع لمشاهير وشخصيات قيادية وسياسية واجتماعية تنتشر بهذه التقنية ، وتجعل الناس ينفرون منها ، وتصبح هذه التقنية سبب في تنفير الناس عن الشخصية المستهدفة إذا قامت جهة باستخدامها بشكل سيء وغير أخلاقي ، مثلما شاهدناه اليوم من مقاطع مسيئة لشخصية الأستاذ علي الكثيري الناطق الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي.


شركة Synthesia والتي يقع مقرها الرئيس في لندن ، هي أول من قام بتبني هذه التقنية التي تقوم بإنشاء مقاطع فيديو تدريبية للشركات الاعلانية والاستشارية ، وتم استخدام هذه الشركة بشكل مسيء إلا أن السلطات البريطانية لم تقدم على إيقافها .


وبعد تبني هذه الشركة لتقنية التزييف العميق صرح الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك للشركة “فيكتور ريباربيلي” بأن هذه التقنية تعني المستقبل لإنشاء المحتوى وإنشاء مقاطع الفيديو بواسطة الذكاء الاصطناعي باستخدام نظام الشركة Synthesia بطريقة بسيطة وهي اختيار عدد من الصور الرمزية وكتابة الخطاب التي يرغب في قولها.


وما حصل للشخصية السياسية الأستاذ علي الكثيري من محاولة دنيئة من قبل خصومة ماهي الا مجرد محاولة لإسقاطه وأعلن كامل تضامني مع الشخصية الحضرمية البارزة لما تعرض له من اعتداءات غير أخلاقية وتتنافى مع قيمنا الإسلامية .

إلى الأعلى