علينا أن نفرق بين نفي الهزيمة السياسية عنا ؛ ونفي وجود كورونا في بلادنا ؛ مشكلتنا في اليمن شمالاً وجنوباً ، أننا مانزال واقعين في إطار الحرب النفسية والإعلامية ،منذ ٢٧ عاماً ؛ لذلك فتعاملنا مع (كورونا) يقع ضمن إطار منهج النفي المطلق دون تبصر أننا أمام نكسة صحية ووباء ؛ فمانزال نجعل النفي هو ردنا القابع في سطح الذهن ؛ ونذهب في متوالية إعلامية من النفي ؛ مع أننا يفترض أن نتمثل غايات وأهداف في تصريحاتنا تجاه ( جائحة كورونا) ،أهداف وغايات تفضي إلى خلق الشك بوجود كورونا ،لدى الرأي العام المحلي ؛ حتى يستبق الناس والمجتمع في أخذ الحذر بفارق زمني عن انتشار الفيروس وظهوره في بلادنا .
مع أنني ( شخصياً ) يحدثتي حدسي أن هناك حالات موجودة لكورونا في الداخل ؛ لكن الاستعدادات الطبية غير كافية لأن تثبت وجود حالات من عدم وجودها ؛ وفي هذه الحالة ؛ يفترض ألا نغامر وبدافع العواطف وضغط الأماني والآمال ؛ التي لا تخضع للمنطق والواقع .
إن تصريحات نفي وجود حالات كورونا ؛ إنما يدخل ضمن أضغاث الأحلام والأماني ،ومنهج آلية التفكير السياسي بالهزيمة والنصر ،المحمول يسياسة فن الممكن والوهم ؛ لضرب الخصوم السياسيين ؛ وللأسف نجدها تجسد نفسها في ردة فعلنا من جائحة كورونا .
أقول في نهاية طرحي ،فيما يخص انتشار هذه الجائحة :” علينا أن نقنع أنفسنا بمنطق وجود كورونا في بلادنا _ في هذه اللحظة_ ونتعامل مع هذا الوجود ،بأنه حقيقة لا جدال فيها ، من الآن ،من حيث إجراءات الوقاية والاحتراز ؛ نعامل الآخر بأنه مصاب ،ونقنع أننفستا بأننا مصابون ،احتمالاً ؛ كي نستطيع تدريب أنفسنا والآخر على حماية أنفسنا وحماية من هم حولنا ، ولن نخسر شيئاً،بقدر ما نكسب وعياً استياقياً جاهزاً للدفاع والنجاح في مقاومة الجائحة .
إن أي تصريح رسمي ينفي وجود كورونا ،من قبل الحكومة ووزارة الصحة ومرافقها _ يعد جناية وتواطئ وتدليس ومشاركة في جريمة إنسانية ؛ قد تحل في هذا البلد الموبوء بالحروب والمصائب .