اراء وكتاب

علمتني الهبة الحضرمية الثانية

*بقلم / عمر سالم بانهيم*


علمتني ان حضرموت ليس على مرأى ومسمع من الجميع فحضرموت فيها رجال لا يشق لهم غبار ، ولا تقف أمامهم بحار ، فهم وان طال صبرهم لا يعني أنه سيدوم ، وان سكتوا كثيراً لا يعني أنهم لن يتكلموا ، وإن ناموا فلابد ما يستيقظوا .


فمنذ أن خرجنا إلى نور هذه الحياة وبرزت أسناننا وقوية سواعدنا منذ أن عرفنا هذه البلاد ( حضرموت ) التي نعشقها براً وبحراً وجو ، ونحن نسمع عنها ما لا نرى و نرى ما لا نسمع ، كثيرا هم أولئك الذين جعلوا منها رمزاً للخنوع رمزاً للخوف رمزاً للتراجع رمزاً للإستسلام المخل ، تناسوا مزايا الحِلم والصبر التي يتمتع بها أبناء هذه المحافظة ، تحدثوا عنها بكل وقاحة وسذاجة ، فتارة ينعتونها بالبقرة الحلوب ، وتارة بالجائزة وتارة بالكاس الذي يتنافس عليه المتنافسون .


غير أنه إذا هبة الهبة ولمعة شرارة الثورة من جهة حضرموت هب العالم بأسره بكل ما لديه من مؤسسات إعلامية وقنوات فضائية ومنظمات حقوقية وشخصيات قبلية واجتماعية ليعرف ماذا سيفعل أبناء حضرموت أولئك الذين لا يشتهر عنهم الا السكوت والاستسلام للواقع الذي يُفرض عليهم دون إحداث أي ضجه هذا على حسب ظن أولئك الذين لا يجتنبون كثيراً من الظن .


فالواقع ان الثورة في حضرموت ليس مثل غيرها والتظاهر والوقفات والاحتشاد من قبل أبناء حضرموت لا يقارن بغيره إذ أن حقوقهم ليس كحقوق غيرهم فهم أعطوا وأعطوا ولم يأخذوا ضحَّوا ولم يُضحي أحدٍ من أجلهم أنفقوا ولم يُنفق عليهم فأرضهم تعج بالثروات و بطونهم خاوية من أبسط الاحتياجات ، فهي بلداً معطاءةٍ إلى أبعد الحدود .


– علمتني الهبة ( إن الحقوق تنتزع ولا توهب )من خلالها فقط فهمت معنى هذه العبارة .


– علمتني الهبة إن حضرموت وان كانت مترامية الحدود بعيدة الأطراف متعددة القبائل والطوائف فهم صفاً واحد في وجه كل من يخطر على باله المساس بحضرموت وآل حضرموت.


– علمتني الهبة مدى النهب والسرقة الذي يتم في حضرموت وثرواتها البرية والبحرية دون وجه حق .


– علمتني الهبة إن الحضرمي غيوراً على بلده وهو على أهبة الاستعداد للدفاع عنها والتضحيه من أجلها بكل ما يملك في كل زماناً ومكان .


– علمتني الهبة إن حضرموت اكبر من ان يستهين بها الأعداء.


كثيرة هي الدروس التي قدمتها هذه الهبة لذلك على الجميع أن يعلم ويفهم ويتأكد إن حضرموت الحاضر ليس حضرموت الماضي وحضارم اليوم ليس حضارم الامس .

إلى الأعلى