نداء نيوز – متابعات
وجدت دراسة لعينات براز ودم قديمة أن الرجال الذين لديهم مستويات عالية من البكتيريا المسببة للالتهابات في الأمعاء قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
ويدور الخلاف حول التركيب المحدد للبكتيريا والفطريات والطحالب وغيرها من الكائنات الحية وحيدة الخلية التي تستعمر الجهاز الهضمي للجميع. مجتمعة، تُعرف باسم ميكروبيوم الأمعاء.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة يوي تشين، الأستاذ المشارك في الأمراض المعدية وعلم الأحياء الدقيقة في جامعة بيتسبرغ: “يتعلم العلماء بشكل متزايد أن للميكروبيوم تأثيرات أخرى واسعة النطاق، بما في ذلك مكافحة السرطان، والتأثير على سلوكنا وتفعيل استجابتنا المناعية”.
ووجدت هذه الدراسة الجديدة أن الرجال المصابين في المراحل المبكرة من جائحة فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز لديهم المزيد من الميكروبات المعوية المسببة للالتهابات قبل أن يصبحوا مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية مقارنة بالرجال الذين ظلوا غير مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
ووجدت الدراسة أن أنواعا معينة من ميكروبات الأمعاء تبدو مرتبطة بتطور أسرع من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية إلى الإيدز الكامل.
وكشف تشارلز رينالدو، المؤلف المشارك في الدراسة، أستاذ الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة، أنه كان يبحث في صلة محتملة بين الميكروبيوم وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز لمدة أربعة عقود.
واكتشف رينالدو وزملاؤه في بيتسبرغ “كنزا دفينا من العينات” المتاحة للتحليل، والمتمثل في عينات براز ودم تبلغ من العمر 35 عاما على الأقل وقع جمعها من مجموعة من الرجال المثليين ابتداء من عام 1984.
وكانت جميعها جزءا من دراسة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH)، ثم وقع تجميد جميع العينات، وهو ما سمح للباحثين بالوصول من جديد إلى العينات من 265 رجلا.
ولم يكن أحد مصابا بفيروس نقص المناعة البشرية عندما انضم إلى دراسة المعاهد الوطنية للصحة. وفي غضون عام من تقديم عينات الدم والبراز، أصيب 109 منهم بالفيروس المسبب لمرض الإيدز.
وأشار تشين إلى أن “المشاركين الذين أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية لديهم وفرة نسبية أكبر من بكتيريا Prevotella stercorea، وهي بكتيريا تحرض على الالتهاب، ومستويات أقل من أربعة أنواع من Bacteroides، المعروفة بالمشاركة في الاستجابة المناعية”.
وقال تشين إن تحليلات عينات الدم أشارت أيضا إلى أن المشاركين الذين أصيبوا في النهاية بفيروس نقص المناعة البشرية لديهم مستويات أعلى من الالتهاب قبل الإصابة.
وأوضح: “أعتقد وزملائي أن ميكروبيوم الأمعاء غير المواتي كان يؤدي إلى تفاقم الاستجابة المناعية وتعزيز الالتهاب، ما يجعل الرجال أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وأقل قدرة على منع المرض من التقدم إلى الإيدز في وقت قبل وجود العلاج المضاد للفيروسات العكوسة”.
وقال الباحثون إنه على الرغم من الانفجار العلمي من الماضي، إلا أن النتائج الجديدة يمكن أن تقدم نظرة ثاقبة لمعالجة مجموعة من التحديات الفيروسية الحالية والناشئة.
وشرح رينالدو: “من المهم بالنسبة لنا أن نفهم أن البشر كائنات معقدة تستضيف كائنات أخرى معقدة”.
وأوضح أن “ما نأكله وأنشطتنا والتعرضات البيئية ومجموعة متنوعة من العوامل الأخرى يمكن أن تؤثر جميعها على كيفية استجابتنا لمسببات الأمراض وما إذا كنا أصبنا بمرض خطير أو أصبنا بعدوى حميدة. وإذا كان ميكروبيوم الأمعاء يؤثر على قابلية الشخص للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بهذه الطريقة، فيمكن أن يفعل الشيء نفسه مع مسببات الأمراض الأخرى، مثل كوفيد-19”.
وقالت الدكتورة كريستينا برايس، رئيسة قسم الحساسية السريرية وعلم المناعة في جامعة ييل في نيو هيفن بولاية كونيتيكت، والتي لم تشارك في الدراسة: “الميكروبيوم هو أحد مكونات كيفية استجابة جسمك للمناعة”. ووصفت النتائج بأنها “مثيرة للاهتمام” و”رائعة”، لكنها ليس مستغربة بأي حال من الأحوال.
وإلى جانب الجلد والدموع والمخاط واللعاب، تعد القناة الهضمية واحدة من أنظمة الدفاع المناعية الطبيعية الأساسية، بحسب لونا ساندون من مركز ساوث ويسترن الطبي بجامعة تكساس في دالاس، والتي لم تشارك أيضا في الدراسة.
وأشارت ساندون إلى بحثها الخاص حول وجود صلة واضحة بين حالة الميكروبيوم وخطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. وقالت إن هذا العمل أظهر أنه في حين أن “ميكروبيوم الأمعاء الصحي يحافظ على صحة جدار الأمعاء، فإن الاضطرابات الميكروبية يمكن أن تقوض حماية الأمعاء من الأمراض.
وقالت: “إذا أوجد الميكروبيوم بيئة لا تستطيع فيها هذه الأنسجة الاستجابة بفعالية، فإن المناعة ستتأثر سلبا”.
وتم نشر النتائج الجديدة على الإنترنت في 9 ديسمبر في مجلة Microbiome.