نداء نيوز – متابعات
تشير إحصائيات إلى أنه كل 6 دقائق يصاب أحد الأشخاص بالعمى، ويعد التهاب الشبكية الصباغي من أبرز الأسباب لذلك، حيث يسبب تدهورا تدريجيا لشبكية العين وفقدان البصر مع التقدم في العمر.
ويقول العلماء إن 10 في المئة من حالات التهاب الشبكية الصباغي في جميع أنحاء العالم، تنتج عن طفرات في جين “رودوبسين”، وهو بروتين حساس للضوء.
وفي دراسة جديدة نشرت نتائجها في مجلة منظمة البيولوجيا الجزيئية الأوروبية، توصل باحثون من معهد أنطونيو كزافييه للتكنولوجيا الكيميائية والبيولوجية في جامعة نوفا في لشبونة، إلى آلية حاسمة لإنتاج بروتين “رودوبسين” باستخدام ذباب الفاكهة والخلايا البشرية كنماذج.
ويعد الـ “رودوبسين” بروتينا يكتشف فوتونات الضوء، ويساعد في تكوين صورة واضحة تفرق بين الفاتح والغامق، وتعتبر ضرورية للعديد من الوظائف في خلايانا ويتم إنتاجها بواسطة شبكة إندوبلازمية.
وعندما يحدث خلل في إنتاج البروتينات بما فيها “رودوبسين”، يمكن أن يؤدي ذلك إلى العديد من الأمراض، بما في ذلك التهاب الشبكية الصباغي.
عيون ذبابة الفاكهة
وحددت الدراسة آلية جديدة مطلوبة لإنتاج بروتين الـ “رودوبسين”، حيث يستلزم إنتاج بروتينات الغشاء طيها وإدخالها في الغشاء الدهني للشبكة الإندوبلازمية بواسطة آليات جزيئية محددة.
وحول هذه الطريقة، أوضحت كاتارينا غاسبار، المؤلفة الرئيسية للدراسة: “طورنا طريقة للتنبؤ وتحديد بروتينات الغشاء التي تستخدم آلية إنتاج البروتين، والتي تُعرف بـ(مجمع بروتين غشاء الشبكة الإندوبلازمية)”.
وبعد إجراء الفحص الجيني في عيون يرقات ذبابة الفاكهة، وبفضل تقنية المعلومات الحيوية، حدد الباحثون من بين 254 بروتينا متوقعا نوعين من البروتينات أحدها بروتين يسمى Xport-A، المناسب لبروتين “رودوبسين”.
كما كشفت النتائج أيضا أن مجمع بروتين غشاء الشبكة الإندوبلازمية يعمل كأداة لإدخال بروتين Xport-A في غشاء الشبكة الإندوبلازمية، ومن هنا يمكن أن نفهم بشكل أفضل كيف يتم تنظيم إنتاج “رودوبسين”، الذي يعد عاملا بالغ الأهمية للرؤية لدى الثدييات، وكذلك فهم دور “Xport-A” في هذه العملية.
ونظرًا لأن ذباب الفاكهة والبشر يتشاركون في العديد من الجينات، يمكن أن تساعد الدراسة في فتح آفاق جديدة لفهم إنتاج “رودوبسين” وتراجع صحة الشبكية لدى البشر ومن ثم الإصابة بالعمى، كما أنها ستؤدي إلى فهم أكبر لدور مجمع بروتين غشاء الشبكة الإندوبلازمية في تكوين البروتين الغشائي.
