حوارات واستطلاعات

العرب.. الآلاف من المحتجين يرفضون تصدير ثروات حضرموت

نداء حضرموت – العرب اللندنية

احتشد الآلاف من أبناء حضرموت كبرى المحافظات اليمنية (شرق) الجمعة في مدينة تريم، وذلك للتعبير عن تأييدهم للاحتجاجات الشعبية والقبلية التي تشهدها المحافظة، ودعمهم لمخرجات اللقاء العام لمنع تصدير الثروات النفطية والسمكية.

وقدم الآلاف من مختلف مناطق مديريات وادي حضرموت، إلى مدينة تريم التاريخية لتأييد ودعم الهبة الشعبية التي تشهدها المحافظة منذ أيام، رفضا للتدهور القياسي في الأوضاع المعيشية واستمرار عمليات تصدير المشتقات النفطية والأسماك من المحافظة.

وتعيش حضرموت حالة من التوازن المؤقت بين القوى والأطراف المنخرطة في الصراع اليمني، حيث تهيمن قوات تحت غطاء “الشرعية”، محسوبة على نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح، على مناطق وادي حضرموت في الوقت الذي تنتشر فيه قوات النخبة الحضرمية القريبة من المجلس الانتقالي الجنوبي في ساحل حضرموت.

وأكد المشاركون على ضرورة تكثيف الجهود وإقامة خطوات تصعيدية أخرى للضغط على السلطات والحكومة لتنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام “حرو”، محذرين كل من تسول له نفسه الوقوف ضد إرادة أبناء حضرموت أو المساس بمن يطالب بانتزاع حقوقه في النقاط الشعبية .

وشددوا خلال التظاهرة على مشاركتهم ودعمهم الكامل بالأنفس والمال للخطوات التصعيدية القادمة التي أقرتها اللجنة حتى السيطرة على الأرض والثروة.

ودعوا كافة أبناء حضرموت في الداخل والخارج إلى أن يواصلوا وقوفهم ودعمهم للمرابطين في النقاط الشعبية بالعدد والعدة والعتاد، حتى تحقيق كل المطالب المشروعة والتصدي لكل من يعبث بموارد ومقدرات حضرموت.

وتزامنا مع التظاهرة المؤيدة للتصعيد في حضرموت، أصدرت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين الجمعة بيانا سياسيا تؤيد فيه الهبة الحضرمية الثانية.

وقال المجلس “باهتمام بالغ تتابع القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي وهيئتها التنفيذية مجريات التطورات في محافظة حضرموت المتمثلة بالهبة الحضرمية الثانية المباركة، لانتزاع حقوقها الطبيعية في ثروات وخيرات حضرموت التاريخ والحضارة، التي تتمادى في نهبها واستنزافها عصابات الفساد والنهب اليمنية الغازية لجنوبنا الحبيب”.

وأضاف “تلك القوى الإرهابية الناهبة الموجهة من قوى النفوذ اليمنية المتخلفة المستهدفة تجويع شعبنا وتركيعه وحرمانه من ثرواته وخيراته الوفيرة، والتي أصبحت هدفا مستباحا لتلك القوى الظلامية الفاسدة وأدواتها من بائعي الوطن والكرامة، والذين يطلقون على أنفسهم رموز الشرعية المختطفة من عصابات تنظيم الإخوان المسلمين”.

وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي تأييده ومباركته ودعمه اللامحدود “للخطوات التصعيدية الشجاعة في سبيل انتزاع الحقوق، التي منحها الله لهم في أرضهم وثرواتهم وصمودهم في مواجهة ميليشيات النهب والسرقات للثروات”.

ودعا جميع أبناء حضرموت إلى التوجه “للالتحاق بإخوانهم في النقاط الشعبية التي انتشرت في كل المناطق في حضرموت الأبية، لمنع استمرار نهب الثروات النفطية والمعدنية والسمكية، والدفاع عن حق المواطن في العيش بكرامة وعزة في بلده وأحقيته بثرواتها وقطع جميع الأيادي الناهبة والطامعة في مقدرات شعبنا”.

وفي نفس الإطار، أعلنت الهيئة الحقوقية الحضرمية الخميس تنفيذ عصيان مدني الأحد، في عموم مديريات المحافظة.

وأوضحت الهيئة، التي تتكوّن من مختلف النقابات والمكوّنات في المحافظة، أن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من التصعيد المتمثل في العصيان المدني، يأتي تأكيدا على استمرار المطالبة بإيجاد حلول للحدّ من انهيار الأوضاع الاقتصادية. 

وأشارت إلى أن العصيان سينفَذ يوما واحدا مع استثناء طوارئ المستشفيات والمياه والكهرباء وعمّال النظافة.

وكانت الهيئة قد نظمت، خلال الأيام الماضية، وقفات وإضرابات في عدد من المرافق والمؤسسات الحكومية، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية واستمرار تهاوي العملة.

ومنذ الأربعاء الماضي صعد أبناء حضرموت، وبناء على مخرجات “حرو”، من تحركاتهم، وقاموا بإنشاء العشرات من النقاط الشعبية القبلية في مختلف مديريات حضرموت، ومنعوا خروج المشتقات النفطية والثروة السمكية خارج المحافظة، باستثناء المشتقات الخاصة بالخدمات، مؤكدين عدم التراجع عن التصعيد حتى استعادة حقوقهم ووقف العبث بثرواتهم.

وسبق أن أمهلت اللجنة التنفيذية لمخرجات حضرموت العام “حرو” الثلاثاء الماضي، السلطة المحلية بالمحافظة والسلطة المركزية مدة 7 أيام للتجاوب مع مطالب حضرموت، وقالت إنها لم تتلقَ أي تجاوب من السلطات.

وهددت اللجنة بخطوات تصعيدية في ظل صمت وتجاهل السلطة المحلية وحكومتها المركزية. كما حمّلت الحكومة اليمنية المسؤولية الكاملة المترتبة على “استخفافها” بمطالب أبناء المحافظة.

إلى الأعلى