يحتوي الجزر على كم من العناصر شديدة الأهمية الصحية للجسم، فما بين فوائد للعين والأسنان، وأخرى للجلد والجهاز الهضمي، يبدو من المنطقي أن يوصف عصير الجزر من قبل الكثير من الأطباء، للتمتع بميزاته التي نذكر جزءا منها في السطور التالية.
العناصر الغذائية في عصير الجزر
تتنوع العناصر المفيدة الموجودة داخل عصير الجزر، والتي تتمثل في فيتامينات ومعادن ضرورية، مدعومة بكم بسيط من السعرات الحرارية، حيث تتمثل في:
فيتامين «أ»
يعد الجزر غنيًا جدًا بأكثر من فيتامين، من بينها فيتامين «أ»، والذي يملك العديد من الفوائد المهمة، حيث يمكن لأوقية واحدة منه أن تمنحك النسبة المطلوبة للجسم من هذا الفيتامين الرائع يوميًا، والذي يعمل على تطور الأنسجة، وخصوصا تلك الموجودة بالعظام.
علاوة على كل ما سبق، لا يمكن تجاهل دور هذا العصير في تقوية المناعة، ومن ثم الحماية من الأمراض، وكذلك المحافظة على الجلد.
فيتامين «سي»
يحتوي الجزر على نسبة جيدة من فيتامين «سي»، حيث تشتمل 8 أوقية منه على 35% من النسبة المطلوبة للجسم من فيتامين «سي» الرائع، والذي يقوم بعدة مهام إيجابية لمن يتناوله، كأن يساهم في زيادة إفراز الكولاجين في الجلد والأسنان والعظام والأغشية المخاطية.
كذلك يعد فيتامين «سي» فعالًا جدًا من ناحية التخلص من الفضلات، حيث يعتبر مضادًا قويًا للأكسدة. لذا فإضافة الليمون أو البرتقال لعصير الجزر، تجعل منه مصدرًا رائعًا لهذا الفيتامين المهم والضروري.
البوتاسيوم
يضم عصير الجزر معدن البوتاسيوم، الذي يعمل على ضمان توازن السوائل الموجودة بخلايا الجسم، وهو قادر على منح عضلات الجسم المرونة اللازمة للحركة دون حدوث أي أزمات أو تشنجات، إضافة إلى أنه يساهم في الحد من ظهور حب الشباب.
يمكن أن تحصد نحو 10% من النسبة المطلوبة للجسم من معدن البوتاسيوم، عن طريق تناول ما يوازي 250 جراما من الجزر، مع الوضع في الاعتبار أن الإفراط في الحصول على البوتاسيوم، يسبب أضرارا صحية لهؤلاء ممن يعانون من أمراض الكلى.
قليل السعرات الحرارية
لا يحتوي الجزر على سعرات حرارية مرتفعة تدعو للقلق من تناوله أثناء اتباع حمية لإنقاص الوزن، فتناول 250 جراما منه لا يعادل إلا نحو 80 سعرا حراريا أو أقل، ما يجعله من الخيارات الرائعة لمن يريد الوصول لوزن مثالي دون أن يحرم من الأكل.
كذلك يمكن أن يضاف إليه اللبن أو زبادي الفاكهة، حيث يعمل ذلك على تعويض هذا النقص بالسعرات الحرارية لمن يرغب.
ربما كشفت النقاط السابقة بما شملت من عناصر ضرورية، عن جانب بسيط من فوائد عصير الجزر، والتي نوضحها بالتفصيل عبر السطور التالية:
تقوية المناعة
هي واحدة من أبرز فوائد عصير الجزر، كونها تقلل من فرص الإصابة بالأمراض والأزمات الصحية بشكل عام، فبينما يحتوي على فيتامين أ وفيتامين سي، فإنه يصبح من مضادات التأكسد شديدة الفاعلية، والتي تعمل على حماية خلايا الجسد حينها من خطر الجذور الحرة.
كذلك يصبح الجهاز المناعي أكثر قوة وصلابة، بفضل محتوى العصير من فيتامين ب6، والذي ما أن غاب عن جسم الإنسان، حتى صارت المناعة ضعيفة، والعكس صحيح.
الوقاية من السرطان
يعمل عصير الخضروات المذكور على تقليل فرص المعاناة من مرض السرطان اللعين، والفضل يعود إلى المركبات الخاصة به، مثل الكاروتين واللوتين ومتعدد الأسيتيلين، وهي المركبات الكيميائية المعروفة بدورها في مقاومة ابيضاض الدم الذي يطلق عليه اللوكيميا.
ربما لا يضمن عصير الجزر الوقاية الكاملة من مرض السرطان، كما أن الاعتماد عليه وحده من أجل علاج الأورام السرطانية لا يبدو منطقيًا، إلا أنه يساعد على الرغم من ذلك في تقوية المناعة وبالتالي تقليل خطر الإصابة بأمراض خطيرة، من بينها السرطان نفسه.
السيطرة على سكر الدم
يؤدي شرب عصير الجزر بنسب غير مبالغة إلى تقليل سكر الدم وفقًا للكثير من الخبراء، حيث كشف الباحثون من جامعة فوجيان، وعبر دراسة أجريت على عدد من فئران التجارب، دوره المميز في السيطرة على السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني، ما يشير إلى أهمية هذا العصير لمرضى السكر.
يرى الخبراء أن احتواء هذا النوع من الخضروات على البروبيوتيك، وهي المتممات الغذائية من البكتيريا الحية، يساهم في حماية الجسم من مشكلات ارتفاع نسبة السكر، علمًا بأن المؤشر الجلايسمي أو مؤشر الجهد السكري لديه يعد منخفضًا في الأساس، أي أنه لا يتسبب في زيادة السكر بالدم، فقط حينما يتم استهلاكه باتزان ودون إفراط.
تحسين حالة الجلد
يبدو الجزر مفيدًا بشدة لصحة الجلد، ولم لا وهو يحتوي على فيتامين سي، الذي يعد من العناصر المفيدة والقابلة للذوبان في الماء، كونه يساعد على إنتاج أكبر كم ممكن من الكولاجين، البروتين الرئيسي في الجسم والمسؤول عن كل من قوة ومرونة الجلد، ليصب ذلك في مصلحة حالة الجلد.
لا تتوقف أهمية فيتامين سي المتاح بالجزر عند هذا الحد، بل يؤدي كذلك دور البطولة باعتباره من مضادات الأكسدة، القادرة على حماية الجلد من تلف الجزيئات الحرة، إلى جانب دور البيتاكاروتين المذهل في تقليل خطر إصابة الجلد بمشكلات تنتج أحيانًا عن التعرض لأشعة الشمس القوية.
دعم القلب
يرى الباحثون أن عصير الجزر قد يساعد كثيرًا على حماية القلب من مخاطر صحية مختلفة، والسر في محتواه من معدن البوتاسيوم، الذي إن كان يلعب دورًا شديد الأهمية في ضبط مستويات ضغط الدم، فإنه يقدم بذلك خدمة مذهلة للقلب.
يقلل البوتاسيوم المتاح بالجزر إذن من فرص الإصابة بالسكتات القلبية، كما يحمي الجسم من احتمالية ارتفاع ضغط الدم، فيما يبقى كل ذلك مدعومًا بالمركبات المضادة للتأكسد، والتي تزيد من الحماية الموجهة للقلب في كل الأحوال.
حماية الكبد
كشف الباحثون من كلية الطب بجامعة الفرات التركية، عن أهمية دور عناصر الكاروتينات المتاحة بالعصير الشهير، والتي تتمتع بخصائص مضادة للالتهابات وكذلك الأكسدة، في حماية الكبد من المشكلات الصحية.
يرى الخبراء أن فرص المعاناة من مرض الكبد الدهني غير الكحولي تبقى منخفضة في حال الحصول على عصير الخضروات المذكور بكميات ملائمة، مع الوضع في الاعتبار أن الوقاية من هذا المرض تتطلب الحفاظ على العادات الغذائية السليمة وتجنب الأكلات المتسببة في زيادة الوزن بشكل مفرط.
تقوية النظر
ربما يدرك الكثيرون مدى المبالغة التي تربط بين تقوية النظر والجزر، حيث يعتقد البعض أن الحصول على هذا العصير يعد كفيلًا بتحسين الرؤية والحماية من أمراض العين، وهو اعتقاد خاطئ دون شك، في ظل ضرورة حصول الجسم على عناصر مختلفة من ضمنها العصير الشهير ولكن ليس وحده، لضمان حماية النظر وتقويته.
يشير الخبراء إذن إلى أن الحصول على عصير الخضروات رفقة الكثير من الفواكه والخضروات الأخرى يحقق النفع المطلوب، والممثل في تقوية النظر، حينها يستفيد الجسم من فيتامين أ صاحب الدور الخطير في حماية العين من أمراض تقدم العمر وكذلك من العمى، مع العلم بأن اللوتين المتاح بالجزر وغيره من الكاروتينات، تقلل من خطر الإصابة بـ الضمور البقعي، وهو المرض المؤدي للعمى والذي يصيب كبار السن.
متى يصبح الجزر مضرًا؟
بالرغم من تعدد فوائد عصير الجزر، إلا أن هناك بعض الحالات التي تنقلب فيها الأوضاع لتصبح الأضرار هي ما يحيط بمحبي هذا العصير.
يحذر على سبيل المثال من الحصول على عصيره الطازج، الذي لم يتعرض لعملية البسترة شديدة الأهمية، فبينما يصبح العصير في تلك الحالة غير خالٍ من البكتيريا الضارة، فإنه يتحول إلى خطر حقيقي على النساء الحوامل والأطفال وكبار السن، وكل من يعاني من مشكلات في المناعة.
كذلك يبقى الحذر من تناول كميات مبالغة من الجزر مطلوبًا كما ذكرنا مسبقًا، نظرًا لأن الإفراط في شرب عصيره يؤدي عاجلًا أم آجلًا إلى المعاناة من الكاروتينمية أو زيادة الكاروتين في الدم، وهي الحالة الصحية التي تتسبب في تغير لون الجلد للبرتقالي، لذا يحذر من تجاوز الحد الطبيعي عند الحصول على هذا العصير.
تجدر الإشارة إلى أن انخفاض نسبة الجهد السكري بعصير الجزر، والتي تعني إمكانية شرب عصيره دون الخوف من احتمالية زيادة سكر الدم، لا تعني المبالغة في الحصول عليه، حيث يحتوي على كميات قليلة من الألياف الغذائية مقابل نسبة كبيرة من السكر الطبيعي، ما يشير إلى سهولة وسرعة امتصاص الجسم للسكريات بدرجة تصبح مقلقة إن خرجت الأمور عن السيطرة.
في الختام، يبقى عصير الجزر متعدد الفوائد، إلا أن المبالغة في الحصول عليه قد تقلب الأوضاع رأسًا على عقب، لذا ينصح بالاتزان كي لا يصبح العصير المفيد للصحة مضرًا بها.