منوعات

اسكتلندي يعيش 40 عاماً بدون كهرباء أو ماء وطعامه الأسماك

عاش الاسكتلندي كين سميث (74 عاماً)، ما يقرب من 40 عاماً في المرتفعات الاسكتلندية بدون كهرباء أو غاز أو مياه جارية، معتمداً على حطب نار لإبقائه دافئاً.

وذكرت صحيفة ديلي ميل، أن سميث يعتمد في طعامه على صيد الأسماك من بحيرة لوخ تريج، حيث يعيش في كوخ على ضفتها بعد أن قرر «ألا يعيش أبداً وفقاً لشروط أي شخص».

ويجمع كين التوت البري ويزرع الخضراوات الخاصة به، ويقطع حطب الوقود الخاص به ويغسل ملابسه في حمام قديم بالخارج، وهو ما يكشفه فيلم وثائقي تعرضه بي بي سي تحت عنوان «ناسك تريج».

وكان كين قد قرر تجنب الحياة العصرية عندما كان يبلغ من العمر 26 عاماً، عندما تعرض للضرب على يد عصابة من البلطجية بعد قضاء ليلة في الخارج.

ولكنه اضطر مؤخراً لقبول المساعدة من الغرباء بعد إصابته بجلطة دماغية في عام 2019، تسببت في إصابته بعدم وضوح الرؤية وفقدان الذاكرة.

حياة كين سميث تظهر في فيلم وثائقي تخرجه ليزي ماكنزي وتعرضه بي بي سي بعنوان The Hermit of Treig أو ناسك تريج يستكشف كيف أدار ظهره للحضارة الحديثة بعد الأحداث المأساوية في حياته.

يقول كين في الفيلم: «إنها حياة جميلة»، «الجميع يتمنى أن يعيشوا مثلي، ولكن لا أحد يفعل ذلك على الإطلاق».

وتقع الكابينة الخشبية التي يسكن فيها كين على بُعد ساعتين سيراً على الأقدام من أقرب طريق على حافة رانوش مور.

وكان كين يشارك في بناء محطات الإطفاء منذ سن الـ15، ولكن نقطة التحول الجوهرية في حياته كانت عندما تعرض لاعتداء وحشي من بلطجية ما تسبب في إصابته بنزيف في المخ ودخل في غيبوبة لمدة 23 يوماً.

يتذكر كين بمرارة تلك الفترة «قالوا إنني لن أتعافى أبداً. وإنني لن أتحدث أو أمشي مرة أخرى أبداً، ولكنني فعلت».

وبعد تعافيه من الاعتداء، قرر كين السفر واستكشاف فكرة العيش في البرية.

وفي البداية، زار إقليم يوكون بين كندا وألاسكا، وقرر أن يتجول بعيداً عن الطريق السريع، مسافراً نحو 22000 ميل قبل أن يقرر العودة إلى الوطن.

وعندما عاد اكتشف موت والديه، ما أصابه بالانهيار.

وسار كين مسافة طويلة في الغابات الاسكتلندية وهو يبكي، حتى وصل إلى المكان الذي اعتقد أنه الأكثر عزلة في بريطانيا على ضفاف البحيرة.

وهنا توقف عن البكاء، وقرر بناء كوخه الخشبي، بعد أن بنى في وقت سابق نموذجاً أولياً باستخدام أغصان الأشجار.

يقول كين: «إذا كنت تريد أن تعيش حياة مستقلة، فما عليك أن تفعله هو أن تتعلم كيف تصطاد».

لكن الأمور أصبحت معقدة عندما أصيب بجلطة دماغية في فبراير 2019.

وأثناء وجوده في الثلج المتجمد، تمكن من إرسال تنبيه عبر جهاز تحديد المواقعGPS ، والذي كان لحسن الحظ قد حصل عليه قبل أيام فقط.

وتم نقل كين بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى في فورت ويليام، حيث قضى 7 أسابيع.

وبعد ذلك، تجاهل توسلات الأطباء الذين حثوه على الانتقال إلى شقة حيث سيكون لديه مقدمو رعاية، وبدلاً من ذلك قرر العودة إلى مقصورته.

لكن رؤيته المزدوجة وفقدان ذاكرته من السكتة الدماغية يعني أنه يتعين عليه الآن قبول المساعدة، حيث يدفع لأحد الأشخاص لكي يحضر له

طروداً غذائية كل أسبوعين يدفع ثمنها من معاشه التقاعدي.

وبعد مرور عام، سقطت كومة من جذوع الأشجار على كين، ما أدى إلى نقله جواً إلى المستشفى مرة أخرى، لكنه يصر على أنه لن يغادر مقصورته.

قائلاً بإصرار: «سأتوقف هنا حتى تأتي أيامي الأخيرة، بالتأكيد».

إلى الأعلى