*بقلم / نجيب يابلي
في هذه المرحلة المفتعلة ترى منكرات وفواحش لم تشهدها هذه المدينة العظيمة منذ عقود طويلة أو قل منذ عام 1921م، وهذه المرحلة المفتعلة هدفها عدن، الحاضنة للجنوب والشمال، ولا أتصور جنوبا بدون عدن.
كانت عدن واجهة حضرية وحضارية متميزة على مستوى الجزيرة العربية حتى أدخلوها إلى دائرة العدم عندما انتشر السلاح الناري ليحل محل العصا والمصارعة العدنية (المدراجة) وانحدرت أوضاع عدن والتي توجت بقرار قيادة الجيش الاتحادي الصادر في 6 نوفمبر 1967م، القرار الذي كان ظاهره الحق وباطنه الباطل، أي اعتراف القيادة بالجبهة القومية شكلا لكن الدافع الحقيقي كان هجمة قبائل جهوية على عدن والتي أتت على الأخضر واليابس وسبق وأن أشرت إلى تبعات ذلك القرار العفن.
دخلت عدن عدة منعطفات سالبة وعفنة وازدادت عفونة بعد قرار 22 مايو 1990م، بقيام ما سمى بدولة الوحدة، وازدادت عفونة بعد 7 يوليو 1994م، في حرب صيف 1994م، التي دارت رحاها بين قوى الزمرة والطغمة أو قل 13 يناير 1986م، رقم 2 وتنتظر عدن انفجار الأوضاع بين الزمرة والطغمة أو قل 13 يناير 1986م رقم 3.
قضى المخطط الاستخباري الدولي أن تكون المواجهة جنوبية، ولذلك فر هادي من صنعاء إلى عدن يوم 21 فبراير 2015م، ثم هرب من عدن إلى الرياض يوم 26 مارس 2015م، وتركت صنعاء للحوثيين لتبقى عدن بين الشرعية والانتقالي الذي أعلن المحافظات الجنوبية مناطق محررة.
شهد الجنوب عامة وعدن خاصة حالة من عدم الاستقرار: انفجارات + اغتيالات + غياب الراتب + غلاء الأسعار، والبون شاسع بين أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بين عدن وصنعاء ولا سيما بعد الانهيار المريع للريال في مواجهة الدولار الأمريكي.
عدن حاليا تعيش حالة غلاء فاحش وأصبح كل شيء بعيد المنال للفقراء ومحدودي الدخل بل والفئة الوسطية، والنماذج كثيرة ولا حصر لها، منها مساء السبت الماضي، حيث زار منتدانا أحد رواده بعد الساعة السابعة والنصف مساء، وقال إنه تناول وجبة العشاء في أحد المطاعم الشعبية في حي القاهرة وصادف ذلك فراغ جماعة مكونة من أربعة أشخاص وطفل من وجبة عشائهم (خبز + فاصوليا + شاي) وبلغ حسابهم 6200 ريال، وعقب أحد الرواد على الفور بأن هذا المبلغ كان أيام الإنجليز المحترمين يوفر سيارة فوكس واجن Volx Wagon الألمانية!
خبز + فاصوليا + شاي = فوكس واجن
ملعون أبوكي شرعية!