*بقلم /عبدالكريم النعوي*
ما تمارسه هذه الأيام قوى الاحتلال الإخونجية الحوثية المليشاوية اليمنية من تصرفات، وما تبرمها من اتفاقات، وما تبديها من مواقف، وما تدلي بها من تصريحات، وما تتبعها من طرق وأساليب في تعاملها مع المجلس الانتقالي الجنوبي، حامل القضية الجنوبية والمفوض شعبيا بتمثيل الجنوب في كافة قضاياه وأموره ، هو تكرار لنفس أسطوانة ما أقدمت عليه قوى الاحتلال اليمني قبل تفجيرها الحرب العدوانية الإجرامية المسلحة ضد الجنوب في عام 1994م واجتياحه واحتلاله.
لقد مارست منظومة الاحتلال الشمالي آنذاك كافة الممارسات القذرة الكاذبة الزائفة الخادعة وقبلت باتفاقية العهد والاتفاق المبرمة في عمان بالأردن على أساس الالتزام بعدم تفجير حرب مسلحة من قبل الطرفين المختلفين الشمالي والجنوبي، وتجنيب الشعبين مآسي القتل وكوارث الدمار، إنما الشماليون نقضوا ذلك وكان الجنوبيون جادين وصادقين فعلا بما قالوه وفعلوه ووقعوا عليه.
لكن الشماليين كانوا كاذبين ولم يصدقوا يوما في كل شيء وكان هدفهم الحقيقي هو كسب عامل الوقت لصالحهم وتبديد الوقت على الجنوبيين وتهيئة أنفسهم لشن الحرب المسلحة على الجنوب بطريقة غادرة لم يتوقعها الجنوبيون، وها هي قوى الإجرام الظلامية الإرهابية المتطرفة بطرفيها الإخونجي والحوثي وأعوانهما من عصابات تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين، عالميا سعيا لمعاودة نفس سيناريو عام 1994م من جديد ظنا منها بأن الليلة ستكون شبيهه بالبارحة متناسية أن عام 2021م ليس عام 1994م وأن شعب الجنوب اليوم لم يعد شعب الجنوب عام 1994م وقد أثبت ذلك بالفعل في الحرب التي فجرتها قوى الشمال ضد الجنوب في عام 2015م وانتصر فيها الجنوبيون وداسوا على سيناريو عام 94م ومحوه نهائيا كما داسوا على من يقفون خلفه وسيمضي شعب الجنوب بكفاحه إلى الأمام لاستكمال تحرير وتطهير بقية أراضيه بقيادة وتحت راية المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الثائر الجنوبي العربي الأسطورة اللواء الركن عيدروس قاسم الزبيدي، أطال الله عمره ، ولن يتوقف الجنوبيون عن كفاحهم حتى استعادة دولتهم حرة مستقله كاملة السيادة.