محليات

الخلاقي : لهذه الاسباب لم تحسم الشرعية معركتها مع الحوثيين

نداء حضرموت – وكالات

اوضح الأكاديمي والمحلل السياسي الجنوبي د. علي الخلاقي، إن عدم حسم المعارك بين الشرعية وجماعة الحوثيين في العديد من الجبهات رغم تلك السنوات الطويلة من الحرب، يرجع ربما إلى نوع من التنسيق أو التفاهم بين أطراف في الشرعية والحوثيين، وبشكل خاص ما يتعلق بالمحافظتين النفطيتين “مأرب وشبوة”.
وقال في حديث لـ “سبوتنيك”، إن كل من الحوثيين وحزب الإصلاح يسعى إلى الإبقاء على هاتين المحافظتين الاستراتيجيتين تحت سيطرته، ومن المعلوم أن مأرب استعصت على الحوثيين وتساقط الكثير من الجبهات فيها كما علق الكثيرون، بأنه كان بمثابة تسليم وتسلم بين الإصلاح والحوثيين، أما في العديد من الجبهات التي يرابط فيها الجنوبيون لم يتقدم الحوثيون قيد أنملة، بل كلما حاولوا التقدم تلحق بهم الهزائم المتوالية، على العكس من ذلك، تمكن الحوثيون من الدخول إلى بعض مديريات مأرب وسيطروا على الجو.
وتابع المحلل السياسي، أما بالنسبة لمحافظة البيضاء التي كانت عصية على الحوثيين حتى وقت قريب، حدث أشبه ما يكون بعملية التسليم والاستلام بين الشرعية ممثلةً في حزب الإصلاح والحوثيين، رغم كل ما تحصل عليه سلطة الشرعية التي يستأثر بقيادتها عناصر إصلاحية، فلم تتلق مثلاً جبهة الضالع وغيرها، ومع ذلك لم تحقق أي انتصار، وتلك الأمور أصبحت اليوم مدعاة للتساؤل.
وأشار الخلاقي إلى أن الكثير من المراقبين يرون أن هناك نوعاً من التخادم “الحوثي – الإصلاحي” للسيطرة على مأرب وشبوة، وتوجيه البنادق إلى المناطق المحررة في الجنوب لمواجهة القوات المسلحة الجنوبية التي تعد القوة الوحيدة التي تواجه الحوثيين في الحدود الجنوبية، بل حتى في الساحل الغربي بشكل عام، الأمر الذي منع الحوثيين من تحقيق أي نجاح في تلك الجبهات، لذا لا أجد غرابة في أن يكون هناك نوع من التواطؤ من قبل حزب الإصلاح وتقديم المساعدة للحوثيين من أجل السيطرة على بعض المديريات، أو قد يكون هناك نوع من الاتفاق المبطن.
وأوضح المحلل السياسي، نحن نعلم أن قادة الإصلاح منذ العام 2014 قد ذهبوا إلى زعيم المليشيات في صنعاء عبد الملك الحوثي، وسعوا إلى التفاهم معه من أجل اقتسام السلطة في صنعاء، ولكنهم عجزوا عن تحقيق ذلك، والآن يكونون قد لجؤوا إلى عقد اتفاق مبطن مع الحوثيين بشأن المحافظات النفطية “شبوة ومأرب”، وهذا الأمر واضح لدى الكثير من المراقبين والمتابعين للمشهد اليمني.
ولفت الخلاقي إلى أن القبائل الجنوبية هي من واجهت جماعة الحوثيين في الكثير من المناطق في ملحمة صمود أسطوري ولم تجد تلك القبائل أي دعم من قبل قوات الشرعية، وعندما كانوا يتدخلون كانوا يسلمون المناطق للحوثيين ثم ينسحبون، ولم نرَ أي مواجهات حقيقية للإصلاح في الجبهات التي كانت على أشدها في بداية عاصفة الحزم، مشيراً إلى أن هناك قوات رابضة في منابع النفط في حضرموت وشبوة، ولم تتحرك منذ بداية الحرب إلا في مواجهة القوات الجنوبية في العام 2019، ولو تحركت ضد الحوثيين بنفس الحماس لما تمكنوا من تحقيق أي انتصار في البيضاء ومأرب وشبوة.

إلى الأعلى