كتب / صلاح السقلدي
تصريحات العطاس التي يدليها بها لقناة العربية هذه الأيام وما فيها من نبش للماضي يجب ألا نتوقف عندها كثيرا، وأن تكون نظرتنا إزاء هذه التصريحات وسواها التي تصدر من رموز كانوا وما زالوا نكبة ثقيلة على وطننا ومستقبل اجياله بشيء من طولة البال ورباطة جأش ولو على مضض و باب كتم الغيظ، ونتفهم للاملاءت والضغوطات الوعود الداخلية والاقليمية التي يذعنون لها ويتحرقون شوقا للظفر لنيلها نظر مكاسب ومناصب موعدون بها على آخر العمر وأرذله.
… فالعطاس وآخرون من هذه الشخصيات الكارثية للأسف لا يأبهون لخطورة ما يقولونه على مستقبل هذا الوطن ولا يستشعرون بأدنى درحات المسئولية لدقة وحساسية وتعقيدات الوصع الراهن،ونراهم مستعدزن قول وفعل اي شيء مقابل وعود العرقوبية بالعودة للواجهة ولقاء شيء من فتات المال البائس.
… وعطفا على ذلك أتمنى من كل الخيرين من شباب اليوم وجيل القادم ألا ينساقون وراء سياسة إذكاء خلافات الماضي لحسابات سياسية داخلية و نفاق لجهات اقليمية، كما انه من الحكمة ألا نظل رهينة لرغبات وعبث هذه الشخصيات وهي تدلف في عقد التسعينيات من عمرها مثلما كنا ضحايا لطيشها وهي في أوج عنفها وعنفوانها… فمن يمشي وهو ينظر للخلف يسقط أرضا.
.. فالحاضر مثقل بالتحديات، والمستقبل مفخخ بالعبوات الداخلية والخارجية فضلا عن التركة المكدسة من الألام والأوجاع حريا بنا العمل على مجابهتها برص الصف وحشد الطاقات وقبول الآخر بعيدا عن سياسة الاستحواذ، او البحث المقزز عن المصالح الشخصية بين رفات الموتى وتنبش الأجداث ورميم العظام ، فالتاريخ لا يرحم كل متخاذل وأناني ضحل التفكير نزق القول.