اراء وكتاب

استراتيجيتهم في الجنوب

كتب – نصر هرهرة

هي نفس استراتيجية اي احتلال في العالم قديما وحديثا تعتمد( سياسة فرق تسد )  وقد تجلت في الجنوب بصور واشكال مختلفة بهدف تفتيت اللحمة الجنوبية  واللعب على التشققات بمختلف اشكالها اكانت السياسية كتفريخ مكونات سياسية ،  او القبلية كإثارة النعرات القبلية ،  او الدينية من خلال التكفير ،  او الاقتصادية من خلال الفساد والافساد ،   او المناطقية وغيرذلك
هذه المقدمة الصغيرة كانت ضرورية كمدخل لتلبية رغبة بعض الزملاء في ان اكتب عم يجري في حدود يافع هذه الايام وما يخطط له ،  وقد  ترددت كثيرا في الكتابة في هذا الامر لاعتقادي بانه سيف ذو حدين فهو يمكن ان يبصر الناس بما يخطط لهم خصومهم السياسين ،   ولكنه في نفس الوقت قد يكشف فرص ربما كانت غائبة عن هولاء الخصوم ،   ولهذا سوف احاول ان اركز على الاول وان لا افتح ابواب على الحد الثاني 
فما بجري في يافع وما يخطط له  هو نفس ما يجري على طول الحدود الجنوبية ونفس ما يخطط للجنوب وهو امتداد لنفس الاستراتيجية المشاراليها في المقدمة  
فيافع مثلها مثل اي قبيلة جنوبية لها مصلحة في المشروع الوطني الجنوبي التحرري ،  وعليها نفس الواجب الوطني الذي يقع على بقية قبائل وفئات الجنوب  دون زيادة او نقصان ،   وهي مستهدفه بنفس الاستهداف لبقية قبائل وفئات الجنوب . وهناك خصوصية ليافع تجعل الاستهداف لها يمضي باتجاهات مختلفة وباساليب ملتوية  مستخدمين بعض ابناءها  واثارة النعرات مع القبائل الاخرى،  نظرا لقدرتها الاقتصادية وتاريخها في الصرعات مع الائمة الزيدية وشدة باس رجالها وبقاءها متماسكة 
ودائما ما  ترجح الموقف الذي تكون فيه باستمرار 
ويمكن لاي متتبع ان يرصد بعض من ذلك الاستهداف :

– التحريض على الكراهية
 
حيث  شنت قوى النفوذ اليمنية حملة  قوية في التحريض على يافع بقية استبعادها او تحييدها حتى يسهل عليها الانقضاض على الجنوب وتم وصفهم باوصاف لا تتناسب مع سلوك واخلاقيات وقيم الانسان اليافع  وكانت اشدها بعيد تحرير عدن مباشره عندما لاحظوا المدد اليافعي والدعم لعدن وآل عدن والمقاومة  الجنوبية وبقية مناطق الجنوب  والقيام بمهام الدولة الغائبة او المنهارة في بعض الجوانب  الضرورية حينها وايضالموقفهم البطولي في تأمين عدن وحرصهم على امنها واستقرارها.
 
– الاستبعاد من الوظائف الحكومية:

 لتحقيق هدفين 
الاول استفزاز اهالي وكوادر وقيادات يافع واللعب على وتر ان  آل يافع ضد انفسهم وضد  بعضهم وهذا ليس بدافع حب لهم ولكن محاولة لزرع روح الانانية لديهم واضعاف الروح الوطنية وبالتالي اضعاف دورهم في المشروع التحرري الجنوي وتسليط  اجهل الناس عليهم  اكان من بين صفوفهم او من الاخربن  واكثرهم فسادا ولازلنا نتذكر الحملة الاعلامية لصحيفة عدن الغد في هذا الجانب.
  والثاني ليخلوا لهم الجو والتحكم في اهم المفاصل  ومواقع القرار  ونشر الفساد والافساد  وتدمير مؤسسات الجنوب وزعم ان ال يافع مزايدون  
– الاغتيالات وهذه كانت اقذر وسيلة للتخلص من كوادر وقيادات ابناء يافع وزرع الفتنة مع القبائل الاخرى
 والناس  تتذكر عمليات التصفيات التي جرت لعدد كبير من الكوادر 

– محاولة الصاق تهمة الارهاب فيهم   وتعيين منهم وزراء  ممن ينتمون الى حركات و احزاب الاسلام السياسي المتطرف عنوة كممثلين ليافع  في الحكومة واظهار ان يافع بيد هذه القوى بقية تحريض الاقليم والعالم والمجتمع المحلي عليهم ومن جانب اخر  اظهار انهم مهتمين بكوادر يافع  ومنح المناصب الوزارية لهم 

–  التحريض الداخلي بين صفوفهم ومحاولة اضعاف موقفهم من القضية الجنوبية بالقول  بانهم يقدموا قوافل من  الشهداء والجرحى والامكانيات ولا ياخذوا شيء  وفي نفس الوقت اتهامهم بالسيطرة على الموسسات العسكرية والتشوية باتهامهم بالاستحواذ على الاراضي  التي يشتروها باموالهم التي جمعوها في المهجر حين تم طردهم من الوظائف الحكومية  وحقدهم على الاستثمارات التي يحققوها ابناء يافع وخصوصا في عدن وتطويرها  
كل ذلك جرى ويجري بهدف كسرهم وبالتالي سهولة كسبهم او احتواؤهم او تحييدهم  عن النضال التحرري الجنوبي ليسهل الانقضاض على القضية الجنوبية 
ويجري حاليا العمل  التحريضي والفعلي في اتجاهين  اساسيين 

سياسي
 وعسكري :


سياسيا
 ويتمثل فى محاولة عزل يافع  عن القضايا الوطنية الجنوبية الكبرى  والتركيز  على القضايا المحلية ونقل الصراع الى داخلها  واضهارها ككيان مستقل عن الوطن الجنوبي والقضية الجنوبية  لتتويهها واشغالها بذاتها وتفتيت التمثيل الجنوبي الى العملية السياسية القادمة التي ترعاها الامم المتحدة  والتي يتوقع لها ان تضع الحلول لمشاكل المنطقة ومن ظمنها قضية الجنوب 
كما تجري محاولة لعزلها  من خلال الترويج لجعلها محافظة مستقلة  معزولة عن محيطها وشرايان الحياة فيها  مع  بقية المحافظات
 ويرافق ذلك الاغراء بانها حين تكون محافظة فانها ستكون عماد اقليم عدن في اطار الدولة الاتحادية التي يروجوا لها  وفق مخرجات حوار صنعاء وستكون السيطرة لها على هذا الاقليم  وغير ذلك


   
عسكريا ما يجري هذه الايام على الحدود والتحضير لذلك من خلال سيطرة حزب الاصلاح الاخواني على اهم مفاصل السلطة  في يافع واستثمار التحريضات السايقة واستغلال العناصر الضعيفة منها في فتح جبهة مع الحوثه في منطقة تسيطر عليها القاعدة وداعش دون التجهيز والاعداد الكافي للمعركة لتحقيق هدفين

 الاول الاختلاط بعناصر القاعدة وداعش وفتح يافع امامهم طالما وهم يظهروا انهم مع يافع  في جبهة واحدة ضد الحوثي وبالتالي وصولهم الى لحج وعدن  وجعل يافع مسرح لعمليات المجتمع الدولي في حربه ضد الارهاب وتدميرها 

 والثاني الدخول في معركة غير متكافئة بسبب ان اغلب ابناء يافع متواجدون في جبهات جنوبية اخرى وهم الاكثر فاعلية  بقية سحبهم من تلك الجبهات بهدف الدفاع عن يافع وهدف مهم لهم هو فتح الجبهة دون الاستعداد الكافي بهدف كسر يافع وبالتالي كسر للمشروع الجنوبي خصوصا اذا ما تمكن الحوثي من التقدم والتوغل في الاراضي اليافعية وبالتالي افشال المشروع الجنوبي  وفي نفس الوقت  سيتم تدمير المعمار اليافعي الذي تحقق خلال فترة طويلة في ظل ظروف قاسية وصعبة  وكلف كل مدخرات ابناء يافع في المهجر  بحكم الطبيعة الميالة ل آل يافع في البناء المعماري  وايقاف حركة التنمية في الخدمات وخصوصا ثورة الطرقات وكسر العزلة عن يافع وفيما بين مناطقها
فابنا يافع ليس معارضين لقتال الحوثي على حدودهم على الاطلاق فهم يقاتلوه منذ بداية الحرب  لكنهم ضد فتح جبهة وهمية بهدف خلط الاوراق وانعاش الارهاب او فتح جبهة دون الاستعداد الكافي  بهدف كسر  يافع وفتح مجال للحوثي وقد يكون ذلك بالتنسيق معه للانقضاض على الجنوب

إلى الأعلى