نداء نيوز – منوعات
تسبب سقوط اللاعب الدنماركي كريستيان إريكسن وسط الملعب، السبت، بالذهول والحزن.
وسقط إريكسن (29 عاماً) مغشياً عليه في أرض الملعب مع اقتراب نهاية الشوط الأول في المباراة خلال المباراة الافتتاحية لبطولة أوروبا يورو 2020 بين الدنمارك وفنلندا، العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.
وتلقى لاعب إنتر ميلان، علاجاً طبياً طارئاً على أرض الملعب قبل نقله إلى المستشفى.
وقال طبيب المنتخب الدنماركي مارتن بوزين الاحد أن لاعب خط الوسط عانى من توقف في القلب قائلا “لقد فقدناه، وقمنا بإنعاش القلب”.
وتابع: “كم كنا قريبين؟ لا أعرف. لقد أعدناه بعد صدمة كهربائية واحدة. لذا كان الامر سريعاً”.
ذكريات سيئة لموامبا
قال لاعب كرة القدم الإنجليزي السابق، فابريس موامبا، إن إريكسن يحتاج إلى التركيز على تعافيه بعد انهياره خلال مباراة بلاده مع فنلندا.
يقول موامبا، الذي انهار عندما توقّف قلبه خلال مباراة في 2012، إن حادث سقوط إريكسن خلال المباراة، أعاد له ذكريات مؤلمة.
وعند إصابة موامبا، أمضى المسعفون ست دقائق في محاولة إنعاشه، خلال ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2012. وكان الشاب في الـ23 من عمره حينها، وقيل إنه “مات بالفعل” لمدة 78 دقيقة.
ورغم تعافي موامبا، إلا انه اعتزل اللعب في وقت لاحق من ذلك العام، بناء على نصيحة طبية.
تدخل طبي سريع
آخر الأنباء عن صحة إريكسن، أن حالته مستقرة، ويرقد في المستشفى لإجراء المزيد من الفحوصات.
وأكد وكيل اللاعب الدنماركي أن موكله “في معنويات جيدة” إلا انه حريص على معرفة سبب ما حدث له.
وقال مارتن سكوتس في حديث مع صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت”: “نريد أن نعرف جميعاً ما الذي حصل، حتى هو. يستمرّ الأطباء بإجراء اختبارات دقيقة ومفصّلة”.
وكان طبيب منتخب الدنمارك بوزين قد أعلن أنه “ما من تفسير حتى الآن” لما حصل. فيما أكد طبيب نادي إنتر بييرو فولبي “لم يعانِ أبداً من أي انتكاسة ألمحت الى وجود مشاكل، لا مؤخراً ولا في السابق، لا عندما كان في توتنهام ولا في إنتر. في إيطاليا، الضوابط صارمة للغاية”.
وقال طبيب القلب الرياضي، البروفيسور سانجاي شارما، رئيس لجنة إجماع خبراء أمراض القلب في الاتحاد الإنجليزي، لبي بي سي، إن تدخل الفريق الطبي بسرعة في الملعب ساعد في إنقاذ حياة إريكسن.
وأضاف “ما رأيناه هو أن شاباً انهار وكانت هناك رعاية طبية سريعة وخبيرة للغاية – في غضون ثوانٍ كانوا على أرض الملعب”.
ويقول شارما “مقابل كل دقيقة تضيع، هناك انخفاض بنسبة 7 بالمئة في احتمال البقاء على قيد الحياة. لذلك بدأ الفريق الطبي بالإنعاش القلبي الرئوي على الفور”.
وأكد البروفيسور أنه “من المهم التأكيد على أن هذه الأشياء نادرة، تحدث فقط لحوالي 1 من كل 50 ألف رياضي . لذا فهي غير شائعة، ولا نسمع عنها”.
ما هو توقف القلب؟
بحسب جامعة هارفرد فإن هذا العارض الصحي الخطير ينتج عن توقف عضلة القلب فجأة عن الضخ.
وعند حدوثه، من الضروري إعادة نبض القلب بأسرع ما يمكن، قبل إجراء أي تشخيص للحالة الصحيّة.
يعدّ توقّف القلب أمراً نادر الحدوث عند ممارسة الرياضة، ولكن قد تكون هناك إشارات تحذيرية، ومنها أعراض محتملة لمشاكل في القلب.
يحدث توقّف القلب في معظم الأحيان عندما تنقبض حجرتا القلب السفليتان (البطينان) بسرعة كبيرة، من دون الحصول على وقت كاف للاسترخاء بين النبضات، ما يؤدي إلى عدم امتلائهما بالدم الكافي.
يمكن أن يتوقّف القلب في بعض الأحيان عندما تنقبض حجرتا القلب العلويتان (الأذينان) بسرعة كبيرة جداً، لضخ الدم بكفاءة.
لماذا يصيب الرياضيين؟
مع أن الرياضة مفيدة جداً للصحة، إلا أنها تزيد من احتمال الإصابة بتوقف القلب، عند بعض الرياضيين الذين يعانون من حالات صحية، منها عدم انتظام ضربات القلب.
وقد ينتج عدم الانتظام عن مرض في الشريان التاجي، وتجمع الكوليسترول الذي يسد شرايين القلب.
وتشمل الأسباب الأخرى الالتهابات الفيروسية لعضلة القلب، والتعرض لصدمة كهربائية، وبعض الاضطرابات الوراثية، والإفراط في شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
ويعد الرياضيون الرجال، خصوصاً السود، ولاعبو كرة السلة، من بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة، خصوصاً إن كانوا يعانون من مشاكل وراثية في القلب، أو مرضاً في الشريان التاجي.
عادة ما يكون الإغماء أول علامة على توقف القلب. فقد يشعر الشخص بالدوار أو الدوخة قبل الإغماء مباشرة.
كما قد يعاني بعض الأشخاص من ألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو غثيان قبل فترة وجيزة من الإصابة بتوقف القلب.
وكما يشير الأطباء، فإنّ التدخل الطبي في الدقائق الأولى، يزيد فرص النجاة.