نداء حضرموت – متابعات
قال مركز “سايفر بريف”، للأبحاث الأمنية، إن سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ألغت قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، بدافع الرغبة في منع حدوث كارثة إنسانية في اليمن وخلق الظروف السياسية اللازمة لإنهاء ما يقرب من سبع سنوات من الحرب في ذلك البلد.
وأضاف المركز الأمريكي، -في تقرير أعده “مارك والاس”، الرئيس التنفيذي لمشروع مكافحة التطرف، وسفير واشنطن سابقا لدى الأمم المتحدة، و”نورمان رول” كبير مستشاري مشروع مكافحة التطرف، و”المتحدون ضد إيران النووية”- إن إدارة بايدن استخدمت نفس المبرر لإنهاء الدعم الهجومي لجهود التحالف الذي تقوده السعودية.
واستدرك بالقول: “وإذا كان هدف إدارة بايدن هو تغيير سلوك الحوثيين، فإن السياسة هذه قد فشلت بالفعل، فبعيداً عن منع وقوع كارثة إنسانية، ازداد التهديد على المدنيين مع زيادة جرأة الحوثيين، مستخدمين التراجع الأمريكي لمواصلة هجومهم المدمر. وهذه هي الطريقة التي تعمل بها المنظمات الإرهابية، وقرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، أصلاً لم يكن من فراغ”.
وتشير السرعة –يقول التقرير- التي تم بها تنفيذ هذه القرارات إلى أن أياً منها لم يتلق مراجعة قوية مشتركة بين الوكالات الحكومية -ولا تشير أي من التطورات على الأرض إلى أن إعادة صياغة السياسة الأمريكية نجحت أو ستنجح.
ولفت الى أن الحوثيين “أطلقوا خلال السنوات الأخيرة صواريخ باليستية وقذائف هاون وطائرات مسيرة وقوارب متفجرة ضد السعودية المجاورة وملايين المغتربين الذين يعيشون هناك، وهذا يعني أن المدنيين مستهدفون بأسلحة إيرانية متطورة”.
وقال إن هذه الهجمات على أهداف مدنية سعودية، وعلى منشأة تخزين النفط في رأس تنورة، إحدى أكبر منشآت تفريغ النفط البحرية في العالم، بعد قرار إدارة بايدن ويمكن أن يكون نموذجاً لما قد يحدث إذا ما انتصر الحوثيون.
وأكد أن الهجمات الحوثية تصب في مصلحة إيران، لافتا الى اعتراف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بأنه عرض دعما عسكريا للهجمات الإرهابية الأخيرة ناهيك عن تزويد فيلق القدس الإيراني الحوثيين بالتمويل والتدريب والتكنولوجيا لتنفيذ العديد من هذه الهجمات منذ بدء الحرب.
وقال التقرير: “أثبت التاريخ أن الحوثيين لن يستجيبوا للسلام ولن يوافقوا على التنازلات السياسية إلا عندما يواجهون نكسات في ساحة المعركة”.
ومن هذا المنطلق، يجب أن يستمر العمل العسكري المنظم ضد الحوثيين، ويجب على الغرب أن يفعل ما في وسعه لضمان أن يكون فعالا ويتم تنفيذه بطريقة لحماية المدنيين في اليمن، مع ضمان إمكانية تقديم المساعدة أثناء استمرار الضغط العسكري.
ورأى أنه لا يمكن لإدارة بايدن الاكتفاء بالمشاهدة، بينما يستمر القتال، مضيفا: “يمكنها استخدام نفوذها الاقتصادي لمحاربة الحوثيين، وتقليل نفوذ الراعي الإيراني، وحماية دولة (اليمن) على طول البحر الأحمر الاستراتيجي والحدود الجنوبية للسعودية من سقوطها في أيدي النظام الإيراني”.
واستطرد قائلا: “اليمن مشكلة العالم، والدعم الدولي مطلوب للسماح لليمنيين باختيار مستقبلهم، مستقبل مليء بالسلام والفرص، غائب عن الهجمات القاتلة بأوامر من طهران”.
وأشار إلى أن مليشيا الحوثيين تسببت في دمار اليمن نفسه باستخدام الألغام الأرضية والجنود الأطفال واحتجاز الرهائن والاغتصاب والهجمات العشوائية والتلاعب بالمساعدات الغذائية للأمم المتحدة التي تسببت بخلق واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. واستهدفت الجماعة المدنيين والبنية التحتية المدنية والقوات العسكرية. كما استخدمت الجنود الأطفال، واستخدمت الشعب اليمني بقسوة كدروع بشرية.
وأكد المركز الأمريكي أن “هذا السلوك يناسب تماماً تعريف حكومتنا (حكومة الولايات المتحدة الأمريكية) للإرهاب الدولي”.
وقال: “يحتاج القادة العرب إلى إجبار الجهات اليمنية المنقسمة المناهضة للحوثيين على تنحية خلافاتهم جانباً من أجل الوحدة لمواجهتهم”.
وأوصى التقرير الولايات المتحدة مطالبة الأمم المتحدة بتمديد عقوبات الأسلحة التقليدية ضد إيران ومنع طهران من الوصول المباشر إلى أموال صندوق النقد الدولي حتى تنسحب قوة فيلق القدس من اليمن وتوقف شحنات الأسلحة الإيرانية.
وخلص مركز “سايفر بريف” للأبحاث الأمنية إلى القول: “وصلت إدارة بايدن إلى البيت الأبيض وهي تعلن عن أهمية القيم. يمكن أن تظهر هذه القيم بشكل أفضل من خلال ضمان حصول الشعب اليمني على نفس الحماية والأمن التي نطلبها لأنفسنا”.