نداء حضرموت – عدن
التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأربعاء، نخبة من السياسيين والاقتصاديين والكتاب والصحفيين والأكاديميين، وقيادات المجتمع المدني، وممثلي الجمعية الوطنية للمجلس بالعاصمة عدن.
وفي مستهل اللقاء الموسع، رحب الرئيس القائد بالحاضرين، معبراً عن سعادته باللقاء بهم والاستماع منهم لكل ما يتصل بالعاصمة عدن وهموم وتطلعات أبنائها على المستوى المعيشي والخدماتي والأمني مؤكدًا أن عدن تُمثل قلب الجنوب النابض الذي لن تستطيع أي قوة على وجه الأرض أن تنال منها، ومن أبنائها، وأن استهدافها الممنهج بحرب الخدمات ما هو إلا استهداف سياسي يراد منه النيل من ذلك النبض الحضاري والتاريخي والسياسي للمدينة، وهو جزء من المخططات التي تهدف لضرب ما جبلت عليه عدن من قيم السلام والتعايش وعن كونها عاصمة الجنوب الأبدية.
وقال الرئيس القائد في حديثه للحاضرين من أبناء عدن:” إننا ونحن نلتقيكم اليوم ونستمع منكم عن همومكم ومعاناتكم وتطلعاتكم، نؤكد لكم أننا في قيادة المجلس الانتقالي نألم لما يؤلمكم ونعيش معاناتكم، ولا يسعنا إلا أن نثمن عالياً صبركم وصمودكم في وجه هذه الحرب الدنيئة الرامية إلى إخضاع شعبنا، وحرف مساره الوطني، والثوري المُتطلع إلى استعادة دولته كاملة السيادة”.
وأكد الرئيس القائد على أن قيادة المجلس تستشعر كل تلك المعاناة، وبذلت، وستبذل كل ما تمتلكه من امكانيات لتوفير الخدمات، وبحسب المُتاح، كما أنها ملتزمة باستكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض، برعاية دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والذي من شأن تنفيذه تلبية المتطلبات الحياتية للمواطنين في المجال التنموي، والمعيشي، والخدماتي.
وتطرق الرئيس القائد في حديثه إلى المكانة التاريخية للعاصمة عدن، باعتبارها القبلة التي يقصدها كل أبناء الجنوب، والإقليم، والعالم، مشيرًا إلى أن مدينة عدن كانت، وما زالت مهدًا للسلام، والتعايش، والحضارة، والتاريخ، والتجارة.
ولفت الرئيس الزُبيدي أن المجلس الانتقالي الجنوبي استطاع جعل قضية الجنوب ركيزة أساسية لأي حلول مُقبلة للأزمة، ولن يتنازل عن حق شعبه المشروع في استعادة دولته الحرة على كامل ترابه الوطني بحدود ما قبل 21 مايو 1990م.
واستعرض الرئيس القائد في حديثه مستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية في الجنوب، وما يحققه أبطال القوات المسلحة الجنوبية من انتصارات كبيرة ومتواصلة في مختلف الجبهات وفي مقدمتها جبهة الضالع، وكرش، ومكيراس، في مواجهة قوى الغزو والشر والإرهاب التي توجه تحشيداتها وآلة حربها نحو الجنوب والعاصمة عدن.
ونوّه الرئيس الزُبيدي بأن الجنوب يعيش اليوم حالة انتقال من الثورة إلى بناء الدولة المنشودة، مؤكدًا أن هناك جهودًا كبيرة يبذلها محافظ العاصمة عدن ووزراء المجلس في حكومة المناصفة، لتأمين الخدمات وبناء مؤسسات الدولة الجنوبية المُدمرة بفعل ممارسات (نظام صنعاء) منذ ما بعد الوحدة.
وشدد الرئيس الزُبيدي على ضرورة أن يتنازل الجميع لبعضهم البعض، وأن تكون مصلحة الجنوب فوق الجميع، والضابط للعلاقة بين كل مكونات شعب الجنوب.
وفي مداخلاتهم، عبّر الحاضرون عن شكرهم للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي على إتاحته الفرصة لأبناء العاصمة عدن للاستماع لآرائهم حول عدد من القضايا المختلفة التي تهم المواطن في العاصمة.
وأكدوا وقوفهم الكامل إلى جانب قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ودعمهم ومساندتهم لكل الخطوات والاجراءات التي تتخذها السلطة المحلية بالعاصمة عدن في كافة القضايا ذات الصلة بحياة الناس.
وتطرق الحاضرون إلى ظاهرة النزوح الجماعي إلى مناطق الجنوب والعاصمة عدن على وجه الخصوص، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة باتت خطيرة ومقلقة صحياً، واجتماعيا، وأمنياً.
وفي ختام اللقاء، قام الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بالرد على المداخلات، والاستفسارات، التي قدمها الحاضرون، مؤكدًا ترحيب المجلس بجميع الآراء والمقترحات المُقدمة، والعمل على إيجاد معالجات ناجعة لكل الأزمات التي تعاني منها العاصمة عدن للحد منها.
حضره اللقاء رئيس الجمعية الوطنية اللواء أحمد سعيد بن بريك، والمهندس عدنان الكاف، والأستاذ عبدالرحمن شيخ والمحامية نيران سوقي، والدكتورة منى باشراحيل، والمهندس نزار هيثم أعضاء هيئة الرئاسة، والدكتور أنيس لقمان نائب رئيس الجمعية الوطنية.