اراء وكتاب

اعتصام الفاسدين ضد الفساد

كتب/د. عيدروس نصر

رأيي الشخصي أن من حق أي مواطن أو مجموعة مواطنين تنظيم مظاهرة او اعتصام او أية فعالية احتجاجية تتقيد بضوابط العمل الاحتجاجي السلمي ولا تؤدي إلى الإضرار بحقوق الناس المادية أو المعنوية ، أو بالممتلكات العامة والسلم العام، بغض النظر عن شعاراتها ومطالبها حتى لو كانت باطلة، طالما تقيدت بشروط الاحتجاج السلمي.

المطالبة بخدمات الماء والكهرباء والامن والخدمات الطبية والبلدية وغيرها أمر معروف، وكل قاصي وداني يعلم ما تعانيه عدن وكل محافظات الجنوب في هذا المجال منذ حرب ٢٠١٥ ثم عودة الشرعية إلى عدن.

إذا صحت الأخبار التي تقول أن بعض المتهمين بالفساد والمتسببين في كل ما تعانيه عدن من آلام وأوجاع وحرمان وعبث وفساد، هم على رأس الداعيين للفعالية الاحتجاجية المزمع قيامها يوم غدا الجمعة فإن المشهد الاحتجاجي المطلبي العادل يتحول إلى مسرحية ساخرة من مسرح العبث الذي لا يثير إضحاكاً ولا يصنع متعةً ولا يراعي احتراماً لعقول الناس وقدراتها الإدراكية.

لست متيقناً من وقوف أطراف مشبوهى تتاجر بمعاناة المواطنين وتسعى إلى تحريضهم ضد اية جهة سياسية بعينها، لكنني متيقنٌ أن المواطنين لديهم ما يكفي من الذكاء لمعرفة من يقف وراء معاناتهم وعذاباتهم المدبرة والمخطط لها بعناية.

المتسببون في حرمان أبناء عدن وكل الجنوب من الخدمات التي عرفتها عدن وبعض المدن الجنوبية منذ نحو قرن معروفون فلكل خدمة وزارة أو إدارة مكلفة بتوفيرها للمواطنين ومن يقصر في واجباتهم عليه أن يقدم استقالته وأن يعتذر لضحايا فشله أو فساده، فضلا عن واجب الدولة في إحالته إلى المحاكمة، أما عندما يتحول هذا الفاشل والفاسد إلى محتج على فساده فالأمر يتطلب أناس لديهم فائض من الغباء ليصدقوا من يسلك هذا السلوك.

لييعتصم المعتصمون وليحتج المحتجون فهذا حقهم، وليعرفوا من يقف وراء عذاباتهم ويطالبوا بفصله من عمله وإحالته للمحاكمة وتنفيذ حكم القضاء بحقه أما الموضوع المخاوف من تحول الاحتجاجات إلى أعمال تخريب، فكل المواطنين ثقة بأن من يلعب على هذه الورقة مصيره الفشل، لكن جزاءه سيكون مختلفا، فأجهزة الأمن وحماية القانون لا تنام عن عبث العابثين وألاعيب المتلاعبين، ومكائد المندسين والمارقين، وعلى من يسعى للعب بهذه الورقة أن يتصور العواقب التي ستترتب على لعبته والمسؤولية التي سيتحملها، نتيجة مثل هذا التهور وتلك الحماقة.

لتدم عدن بخير كما ظلت على مدار الأزمنة عنواناً للسلام والحرية والعدل والإخاء والتسامح والكرامة الإنسانية

إلى الأعلى