كتبت : فاطمة باوزير
تظل المرأة في بلدنا محط أنظار الرجل في كل مكان تتواجد فيه، في الجامعة، في الشارع، في المولات، وصولا إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
ونظرا لأن مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت للمرأة في مجتمعنا هامشا من الحرية لتعبر عن رأيها في الواقع الافتراضي -المفقود في الواقع الحقيقي – ، فقد باتت ظاهرة الناشطات الرقميات تؤرق مجتمع الذكور، وتصيبهم بأرتكاريا حادة خصوصا تلك المنشورات -الجريئة- في نقدها وتوصيفها لمجتمع الذكور ، أو تلك التي تطالب بمنح المرأة مطالب حقوقية معينة، فلم يعتد الرجل في مجتمعنا حتى وقت قريب على أن يرتفع صوت المرأة ليعلو صوته، بل لازال يظن أن (الحرمة) تعيش في جلبابه ، وتتدثر بردائه، وتستظل بظل(الراجل) وتستمد القوة منه.
يتلصصون على كتاباتهن وحياتهن ، ويمنحون أنفسهم حق النقد والتقييم لأفعالهن وأقوالهن، فماتفتأ أن تطلق إحداهن تغريدة على تويتر أو منشورا على فيسبوك حتى تنهال عليها التعليقات من كل حدب وصوب ، وتتداولها المجموعات على واتساب ، ومايحز في النفس أن ليس في أغلبها سوى تعليقات سخرية وتنمر من المرأة، وليس نقدا بناء ولا موضوعيا، هو فقط محاولة (فرد عضلات) ذكورية على (المكلف) . فزوجة فلان التي كتبت منشورا ، وابنة علان التي وضعت صورتها على حسابها ، لهي مواضيع مثيرة ، يتلذذ في لوكها سيدنا الرجل (المحترم) مع تخزينة القات ومجالس الشيشة.!.
لماذ يدور الرجل في فلك المرأة الناشطة ؟ هل الرجل في لاوعيه يعجب بتلك المرأة الجريئة المتحررة في نظره!
لماذ ا يشتمها على العام ومن ثم يراودها عن نفسها في (الماسنجر) أو (الخاص) !
يسفه رأيها و ينظر لها نظرة دونية ثم يطلب منها أن تقبل صداقته على فيسبوك!
حتى أضحى شغلهم الشاغل ماذا كتبت فلانة، وماذا نشرت علانة!
هل يظن الرجل أن المرأة تتلصص عليه كتلصصه عليها؟ هل يظن الرجل أن المرأة تقضي ساعات، في مناقشة منشوره، أو صورته التي، وضعها على الانستغرام؟ مثلما يفعل؟!
لا ياسادة.. إن النساء حينما يجتمعن مهما بلغت ثقافتهن ومركزهن العلمي ونشاطهن الاجتماعي والسياسي فإن أحاديثهن لاتخلو من أمور الأبناء وأجدد الوصفات و(الطبخات) وآخر صيحات الموضة وكثيرا من (النميمة) على بعضهن البعض وقليلا من (الحشة) على أزواجهن أو أحبابهن.
إنهن لايهتممن لأمركم ولا ل (اللايك) الذي وضعنه لمنشوراتكم فكفوا عن ملاحقتهن ، وتصديق أنهن معجبات بكم أو يلاحقنكم فقط لأنهن شاركن منشورا لكم أو وضعن تعليقا عليه!
على الرجل أن يغير من نظرته تجاه (شقائق الرجال) فالناشطة تعبر عن لسان حالها وليس بالضرورة عن رأي غيرها.. ويحق لكل فرد أن يعبر عن رأيه بالطريقة التي تعجبه طالما لم يتعد حدوده ، ولم يخل بالآداب العامة، فلا تتلصصوا على كتاباتهن ، ولا تطلقوا أحكاما عامة ، فإن كانت هناك فئة من الناشطات أو النساء أسأن استغلال حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، فليس كل النساء كذلك ولا كل الناشطات سيئات الصيت والسمعة!
الأمر لايعدو أن يكون مثل ماتفعلون.. فهناك من أساء منكم استغلال الواقع الافتراضي بأسماء مستعارة، لكن هذا لايعني أن جميعكم سيئون..!
فرفقا بالقوارير.. وسنرفق بالتماسيح!