نداء نيوز – متابعات
كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن مكالمات مسربة بين مسؤولين بخفر السواحل الإيطالي ومسؤولين بخفر السواحل الليبية، أشارت إلى أن مهاجرين بالبحر الأبيض المتوسط ”تركوا ليموتوا”.
وبحسب الصحيفة، فإنه في الساعة 8:18 من صباح يوم الجمعة 16 يونيو 2017 ، تلقى الضابط في خفر السواحل الليبي، العقيد مسعود عبد الصمد، مكالمة هاتفية من مسؤول في خفر السواحل الإيطالي أخبره أن 10 زوارق لمهاجرين وقعت في محنة، والعديد منها في المياه الإقليمية الليبية.
في وقت لاحق من ذلك اليوم، ادعى عبد الصمد أن رجاله أنقذوا العديد من المهاجرين المنكوبين. وفقا للبيانات التي جمعتها المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، بحلول نهاية الأسبوع، لقي 126 شخصا مصرعهم في عرض البحر.
في فبراير من ذلك العام، تنازلت أوروبا عن مسؤوليتها عن الإشراف على عمليات الإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط إلى ليبيا كجزء من اتفاق أبرم بين إيطاليا وليبيا، بهدف الحد من تدفقات المهاجرين عبر البحر.
المحادثة، التي سجلها المدعون العامون في صقلية للتحقيق مع جمعيات الإنقاذ البحري بتهمة التواطؤ المزعوم في تهريب البشر، تكشف عن لامبالاة الأفراد في الجانب الليبي بمحنة المهاجرين، وبالقانون الدولي، حسب الصحيفة.
ونص المكالمة، بحسب “الغارديان”، هو “واحد من عدة نصوص تم الكشف عنها لعمليات تنصت على هواتف مسؤولي خفر السواحل الليبي، وهي واردة في ملف تم تسريبه من 30 ألف صفحة، عمل عليه الإدعاء الإيطالي”، واطلعت عليه الغارديان.
ويتم نشر هذه المعلومات كجزء من تحقيق مشترك من قبل “الغارديان” والإذاعة العامة الإيطالية “Rai News” وصحيفة “Domani”. ويبدو أنها تظهر أن السلطات الإيطالية كانت تعلم بأن السلطات الليبية كانت إما غير راغبة، أو غير قادرة على رعاية قوارب المهاجرين في البحر، حتى عندما بدأت إيطاليا تحقيقات في دور قوارب المنظمات غير الحكومية في البحر والتي منعت المنظمات غير الحكومية من تنفيذ عمليات الإنقاذ الخاصة.
وبين 22 و27 مارس 2017، طلب مئات الأشخاص، الذين انطلقوا من صبراتة في ليبيا، المساعدة من مركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي. وتظهر النصوص أن المسؤولين الإيطاليين حاولوا الاتصال بـ عبد الصمد ومسؤولين ليبيين اثنين آخرين على الأقل عدة مرات، لكن في كثير من الأحيان كانت “النتيجة سلبية”.
فقدت السلطات الإيطالية في النهاية الاتصال بالزوارق. وفي 29 مارس أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين غرق 146 شخصا، بينهم أطفال ونساء حوامل.
وحادثة أخرى في 24 مايو 2017، تعرض قاربان غادرا ليبيا، على متنهما مئات الأشخاص، لأعطال وانقلب أحدهما. اتصل الأشخاص الذين كانوا على متن القارب بخفر السواحل الإيطالي، الذي اتصل بعبد الصمد 55 مرة دون تلقي رد. ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين غرق 33 شخصا يومها.
وتواصلت صحيفة الغارديان البريطانية مع عبد الصمد للرد على هذه الإدعاءات، فقال إنه “غير قادر على الإجابة على أي أسئلة تتعلق بأحداث عام 2017 ، لأنه سيكون من الصعب العثور على تسجيلات لهذه الأحداث”.
وأوضح عبد الصمد أن الاتصالات مع نظرائه الإيطاليين “لا تعمل دائما بشكل جيد، وأن هناك مشكلات في الاتصالات في ليبيا تسبب انقطاعات متكررة”. وأضاف “ليبيا بلد عانى من الحرب”.
ويذكر أن المدعين العامين في صقلية لم يوجهوا أي اتهام إلى أي مسؤول ليبي، وأعلنت وزارة العدل الإيطالية الأسبوع الماضي أنها أرسلت مفتشين إلى تراباني في صقلية “لإجراء التحقيقات الأولية اللازمة على وجه السرعة”.