حوارات واستطلاعات

مليشيا #الحوثي تحاصر المواطنين بين كماشة الموت مرضاً او جوعاً

نداء حضرموت – البيان

بين فكي كماشة الموت بسبب الانتشار المخيف للأمراض الوبائية والجوع، تحاصر ميليشيا الحوثي ملايين اليمنيين في مناطق سيطرتها، ووجهت كل إمكانات الدولة لصالح مجهودها الحربي وإغراء الجوعى برواتب شهرية إذا ما التحقوا بالجبهات، وحوّلت كل المعدات والتجهيزات الطبية التي قدمت من المنظمات الدولية لصالح مقاتليها، وسط ارتفاع مخيف في أعداد الوفيات والمصابين بأمراض مختلفة بينها فيروس كورونا الذي يجتاح صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا.

وبسبب القيود التي فرضتها وتفرضها الميليشيا على عمل المنظمات الإغاثية انخفضت الحصص الغذائية للمحتاجين إلى النصف، كما يعاني الملايين بسبب شح الوقود وارتفاع أسعاره إلى الضعف، بعد أن أقدمت الميليشيا على نهب أكثر من 70 مليار ريال من عائدات رسوم شحنات الوقود خلافاً لما نص عليه اتفاق السويد بشأن استيراد الوقود وتخصيص عائدات الجمارك والضرائب في حساب بنكي تشرف عليه الأمم المتحدة. وتصرف هذه المبالغ كرواتب للموظفين في مناطق سيطرة الميليشيا.

إقطاعيات

ولأنها وزعت المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى إقطاعيات لقادتها ومشرفيها فلم تكتف الميليشيا باحتكار تجارة الوقود ومصادرة مخصصات رواتب الموظفين، بل واحتكرت تجارة الغاز المنزلي وربطتها بمشرفيها في الأحياء السكنية، وضاعفت من سعر أسطوانة الغاز، واستخدمت هذه المادة كوسيلة لمراقبة السكان وجمع بياناتهم لتسهل مراقبتهم، وأعطت المنضمين لصفوفها امتيازات للحصول على أي عدد من الأسطوانات بالسعر الرسمي، كما منحتهم أولوية الحصول على الحصص الغذائية المقدمة من المنظمات الإغاثية الدولية.

ولأن المنظمات الإغاثية تتولى مسؤولية تمويل عمل قطاعات المياه والصحة وحتى رواتب عمال النظافة، وتجهيز المستشفيات ومراكز الرعاية بما تحتاجه من أجهزة ومعدات، فإن الميليشيا لم تكتف بمصادرة أموال الضرائب والجمارك وعائدات ممتلكات الدولة لصالح مجهودها الحربي، بل ذهبت نحو تحويل المستشفيات لخدمة مقاتليها ومصادرة العشرات من سيارات الإسعاف في خدمة مقاتليها في الجبهات، وأقدمت على إغلاق أكبر مركز للعزل الصحي وتحويله إلى مستشفى عسكري، بل وترفض حتى اليوم فرض أي إجراءات احترازية تخفف من عدد ضحايا «كورونا».

رهائن

ميليشيا الحوثي التي جعلت من عشرين مليون يمني رهائن مغامرتها، واستخدمت معاناتهم لابتزاز الشرعية والتحالف والعالم من خلفهم، ذهبت نحو مضاعفة معاناة مئات الآلاف من الذين فروا من بطشهم إلى مخيمات النازحين في محافظة مأرب وتواصل استهداف هذه المخيمات بشكل شبه يومي والتحريض على النازحين واتهامهم بالإرهاب، وهو ما جعل الحكومة تجدد مطالبتها المجتمع الدولي الوقوف بحزم أمام التدخلات الإيرانية في اليمن، والوقوف وقفه جادة أمام ما يجري من مجازر لمخيمات النازحين والمدنيين الآمنين في مأرب من خلال الاستهداف الممنهج والمتكرر عبر إطلاق الصواريخ الباليستية عليهم.

وحذرت من تداعيات إنسانية كارثية إذا ما استمر التصعيد العسكري لهذه الميليشيا في ظل الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب من دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً.

إلى الأعلى