نداء حضرموت – العين
من الإخفاء القسري إلى الاعتداء الجنسي مرورا بدوره الجاسوسي لحساب إيران وصولا لترهيب اليمنيين، تعددت مهام سلطان زابن، قتيل الحوثيين.
مهامٌ باطنها يفوق ظاهرها للقيادي الحوثي الذي أعلنت الجماعة الانقلابية، أمس الإثنين، وفاته، بعد تكتم شديد أنهته على شماعة كورونا.
لكن الحقيقة التي تعقبتها “العين الإخبارية” من مصادرها الخاصة، أجهضت مزاعم الحوثيين، وكشفت أن الرجل المدرج ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية ومجلس الأمن الدولي وأحد قيادات الصف الأول للانقلاب، قُتل في غارة للتحالف العربي.
عدا عن ذلك، فسلطان زابن، واحد من 5 قادة يتصدرون الصف الأول للانقلابيين، سقطوا في عملية عسكرية الشهر الماضي، في العاصمة صنعاء.
وهو ما كشفته مصادر أمنية يمنية لـ”العين الإخبارية”، بأن زابن و”زكريا الشامي” و3 آخرين من قيادات المليشيات، قتلوا في عملية عسكرية للتحالف العربي، في مارس/آذار الماضي، في صنعاء المختطفة.
نهايةٌ لواحد تحفل سيرته الذاتية بانتهاكات لا تعد ولا تحصى، تدفع الباحث عن سجل الحوثيين الدموي، للوقوف مع السطور التالية التي تستعرضها “العين الإخبارية”.
من هو سلطان زابن؟
عُرف سلطان زابن المدرج على لوائح الإرهاب لدى واشنطن ومجلس الأمن بانتهاك أعراض الحرائر اليمنيات في سجون الحوثي.
وعلى مدى الأعوام الماضية، تنامت خطورة الرجل حتى بات مصدر قلق لدى العالم أجمع باعتباره المسؤول الأول عن انتهاكات بحق اليمنيات في السجون السرية، والعقل المدبر لجناح التجسس “الناعم” باستخدام ما يعرف بالفتيات “الزينبيات”.
يوصف القيادي الإرهابي بأنه أحد كبار الأعضاء النافذين في جناح “الصقور” المتطرف الذي يخطط لنشاطات البنية الهرمية للمليشيات والأكثر ارتباطا بالحرس الثوري الإيراني.
وينحدر سلطان زابن المكنى “أبو صقر” من صعدة معقل الحوثيين، أقصى شمال اليمن، وتولى لأكثر من عقدين من عمله الإرهابي التجسسي، مهمات عدة.
أولى تلك المهمات، حين شغل موظف خدمات لدى المدعو “طه المداني” إحدى أكبر أذرع طهران الأمنية باليمن، ليقدمه بعد ذلك للحرس الثوري وحزب الله اللبناني، بهدف تدريبه وتهيئته عسكريا وأمنيا.
عقب عودته لليمن قادما من إيران، كلفه “المداني”، الذي قُتل على يد قوات التحالف العربي مطلع يونيو/حزيران 2015، بمهمة جديدة ضمن ما يسمى “الأمن الوقائي” الذي يراقب السلوك الداخلي لقادة مليشيات الحوثي، بحسب مصادر خاصة تحدثت لـ”العين الإخبارية”.
إلى ميدان آخر، لعب الرجل أدوارا أمنية متعددة خلال حروب التمرد الست بين عامي 2004-2009، أخطرها العمل همزة وصل بين خلايا الإمداد النسوية للمتمردين في حروب صعدة وبين المواقع القتالية المتقدمة للمليشيات، ثم حلقة ارتباط بالجناح النسوي الناعم مع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
الاجتياح الغاصب
وكان اجتياح الحوثيين لصنعاء أواخر عام 2014، بداية المهمة السادية لزابن؛ حيث تسلم ما يسمى “إدارة شرطة الآداب” في المناطق غير المحررة، قبل أن تتم ترقيته لرتبة عميد وتعيينه بعد عامين رئيسا لـ”المباحث الجنائية” ضمن ما يسمى وزارة الداخلية بحكومة المليشيات بدعم من القيادي النافذ أحمد حامد.
وباعتباره أحد مهندسي “الزينبيات”، عمل على توجيههن باقتحام المنازل واختطاف النساء وقمع التظاهرات النسوية واعتقال الناشطات وتعذيبهن ووصل ذلك إلى حد اغتصاب الفتيات في إطار ما يعرف بـ”جهاد التطهير”.
برز اسمه بين عامي 2019 و2020، عقب تقديم مجلس الأمن أدلة مقلقة حول نشاطه المشبوه وترؤسه شبكة استخباراتية نسائية من “الزينبيات”، وإدارة سجون سرية للتعذيب والاغتصاب بصنعاء مع 13 قياديا حوثيا بدءا به وانتهاء بعبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة المدعومة من إيران.
وكأحد مجرمي الحرب، أدرجته الخزانة الأمريكية على لائحة الإرهاب مع 4 من قادة المخابرات الحوثية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وبخلاف دوره كعقل مدبر لأبشع الانتهاكات بحق اليمنيين واليمنيات، يعد الرجل من أبرز جواسيس الحوثيين الذين دربهم الحرس الثوري الإيراني لتفكيك النظام اليمني.
فقذ شرع الرجل ومعه القيادات الأمنية الحوثية بتحويل مقار “البحث الجنائي” بصنعاء منصة تجسس، خصوصا الواقعة منها في صنعاء والتي أدخلت فيها شبكة اتصالات حديثة لمراقبة المكالمات الهاتفية وانتهاك الخصوصيات والحريات الشخصية.